"عرسال" بلدة لبنانية حدودية، آوت الكثير من المدنيين السوريين الفارين من الاضطرابات في سوريا، وباتت مأوى لكثير من المسلحين المعارضين ل"بشار الأسد"، ومن بينهم مقاتلى القاعدة، الذين صار تواجدهم مألوفًا، وسط محاولات من سياسيين لبنانيين معارضين للمقاومة اللبنانية في الجنوب، لتصوير المعارك الدائرة في سوريا، بأنها سنية ضد نظام علوي، ليفجر مقتل جنديين في الجيش اللبناني؛ المتأزم أصلا،لتضع الجيش غير المحسوب على فصيل لبناني بعينه في وضع حرج. لم تهدأ بلدة "عرسال" الحدودية اللبنانية؛ منذ اشتعال المعارك بين متمردين سوريين والجيش النظامي، ووصل الأمر ذروته بعد مقتل جنديين في الجيش اللبناني على يد مسلحين في "عرسال". تقع "عرسال" على طول حدود مع سوريا، تتجاوز 70 كيلو مترًا، في بلدة يسكنها 40 ألفًا، ولها ارتباط بسوريا، فمنذ عام أثارت تصريحات وزير الدفاع اللبناني، فايز غصن، عن وجود عناصر أصولية في البلدة جدلًا كبيرًا. يقول مراقبون أن "عرسال" استبدلت توجهاتها اليسارية والقومية والناصرية، بعد عام 2005، وأصبحت حصنا ل"تيار المستقبل". ونقلت وكالة "روتيرز" أن الاشتباكات اندلعت بعد أن دخل الجيش السوري المنطقة، لإلقاء القبض على شخص يشتبه أنهما من جبهة النصرة، الحركة الأصولية التي تحارب فى سوريا. وتحدثت صحيفة "النهار" اللبنانية عن شخصية معروفة باسم "ابو طاقية" الشيخ مصطفى الحجيري، الذي يضع على منزله أعلام "الثورة السورية"، الذى يخرج بزي أفغاني، الذى يرد على من يخاطبهم بالعربية الفصحى. وتذكر التقارير الواردة من هناك، كثرة هذه النماذج في الفترة الأخيرة، أثناء الاضطرابات السورية. وينظر اللبنانيون إلى "عرسال" من زاويتين متناقضتين، الأولى أنها البلدة، التي تأوي الإرهابيين، والثانية، أنها البلدة، التي يناصرها الليبنايون الآخرون، لأنها فتحت حدودها مع سوريا للاجئين المدنيين. موقع "القدس" الفلسطيني، رصد ثلاثة احتمالات لموقف الجيش؛ الأول محاصرة البلدة، حتى تسليم الفاعلين، والثاني مهاجمة أماكن يمكن أن يحتمي فيها المتهمون والمطلوبون، والثالث أن يتم التفاهم على مخرج يقضي بتسليم المتهمين مقابل فك الحصار عن البلدة. بدأ الجيش في الاحتمال الأول؛ وهو محاصرة البلدة حتى يسلم الفاعلين انفسهم، وسط مخاوف من امتداد العداء إلى مناطق أخرى ينتشر فيها الجيش، ما ينذر بوضع الجيش في مواجهة مناطق بعينها في دولة محتقنة طائفيًّا. وأبرزت الأزمة مدى ثقة اللبنانيين بالمؤسسة العسكرية والتفافهم حولها، ومخاطر ترك الحدود اللبنانية السورية مفتوحة ومنفلتة مما يهيء الأجواء لاستغلالها سياسيا وبذر الفتن من خلالها. Comment *