بدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جولته بأربع دول أفريقية مبتدئا بالجزائر، وستشمل كذلك جنوب أفريقيا وموزمبيق وغينيا وقالت صحيفة "كوميرسانت" إن خبراء يعتقدون أن استياء سلطات بعض الدول الأفريقية من تدخل الغرب في الأزمات العسكرية السياسية يتيح لروسيا أن توطد مواقعها في القارة الأفريقية، وبدأ لافروف جولته الأفريقية، منطلقا من الجزائر. وكانت المرة الأخيرة التي زار فيها لافروف الجزائر في مايو من عام 2011 حينما كانت ليبيا محط أنظار العالم. أما الآن فسترعي مالي المجاورة للجزائر الاهتمام الأكبر. وفي تصريحات لميخائيل مارغليوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي في مجال التعاون مع الدول الأفريقية، لصحيفة "كوميرسانت" أن السلطات الجزائرية تكافح التطرف داخل البلاد منذ سنوات طويلة، وأكد مارغيلوف على أن تسوية النزاع في مالي من مصلحة موسكو أيضا لأن بعد حربين في الشيشان تخشى روسيا من زيادة التطرف الإسلامي أينما كان. وحذر مارغيلوف من أن نشاط الإسلاميين الذي أيقظه "الربيع العربي" قد يحول أراضي أفريقيا من الساحل وحتى القرن الأفريقي إلى "القرن الأخضر" للتطرف. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد بحث سبل منع تحقيق هذا السيناريو مع المسئولين الجزائريين. ويرى الدبلوماسيون الروس أن تبادل الآراء بيّن أن مواقف موسكووالجزائر في القضايا الرئيسية متطابقة. وكان بوتين قد صرح منذ أيام أن روسيا سجلت أكثر من 600 جريمة ذات طابع إرهابي العام الماضي. ولم تقتصر المباحثات على القضايا السياسية فحسب، بل تعد الجزائر تقليديا من الشركاء الاقتصاديين الأساسيين لروسيا في أفريقيا. وهناك تعاون في مجال استخراج الهيدروكربونات، حيث تعمل شركتا "غازبروم" و"روس نفط" في الجزائر منذ فترة طويلة. وعلاوة على ذلك، تقوم روسيا بتوريد الحبوب والحديد ومعدات صناعية وعسكرية إلى الجزائر. ويعد الهدف الرئيسي من جولة لافروف الأفريقية ، هو الترويج للمصالح الاقتصادية الروسية في أفريقيا. ويرى مارغيلوف أن عودة روسيا إلى أفريقيا قد بدأت. وقال مارغيلوف: "إذا كان الاتحاد السوفيتي في حقبة الحرب الباردة مشغولا بالجغرافيا السياسية في أفريقيا، فالأولوية اليوم للجغرافيا الاقتصادية، بما في ذلك التوسع الاقتصادي". وأشارت صحيفة "سياست روز" الإيرانية في تقرير مطول لها إلى أن جولة وزير الخارجية الروسية في أفريقيا تشير إلى اهتمام خاص بالقارة الأفريقية على الرغم من وجود منافسين أوروبيين أقوياء إضافة إلى الصين، مما أدى إلى فشله حتى الآن في الحصول على موقع جيد أو مكاسب مهمة في هذه القارة. وأضافت الصحيفة أن ليبيا كانت أهم قاعدة لروسيا في أفريقيا، وفقدتها مع سقوط "القذافي" ويبحث لافروف عن قواعد جديدة لبلاده لتكون هذه الدول بديلة لليبيا، وأشارت إلى أن الجزائر وجمهورية جنوب أفريقيا، تحظيان بنصيب أكبر في المشروع الروسي. أخبار مصر - البديل Comment *