تم افتتاح شارع المعز لدين الله الفاطمى فى مثل هذه الأيام من عام 2008 ، ليصبح من أعظم المتاحف المفتوحة الذى لا يوجد مثيل لها فى جميع أنحاء العالم ،حيث يحتضن الشارع بين جنباته أكثر من 33 أثرًا إسلاميًا تتجسد فيها روعة الفن الاسلامى ،.ولكن تبدلت أحوال الشارع من عبق التاريخ الذى يفوح من آثاره العريقة إلى رائحة الفول والطعمية ومحلات بيع المخللات،والبلطجية وتجار المخدرات والموتوسيكلات والتوك توك. لذا رصدت البديل فى جولتها داخل الشارع التعديات المختلفة التى يضج بها الشارع : فى البداية وجدنا "عم صبحى "منكفئا على قطعة من النحاس يحفر عليها ،وعندما رفع رأسه لنتحدث معه كان وجهه مرسوما عليه مثل هذه النحاسية التى ينحتها ،وكأن الزمن قد حفر على معالم وجهه الخير والمحبة والنظرة العميقة التى تأصلت من عمق تاريخ هذا الشارع، ليقول: "عليه العوض ومنه العوض فى البلد ،احنا دلوقتى تحت الصفر وعمرها ماهترجع تانى أبدًا، "قائلا إنه يعمل فى هذه المهنة منذ 20عاما ،ولم ير حالة من الكساد التجارى فى الشارع مثل هذه الأيام ،وفسر ذلك بسبب وصول الإخوان للحكم ،حيث لم تعد هناك سياحة فى البلد ،بالرغم من أن هذا الشارع كان يحظى بإقبال سياحى من جنسيات أجنبية محددة مثل ألمانيا واليابان وكان الأكثر مجيئا هم الفرنساوية ،وإذا جاء الآن سياح لن يزيدوا فى اليوم عن خمس أفراد بل لا يشترون، فهم يسيرون فى الشارع لمجرد مشاهدة بضاعة المحلات والآثار. أما إسلام شوشة صاحب إحدى محلات المشغولات النحاسية والتحف، لقد كان يعمل بالمحل 6عمال ،وبعد الثورة ونظرًا لحالة الموات التى تعرض لها شارع المعز تم الاستغناء عن هذه العمالة ،وأصبحت أنا ووالدى فقط نتولى إدارة المحل ولم يصبح هناك إيراد يدخل للمحل لندفع منه للعمال . وأشار يكفى إيجار المحل الذى يتجاوز ألفى جنيه وفواتير الكهرباء ،متهما الحكومة بالتقاعس عن دعم السياحة بعد الثورة ،وأكد أنه لم يعد يأتى للشارع سياح فى هذه الفوضى التى أصبح يعج بها من سيارت نصف نقل ،وموتوسيكلات يستخدمها عدد كبير من البلطجية ،فالسياح أصبحوا خائفين من حالة الانفلات الأمنى . ويتفق معه علي خلف صاحب إحدى محلات التحف، قائلا إن حركة البيع فى الشارع أصيبت بالشلل نظرًا لغياب الأمن الذى من المفترض أن يؤمن الأفواج السياحية ،فضلا عن ارتفاع أسعار الخامات حيث كان النحاس قبل الثورة ب 40 جنيها،وتحول الآن إلى 80 جنيها ،والقطعة النحاسية المشغولة يدويا بعدما كانت تتكلف 10 جنيهات ونبيعها ب 50 جنيها ، أصبحنا نبيع الآن قطعة النحاس المكلفة 30 جنيها ب 31 جنيها فقط ،حتى نتمكن من الحصول على أى دخل حتى ولو كان قليلا . واتهم خلف الاخوان المسلمين واسلوب ادارتهم الفاشل للبلاد بعد الثورة فى تفاقهم الاوضواع سوءا فى الشارع ،من سياسيات اقصادية خاطئة رفعت سعر الدولار الذى دمر كل الاسعار فى مصر. وقالت دعاء زكى – من سكان الشارع- نعيش فى شارع المعز منذ 30عاما ،ولم نر فوضى مثلما حدثت بعد الثورة ،فسيارات النقل والملاكى والموتوسيكلات اصبحت تجوب الشارع ليل نهار بعد ان تفائلنا خيرا منذ افتتاح الشارع وفرض النظام ،حتى انه كان غير مسموح بمرور السيارات بالشارع وتخصيصه للسياح والمشاه فقط ،حتى لو ارادت سيارة تدخل يتم ذلك من خلال الحصول على تصريح وليس بالفوضى التىنراها الان . ذكرت هدى فتحى – من سكان الشارع – ان شارع المعز لم يصبح متحف مفتوح يضم عدد كبير من الاثار الاسلامية ،بل تحول الى سوق تجارى نظرا للكم الهائل للباعة الجائلين الذين اصبحوا يفترشوا الشارع ،والمقاهى التى تطلق دخانها وتجور على حق المشاة فى السير بالشارع ،بالاضافة للسيارات التى تقف على جانبى الطريق فى غياب من المسئوليين الذين لانرى منهم اية استجابة على الشكاوى التى تقدمانا بها الى حى باب الشعرية والموسكى بل محافظة القاهرة لينقذونا من صخب عربات النصف نقل التى اتخذت من الشارع طريق لها تختصره للوصول الى شارع الازهر والموسكى . بينما يقول ربيع سليمان –عامل باحدى محلات الشارع-، إنه يعمل منذ عشر سنوات بالشارع ،والمحل متخصص فى بيع ادوات "الشيشية " وإكسسواراتها سواء للسياح أو المصريين ،ولكن لم يحدث كساد فى حركة البيع الا بعد الثورة ،وبعد ان كان المحل يبيع بضاعة بمبلغ اربعة الافق جنية ،فالمحل حتى الساعة السالسة عصرا لم يدخل فى خزينته إلا 20 جنية فقط ،بل زاد الأمر سوءا غزو الشارع بالمنتجات الصينى ،بالرغم ان السائح كان يفضل طراز وتصميم الشيشة المصرى ألا أن أسعار الصينى زاحمت المنتج المصرى ،مطالبا تجار الجملة بعدم الجشع وتخفيض الأسعار حتى يتمكن التاجر "القطاعى"من الحصول على هامش ربح ولو بسيط ، وأشار قائلا إن أعمال البلطجة أصبحت منتشرة بالشارع بل استخدم سلاح الخرطوش فى المشاجرات ،والشرطة لم تعد تتواجد بالشارع إلا فى حال حدوث مثل هذه المشاجرات . Comment *