قالت مجلة "الإيكونوميست" إن مرسي يتصرف كواجهة لجماعة الإخوان وليس زعيمًا لكل المصريين، ويسير على سياسات إسلامية غامضة تثير الريبة والاستياء حتى بين حلفائه، وأضافت المجلة في معرض تقرير مطول عن مصر أن الشباب يريد أن يرى مرسي مضطرا إلى ترك السلطة بشكل مخز مثل مبارك. وأوضحت المجلة أن مرسي فرض حظر التجوال ولكن الحشود تحدته بابتهاج كما كان الأمر أيام مبارك، ففي كلا العهدين لم يكن لحظر التجوال تأثير يذكر في الشارع، وحذر قائد الجيش من انهيار الدولة، مما دفع بشائعات حول انقلاب وشيك، وطالب زعماء المعارضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأشارت الصحيفة إلى أن العديدين باتوا يخجلون من استخدام كلمة "ثورة" على أحداث 25 يناير التي أطاحت بمبارك، فعلى الرغم من أن الوضع قد يبدو مماثلا لما كان عليه أيام مبارك، إلا أن الاقتصاد المصري قد تعثر بشكل كبير في ظل غياب سياسة حكومية ثابتة، وأوضحت أن السياسة استقطابية بين معسكر إسلامي متمكن ظاهريا وساخط، وبين أقلية تشمل العديد من المتعلمين والنخبة في الأماكن الحضرية، وفي خضم هذه الفوضى، تقول المجلة أن معظم المصريين لا يرغبون في غضب شعبي عارم، والجيش لا يريد أن يلطخ يده مرة أخرى. وعلى الرغم من أن آلة الإخوان قوية وممولة بشكل جيد إلا أن مرسي حصل على 25% من الأصوات في الدورة الأولى بالانتخابات الرئاسية، بدرجة أقل من المتوقع. واستعرضت "الإيكونوميست" سلوك بعض رجال أعمال الإخوان مثل خيرت الشاطر، الذي قالت عنه إنه من قدامى المحاربين الذين سجنوا أيام مبارك، وأقوى من رئيس الوزراء، وأما عصام حداد فإنه يتجاوز وزارة الخارجية إلى إقامة علاقات دولية، بينما وصفت حسن مالك بأنه أكثرهم بروزا في العالم الاقتصادي، رجل أعمال ثري، ويمارس تأثيرا قويا على السياسة الاقتصادية من وراء الكواليس، أما مرسي فيعين الإخوان في المحافظات والوزارات في الوقت الذي يسعى فيه مرسي لتوسيع سلطته القضائية، وتعيين أشخاص في البنوك المملوكة للدولة، والنقابات العمالية، حتى حلفائه الطبيعيين عبروا عن شكوكهم، مثل نادر بكار عندما قال "لقد أصبح واضحا أن الإخوان يسعون إلى السيطرة على مفاصل الدولة"، والمدنيون باتوا يخشون من دولة قوية وفاسدة وغير ديمقراطية مثل مبارك". واعتبرت "الإيكونوميست" المجلة الدولية ومقرها بريطانيا الحوار الوطني الذي دعا إليه مرسي ترويضا لاحتجاجات المعارضة التي تجاهلها بقراراته، بينما ينشغل بإصدار قوانين مفيدة لجماعة الإخوان. أخبار مصر - صحافة - البديل Comment *