رأت صحيفة (ذي كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية أن العقبات التي تعرقل مسار ليبيا نحو بناء جيش موحد إنما هى جزء من صراع أكبر تخوضه البلاد من أجل تحديد هويتها الوطنية بعد 42 عاما تحت حكم العقيد الليبي معمر القذافي. وذكرت الصحيفة - في تحليل إخباري أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين - أن تداعي وتهالك الجيش الليبي بعد عامين من الثورة ، يعد رمزا لفشل الحكومة الانتقالية في بدء بناء مؤسسات الدولة لتكون منارتها صوب الديمقراطية..مشيرة إلى أن المليشيات المسلحة الليبية باتت تتقن عملها لدرجة تحول دون استبدالها بجيش لايزال طور التنشئة ويفتقر إلى الخبرة ، ما يقوض نضال ليبيا لإنشاء جيش موحد. وأوضحت أنه بالرغم من أن بناء جيش موحد لطالما تصدر أولويات الإدارة الليبية الانتقالية منذ مقتل القذافي حتى الآن إلا أن خطواتها نحو تحقيق هذا الهدف ظلت متعثرة إن لم تكن غائبة أصلا..ناسبة لأحد المسئولين الليبيين قوله"لا أعلم حتى كم عدد الجنود المدرجين حاليا ضمن صفوف الجيش". وبينت أن التصريحات التي تصدر عن كبار المسئولين الليبيين تشير إلى أن هناك اختلافا فيما بينهم حول حاجة البلاد الماسة إلى جيش فاعل لضمان سلمية المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد هذه الفترة الحرجة وإحداث قطيعة واضحة مع عهد القذافي وإرثه الثقيل المتمثل في جيش ضعيف تضاءلت قوته يوما يعد يوم تحت سطوة الكتائب الموالية لأبنائه .. مؤكدة أن الإرادة السياسية وحدها لن تكفي من أجل إجراء إصلاحات جادة. وأفادت صحيفة (ذي كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية بأن السلطات الليبية أسندت العام الماضي مهمة الحفاظ على الأمن في مختلف أنحاء البلاد إلى الثوار الذين قادوا الثورة ضد حكم القذافي ، مفرطة بذلك في مسئولية بناء جيش جديد وهيكل أمني مما جعل المليشيات المقاتلة هى الوجه الأمني المسيطر حتى الآن سواء في العاصمة طرابلس أو المدن الليبية الأخرى. وقالت "ونتيجة لغياب قيادة مركزية موحدة تحكم أفعال وتحركات الآلاف من الجماعات المسلحة المشاركة في عملية الحفاظ على أمن ، يبقى العديد من المليشيات الليبية على حالها وتواصل عملها خارج حدود القانون". ولفتت الصحيفة إلى أن الشرعية الثورية التي منحت لأعضاء الكتائب والمليشيات المحلية وقادتها ، تفوق بكثير الشرعية التي كان يملكها مسئولو جيش القذافي .. قائلة "إن كانت الحكومة قد سمحت في بعض الأحيان بوجود مجموعات عسكرية شبه رسمية مثل قوات درع ليبيا ، إلا أننا نجد في بعض الأحيان الأخرى العديد من المليشيات المحلية هى من تتولى إدارة شئونها". وفي ختام تحليلها الإخباري ..نقلت (ذي كريستيان ساينس مونيتور) عن بريان ماكوين مختص في الشأن الليبي بجامعة أوكسفورد قوله "إن التحديات الأمنية الرئيسية أمام ليبيا الآن تتمثل في كيفية تحويل القوات الثورية بلا مركزية إلى هياكل أمنية حكومية تعمل وفق ضوابط وتوازنات ديمقراطية". أ ش أ أخبار مصر - صحافة - البديل Comment *