استضاف المقهى الثقافي أمس ضمن فعالياته الكاتبة سلوى بكر فى"لقاء مفتوح" مع الجمهور، وسلوى بكر كما قدمها الناقد الكبير شعبان يوسف: كاتبة ذات تاريخ طويل ورحلتها مع الحركة الثقافية رحلة عطاء فكرى متميز. تميزت شخصيات سلوى بكر الروائية بأنها شخصيات حرة باحثة عن الحق حائرة في نفس الوقت، انحازت في كتاباتها للمرأة ولآلامها مُبرزة أشكال الاضطهاد الجماعي والذكوري المختلفة التي تعرضت لها عبر العصور. تحدثت سلوى بكر بأسى شديد عن حال الثقافة اليوم وكيف أن التعليم الكارثي أخرج أجيالاً كثيرة كارهة للثقافة أهملت بالكامل تربية الوجدان الذي لا يقل أهمية عن تربية العقل. وتناولت فى حديثها تجربة الاضطهاد التي تعرضت لها ليس على يد مبارك فحسب لكن أيضاً على يد الأجهزة الثقافية والفكرية التي عملت دوماً على إقصائها لأنها كانت صاحبة رأي وموقف لكنها رغم هذا استطاعت الصمود والمقاومة والاستمرار وأكدت انها لا تزال تتعرض لمثل هذا الاضطهاد. وأسمت الكاتبة هذه الظاهرة بظاهرة "التكريس"حيث يتم إلقاء الضوء على كتاب بأعينهم دون غيرهم وأوضحت أن مثل هذا المناخ ليس خطراً على المبدع أو المثقف فحسب بل هو خطر على المجتمع كله حيث لن يجد أمامه إلا هؤلاء المفروضين عليه أو أصحاب الخطابات الدينية ضيقة الأفق التي تفسد المجتمع ولا تصلحه فتنشأ أجيال لا تتعاطى مع الجمال ولا تعرف إلا القبح. وكان من أبرز الحضور الكاتبة "فاطمة ناعوت"التي أكدت أنها ممن يدينون لسلوى بكر بشكل شخصي حيث دعمتها كثيراً طيلة مشوارها، وأنه ليس من العجيب أبداً أن يتم إقصاء سلوى بكر من المشهد الثقافي فمثلها لديه تهم مجتمعية كثيرة فهي امرأة ومثقفة وثائرة وتتعرض كثيراً بالنقد والتحليل لما يظنه البعض ثوابت وهي واحدة من أرفع من كتب الرواية التاريخية باستنارة ووعي حقيقيين وختمت ناعوت بقولها إنه إذا أحببت أن تعرف التاريخ فلا تلجأ للمؤرخين الذي يكتبون التاريخ كما تمنوا أن يحدث بل الجأ للروائيين الذين يضيئون جوانب لا يعرفها أحد. ثم بدأ النقاش مع جمهور المعرض الذي ناقش الكاتبة حول رواياتها وأفكارها التي طرحتها في كتاباتها ورؤيتها للتاريخ وكيف نسجته في رواياتها وكيف كانت تحرص على إلقاء الضوء على الجوانب التي لا يعرفها الناس عن التاريخ. وكان المقهى الثقافي قد استضاف الحقوقية "ماجدة رشوان" فى لقاء مفتوح لمناقشة الحقوق والحريات في الدستور المصري، أكدت خلاله عبر كلمات صلاح عبد الصبور الشهيرة "رعبٌ أكبر من هذا سوف يجيء" أن سقف الحريات والإبداع والفكر في مصر يتعرض لخطر كبير. وقالت: هذا التوجس الذي يشعر به الفنانون والمثقفون له ما يبرره فدعاوى الحسبة تُرفع ضدهم وهى التي اعتادوا عليها كل حين.. تلك الدعاوى القميئة التي تجعل أي فرد في المجتمع يرى نفسه قيماً على الأخلاق والفضيلة ليكمم أفواه أصحاب الفكر والقلم. وأشارت الحقوقية ماجدة رشوان إلى أن محاولات تقييد حرية الفكر والإبداع لا تزال مستمرة حتى بعد الثورة فعلى سبيل المثال تهمة "إهانة الرئيس" .. تلك التهمة المطاطة لا تزال تهدد الكثير من الأقلام كعبلة الرويني ومحمود سعد ومنال عمر. وعن الدستور المصري ومساحة الحريات والمساواة أفاضت الأستاذة ماجدة في الشرح قائلة: إن أسوأ ما فى هذا الدستور أنه مليء بالكلام الإنشائي الذي يمنحك الحق بيد وينزعها بالأخرى .. لذا طالب المثقفون المعترضون على هذا الدستور بتفصيل الحقوق وتوفيرالحماية القانونية الحقيقية الواضحة لها بدلاً من العصف بها. أخبار مصر – البديل Comment *