قالت شبكة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية: إن عدم فاعلية قرارات الرئيس محمد مرسي والصراع بينه وبين المعارضة يخاطرون بعودة الحكم العسكري، مشيرة إلى أن أحداث العنف الأخيرة في مصر التي أسفرت عن حوالي 50 قتيلًا كشفت عن أزمة ثقة بين الحكومة الإسلامية والمعارضة العلمانية وإرث مؤسسات النظام القديم التي تخرج بسرعة عن نطاق السيطرة. وأوضحت الشبكة الإخبارية أن فرض الرئيس محمد مرسي لحالة الطواريء في مدن القناة وفي الوقت نفسه دعوته إلى الحوار مع أحزاب المعارضة، التي تعتقد أنه يتبنى منحى ديكتاتوريا يشكل مزيجا صعب النجاح. وقالت شبكة "بلومبرج": إن تدابير مرسي غير مجدية وترك المحتجين لقوات الشرطة المكروهة، التي هي نفس قوات الأمن التي يُلقي عليها جزءًا من المسئولية في مجزرة استاد بورسعيد وكذلك في محاولة سحق الثورة المصرية 2011. وأضافت أن مصر تعاني من فراغ أمنى وعدم وجود حكومة فعالة منذ الاطاحة بمبارك عام 2011، لكن أخطاء مرسي عززت تلك المشكلتين، بالإضافة إلى فشله في إيجاد سبل لإنهاء دورة العنف المنتشرة في البلاد. وأكدت الشبكة الأمريكية أن مرسي يجب عليه أن يبدأ بسد الفجوة مع المعارضة التي ساهم هو وحكومته التي يهيمن عيها الإخوان كثيرا في خلقها. وانتقدت قيامه بالتهديد بإصبعه، بإعلان فرض حالة الطوارئ التي تميز بها نظام مبارك، لافتة أنه إذا كان مرسي قد نسى فشل مبارك، فإنه لديه أدلة أكثر حداثة، متسائلة: "لماذا هذا النوع من السلوك المتعالي لا ينجح"، كما أنه من الواضح أيضًا الآن أن قوات الأمن غير قادرة، وربما حتى غير راغبة على السيطرة. ورأت شبكة "بلومبرج" أن مرسي وجماعة الإخوان المسلمين بحاجة إلى أن يكون أكثر ذكاءً مما ظهر عليه حتى الآن، وعليهم تقديم تنازلات حقيقية وبناء جسور للتواصل مع منافسيهم العلمانيين. وتابعت أنه على ما يبدو ما لا يدركه مرسي ولا أحزاب المعارضة العلمانية، التي أصبحت أيضا جزءًا من المشكلة، بشكل كامل هو أن مسارهم الحالي يهدد بالدخول في سنوات من الفوضى والعودة في نهاية المطاف إلى الحكم العسكري، إما بحكم القانون أو بحكم الأمر الواقع لإنهاء إراقة الدماء في الشوارع. Comment *