تعتبر هذه الأيام الذكرى الثانية للثورة، ونشاهد العديد من الأحداث المتكررة، بدءا من استمرا العنف مع المتظاهرين واستخدام الخرطوش والغازات وحرق سيارات الامن المركزى من قبل المتظاهرين يوم جمعة الغضب 2013 ،ولكن الجديد فى هذا المشهد هو وجود رئيس جديد"مرسي"، ومن ثم فخطابات اليوم اختلفت عن خطابات مبارك. ورصدت "البديل" آراء الخبراء للوقوف على أوجه الشبه والاختلاف بين خطابات مبارك ومرسى ومستقبل القرارات الصادرة من الأخير على مجريات الأحداث. وقال د.عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن قرارت مرسى فى الفترة الأخيرة تنقسم إلى شقين أحدهما ذات طابع "أمنى" والأخرى ذات طابع "سياسى"، وكلا القرارات "قاصرة". وأضاف: أن قرارات مرسى من الجانب الأمنى تحتاج لتدعيم ،يتم عن طريق إدخال مناطق أخرى تخضع لحالة الطوارئ وحظر التجوال ببعض المحافظات كالغربية والإسكندرية، وايضا شارع محمد محمود والمناطق المحيطة بالتحرير، حفاظا على الأمن والممتلكات العامة، متسائلا ماذا يفعل الرئيس و قوات الأمن التى تواجه الآن بالمولوتوف وأعمال البلطجة؟، لذا فالتعامل مع البلطجى يحتاج إلى قرارت أمنية سريعة ربما تغضب القوى الثورية ولكنها الحل الأمثل فى مثل هذه الحالات . أما عن قرارت مرسى ذات الطابع السياسى يرى ربيع، انها غير مغرية للمعارضة اى أنها تحتاج أن تكون المعارضة شريكا فى وضع جدول أعمالها، وإلزام الرئيس بتنفيذ وعود محددة سواء سابقة او لاحقة ،مؤكدا على ضرورة أن تكون هذه الوعود وتنفيذها يتم بين الرئيس مرسى وخصومه وليس بين مرسى والاحزاب الاسلامية كما يحدث الآن. أما عن المقارنة بين مرسى ومبارك خلال أيام الثورة ،يرى ربيع أن تلك المقارنة صعبة،لأن الشعب الآن لم يصل إلى الحالة التى وصل لها فى وقت مبارك، بل لم تصل الحالة فى مصر الآن مثلما حدثت فى أيام الثورة الاولى،ولكنى أتوقع إذا لم يستجب مرسى لمطالب الشعب فى الفترة القادمة ولم يتحاور مع القوى السياسية فمن الممكن أن يتطور الامر وتحدث قوى المعارضة ثورة على مرسى. بينما يرى د.جهاد عودة استاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان وخبير التقديرات الاستراتيجية،أن هناك فرقا بين خطابات مبارك بعد 25يناير،وخطاب الرئيس مرسى الذى جاء فى الذكرى الثانية ،فمبارك أدرك الأزمة الموجودة بالشارع وأدرك أيضا أنه غير قادر على حلها ،ولكن الرئيس مرسى غير مدرك أساسا للأزمة وليس لديه القدرة على حلها ،وهذا هو الفرق بين كلا الرئيسين الذى اتضح من خطاباتهما بعد ثورة 25 يناير. أيضا الفرق بين خطابات مبارك وخطاب مرسى الأخير ،الهدوء غاب عن مرسى عكس مبارك فرأيناه يتحدث بعصبية شديدة ويستخدمه إشارات أصابعه للتهديد والوعيد وهذا يعكس قلة الخبرة السياسية،لان الوضع مشتعل فى الشارع ويأتى مرسى بخطاب تهديدى ومن ثم لاينتظر أى رد فعل إيجابى من الشارع،مضيفا أن رئيس الدولة لابد أن يكون هادئا ويكف عن صراخه فى وجه شعبه ،ويتعجب د.جهاد من السلطات الواسعة التى يمتلكها د.