مع قرب احتفالية الثورة الثانية في 25 يناير 2013 ، عادت فتاوى عدم الخروج على الحاكم مرة أخرى، كما كان الحال قُبيل ثورة الشباب في الخامس والعشرين من يناير 2011، من التيار السلفي خاصة. مجلس شورى العلماء الذي يضم أكبر دعاة للتيار السلفي في مصر عبد الله شاكر رئيساً ومحمد حسان نائباً أول ومحمد حسين يعقوب نائباً ثانياً، أفتى في اجتماعه الأخير بعدم جواز الخروج على الحاكم. توقيت الفتوى، وخرجوه من أكبر ائتلاف يجمع قيادات سلفية، جاء في فترة يشهد فيها الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي موجة كبيرة من المعارضة منذ توليه الحكم، بالإضافة إلى قرب إحياء الذكرى الثانية للثورة المصرية. النائب الأول للدعوة السلفية الدكتور ياسر برهامي نفى في تصريحات "للبديل" خروج أي فتاوى من الدعوة الفترة الماضية تحرم الخروج على الحاكم، خاصة ونحن في أيام تحيي فيها القوى السياسية ذكرى الثورة. وأوضح برهامي أنه لافائدة من دعوات إسقاط النظام التي تتبناها بعض القوى السياسية الحالية ، طالما تم انتخاب الرئيس الحالي بطريقة ديمقراطية، مشيراً إلى أن الذي يريد إسقاط الرئيس فعليه أن يتجه إلى صندوق الاقتراع. التيار السفي من أكثر التيارات الإسلامية المعاصرة التي حرم الخروج على الحاكم، وحرم أيضاً العمل بالنظام الديمقراطي وظهر ذلك جلياً في توثيقات بالفيديو والمقالات لقيادات الدعوة السلفية وخاصة المهندس عبدالمنعم الشحات وياسر برهامي ورغم ذلك تجد أن التيار السلفي أكثر التيارت الإسلامية استفادة من تلك الثورة. فتاوى عدم الخروج تعود للعصر الفاطمي والعباسي، وتفاوتت درجة طرحهما من عصر لآخر ، فتناقلت تلك الفتاوى حتى تحولت إلى أحاديث صنفها الكثير من الرواة على أنها أحاديث موضوعة، ثم توارثها دعاة عصرنا هذا. و"البديل" ترصد أهم أقوال العلماء المعاصرين والقدماء في أقوالهم في الخروج على الحاكم: 1- قال أبو جعفر الطحاوي : "ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمرنا وإن جاروا ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يداً من طاعتهم ونرى طاعتهم من طاعة الله مالم يأمرونا بمعصية وندعوا لهم بالصلاح والعافية ". 2- شيخ الإسلام ابن تيمية : "المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم ". 3- الإمام الصنعاني: "من خرج على إمام اجتمعت عليه كلمة المسلمين فإنه قد استحق القتل لإدخاله الضرر على عباده وظاهره سواء كان عادلاً أو جائراً أنظر حاشية ضوء النهار". 4- الإمام النووي : "لا يجوز الخروج على الخلفاء بمجرد الظلم أو الفسق ما لم يغيروا شيئاً من قواعد الإسلام ". 5- بن باز: "لايجوز منازعة ولاة الأمور والخروج عليهم لأنه يسبب مفاسداً كبيرةً وشراً عظيماً وإذا رأى المسلمون كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان فلا بأس أن يخرجوا أو كان الخروج يسبب شراً أكثر فليس لهم الخروج رعاية للمصالح العامة والقاعدة الشرعية المجمع عليها : أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه ، بل ويجب درء الشر بما يزيله أو يخففه". 6- البر بهاري : "وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب بدعة وهوى وإذا سمعت الرجل يدعوا للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة". 7- ابن عثيمين: "فالله الله في فهم منهاج السلف الصالح في التعامل مع السلطان وأن لا يتخذوا من أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس والى تنفير القلوب عن ولاة الأمر فهذا عين المفسدة وأحد الأسس التي تحصل به الفتنة بين الناس ". Comment *