ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الحرب الباردة المشتعلة بين الولاياتالمتحدة والصين في الفضاء الإلكتروني تمثل اختبارا للعلاقات الثنائية بين البلدين. وأوضحت الصحيفة-في تحليل إخباري أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم"الأثنين"-أنه حينما عمدت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى توزيع قائمة سرية مطولة ،على مزدوي الأنترنت داخل الولاياتالمتحدة تتضمن عنواين بريدية لمجموعة قراصنة إلكترونية قامت بسرقة بيانات من قاعدة مؤسسات أمريكية عدة،غفلت حقيقة مهمة ألا وهى أن معظم هذه العناوين على الأرجح تعود إلى مقر "قيادة حرب الفضاء الالكتروني" التابعة للمؤسسة العسكرية الصينية. واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن هذا الإغفال المتعمد من قبل الإدارة الأمريكية، إنما يبرز حجم التوترات المتصاعدة داخل إدارة أوباما حول كيفية مواجهة القيادة الصينية الجديدة بشأن قضية القرصنة الإلكترونية في الوقت الذي تكثف فيه الإدارة من دعواتها المطالبة للصين بضرورة وقف هجماتها الإلكترونية فيما تصر بكين على نفي قيامها بهذا الأمر. وأضافت:"كما توضح هذه القضية إلى أي مدى اختلفت شكل الحرب الباردة بين كبرى الاقتصاديات العالمية عن أنماط الحرب والصراعات بين القوى العظمى خلال العقود الماضية..مضيفة:"إن كانت هذه الحرب أقل خطورة عن ذي قبل،غير إنها باتت أكثر تعقيدا وضررا. وتابعت الصحيفة "برغم من أن مسئولي الإدارة الأمريكية أبدوا رغبتهم ،الأن أكثر من أي وقت مضى، في الاشارة إلى الصين بالتحديد،الا أن الرئيس أوباما تجنب الإتيان على ذكر الصين بالاسم أو حتى روسيا أو إيران اللتين تمثلان مصدر قلق بالغ له في هذا الشأن. ورأت الصحيفة،من جانبها،أن الصين ليست عدوا صريحا للولايات المتحدة كما كان حال الاتحاد السوفيتي في السابق بل إن بكين تعد منافس اقتصادي ومورد وعميل أساسي لوشنطن،مشيرة إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد بلغ العام الماضي 425 مليار دولار أمريكي كما تظل الصين،برغم مكافة التوترات الدبلوماسية معها،ممولا محوريا للديون الأمريكية. وأضافت:"فقد شعر مسئولو الإدارة الأمريكية بسعادة بالغة حينما أصدرت شركة(مانديانت) وهى شركة أمريكية أمنية خاصة تقريرا تعقب الهجمات الإلكترونية وخلص إلى إنها تأتي من "قيادة حرب الفضاء الألكتروني" التابعة للجيش التحرير الشعبي الصيني..قائلين:"ليس لدينا مشكلة فيما خلص إليه تقرير الشركة، لكننا لا نريد التصريح بذلك علنا" ورأت الصحيفة-ختاما-أن هذا يفسر لماذا لم تتم الإشارة إلى الصين في القائمة التي نشرتها الإدارة الأمريكية على مزودي الأنترنت ناسبة إلى مسئول استخباراتي قوله:"أن وضع الصين في موقف محرج سيكون له تداعياته..مما سيزيد من النعرة الدفاعية والقومية لدى الصينيين" أ ش أ أخبارمصر-صحافة-البديل Comment *