أقامت مكتبة نفرو بوسط البلد، مساء أمس، حفل توقيع رواية " رحلة الضباع" للروائية سهير المصادفة ، بمشاركة عدد من النقاد والمثقفين ، قال الكاتب والناقد " وجيه القاضي" إن الوسط الثقافي مليء بالكثير من المبدعين الذي يستمتع بإبداعاتهم ولكنه لا يفضل التعامل معهم علي المستوي الانساني لأن ما ينادون به في كتبهم من قيم نبيلة لا يتفق مع مواقفهم الحياتية التي تخلو في الغالب من هذه القيم وتابع قائلا " أجد أن سهير المصادفة تشذ عن هذه القاعدة لأنها متسقة تماما مع كل إبداعاتها. وذكر القاضي أن المصادفة استفادت من كتب التراث في روايتها رحلة الضباع ولكنها في نفس الوقت خرجت بمنظومة سردية خاصة بها حيث شبهها بالنحلة التي أكلت وهضمت حتي أخرجت لنا عسلا روائيا. مشيرا الي وضوح التجربة الفنية والحياتية للمصادفة في هذه الرواية تحديدا ، موضحا " التجربة الفنية تتوقف علي التراث والحضارة المترسبة في ضمير المبدع ، أما الخبرة الحياتية فيفتقدها أغلب الكتاب المصريين حيث نجد كثير من الكتاب مسجونين في منطقة الصعيد مثلا أو إسكندرية ، ولكن المصادفة اعتمدت اعتمادا كليا علي التجربة الفنية والخبرة الحياتية في رحلة الضباع بالإضافة للخبرة القرائية" بدأت الروائية سهير المصادفة حديثها قائلة " الكتابة والابداع نوع من أنواع الثورة والتمرد وإلا لتركت هذه الندوة وذهبت لأقطع الكوبري مع الشباب الثائر". وعن روايتها الأخيرة قالت " كل رواية أكتبها أعتبرها محاولة روائية جديدة فأنا مازلت أحاول ولدي الكثير من الرسائل الابداعية الأخري التي أود توصيلها للقاريء في كل مكان ، وإذا شعرت للحظة واحدة أنني غير قادرة علي المحاولة قسأعتزل الكتابة نهائيا مثل فيليبروث الذي قرر الاعتزال لأنه وصل كل رسائله الابداعية التي كان يريد توصيلها، وهذه الرواية " رحلة الضباع" هي الرواية الثالثة في مشروعي السردي لأنني أكتب بمعدل رواية كل 4 أو 5 سنين وأجد أن هذا المعدل معقول ، وهذه الرواية الجديدة قد تكون صعبة في قراءتها ولكني أعتقد أن من يجد صعوبة في القراءة هم المتربصون بالعمل سواء علي المستوي الأيدولوجي أو علي مستوي الفهم أو التفاعل مع النص. وأضافت المصادفة أن رحلة الضباع هي لحظة ممتدة لحكاية واحدة وهذه الحكاية مثل العملة النقدية لها وجهان وجه من 14 قرن من الزمان وهو المخطوط الذي حملته الجده منذ هذا التاريخ ، والوجه الآخر هو الوقت المعاصر الذي نعيش فيه ولكن من يدخل الي هذا المخطوط ببراءة الكتابة الأولي سيكتشف أن الحكاية واحدة ، لأن الجدة التي حملت هذا المخطوط ما زالت حيه " في إشاره منها لكل النساء المقهورات" وتعاني من نفس الإرث العربي الذي وصفته نيرمين " إحدي شخصيات الرواية بالمعقد والقاتل للمرأة والعدالة ووصلت الي نتيجة مفادها أن هذا الإرث ضد الإسلام. وفي حديثها عن الرواية النسائية العربية قالت المصادفة " المرأة في العالم العربي لم تكتب بعد ، هي قد تقلد انما تكتب وتحملق فنادرا ما رأيت امرأة عربية تكتب كتابة حقيقية ، فنحن من أغلقت علينا الأبواب لقرون عديدة ، نحن من كنا نباع كسبايا وجواري فلماذا لا تكتب المرأة العربية عن هذه المراحل التاريخية وعن هذا الإرث العربي الذي حط من شأن المرأة ، أعتقد أن هذه الحكاية التي كتبتها في رحلة الضباع والتي هي في قمقم من أزل السنين ولا يعرفها الرجل قد تجلس الكاتب في بيته. Comment *