مرسى والتى فاقت سلطات مبارك نفسه ومع ذلك لايقوم باستغلال هذه السلطات وتوظيف أدواته من أجل حل الازمة السياسية وتهدئة الشارع . ويرى جهاد أن المشكلة الأخرى التى تواجه مرسى الآن ،بانه لن يجد له مخرجا آمنا أى أنه لن يستطيع الخروج حتى لو اراد ذلك ،عكس ماوجده مبارك ،ويعود ذلك لإدراك مبارك لخطورة الازمة ولم تكن وصلت موجه العنف الشديدة التى نشهدها الآن وقعت ايام مبارك ،وعندما تاكد انه لن يستطيع سواء بشخصه أو نظامه أن يسيطر على الوضع ترك السلطة من أجل الحفاظ على الدولة وسلمها للمجلس العسكرى ،لكن مرسى ليس لديه مفهوم الدولة ،فنراه الآن يصرخ متمسكا بالسلطة على حساب الدولة. وأضاف أن مبارك عندما خرج من السلطة لم يكن الوضع مفتتا ومجزءا مثلما يحدث الآن ،فايام مبارك كان فى انقسام بين القصر والشعب ،اما فى عهد مرسى دفع البلاد لحرب داخلية ،واعلان لاستقلال مدن القناة ،بل محاولات لاستقلال محافظة القاهرة ،فالمشهد الآن خطير ويحتاج الى دراية جيدة من مستشارى الرئيس وجماعته من أجل الخروج من هذا النفق بسرعة. ويرى أن مرسى لديه أزمة قصور معرفى ،يبدأ خطابه بإعلان الطوارئ قبل أن يعود لمجلس النواب كما أقره الدستور الجديد ،يدعو لحوار وطنى فى ظل مشهد سياسى معقد ،وخطوة الشارع تسبق تحركات القوى السياسية بمراحل ،فالحوار كان يصلح فى حالة اذا كان الصراع سياسيا بين قوى منظمة فى غرف مغلقة لكن مانشهده على أرض الواقع عكس ذلك تماما. وبسؤاله عن أثر قرارات مرسى فى الفترة المقبلة ،قال للأسف مرسى يتبع فى حكم البلاد مبدأ فلتكن الحرب من أجل بقاء السلطة فى يده كما فعلها قبله الأخشيديون والعباسيون ،وبالفعل البلاد انزلقت لهذه الحرب وهذا العنف المسيطر على المشهد ،فهو يتعامل مع مصر وكأنها جماعة او عشيره ،وليس بمفهوم الدولة التى بها سلطات مستقرة لابد من احترامها،وأخير قال إن الرئيس مرسى مازال "هاوى "فى ممارسته للسلطة وليس لديه أى خبرة سياسية لتصحيح المسار. ويرى د.حسن نافعة استاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة أن قرارات مرسى فى الفترة الأخيرة ليست المشكلة الوحيدة ، لكن المشكلة تكمن فى مرسى نفسه ،فأصبح الرئيس مرسى جزءا من المشكلة وليس الحل ، فخطاب مرسى الأخير لم يقدم به تصورا مقنعا للخروج من الازمة التى أصبحت تشكل خطرا يهدد أمن وسلامة ومستقبل الوطن . موضحا لكى يثمر الحوار الوطنى الذى دعا له مرسى يجب أن يكون مرسى محايدا بين جميع القوى السياسية المشاركة فى الحوار، وأن يلتزم بتنفيذ ما تتوافق عليه بصرف النظر عن موقفه الشخصى من القضايا المطروحة على جدول أعماله، وذلك لأن مرسى قاد الحوارات فى الفترة السابقة بعقلية عضو الجماعة وليس بعقلية رئيس الدولة. وعن المقارنة بين مرسى ومبارك خلال أيام الثورة ،فهذا يتوقف على مدى الاستفادة من الحوار الوطنى، وأهمية التوافق مع قوى المعارضة، فإذا تم حوار وطنى صريح وكان مرسى فيه محايدا فإن النتجية ستكون مرضية للمعارضة ولجميع القوى السياسية، لكن سيناريو مبارك ،أعتقد أنه من الصعب أن يطبق فى الوقت الحالى، ورحيل مرسى ليس هو الحل للخروج من الأزمة. Comment *