شهدت مناظرة "مصر تزداد انقسامًا وتزمتًا بشكل خطير" التى أقيمت مساء أمس الثلاثاء بإحدى قاعات مكتبة الإسكندرية حالة من الشد والجذب بين طرفي المناظرة كل من حسام البخاري منسق ائتلاف "المسلمون الجدد" وأحد القيادات السلفية, وبين سوزان ندا منسقة حزب التحالف الشعبي الاشتراكي وإحدى القيادات الاشتراكية اليسارية بالإسكندرية، حيث دارت المناظرة حول موضوع: هل ما يحدث الآن في مصر صراع طائفي، أم أنه مجرد صراع سياسي؟ في بداية حديثه استبعد البخاري أن يكون في مصر أي انقسام طائفي، مؤكدًا أن الموجود على الساحة الآن هو مجرد صراع سياسي، مضيفًا "هناك من يريد أن يسوق لوجود حالة من الانقسام؛ لأنه يريد أن ينقل الحالة "المباركية" إلى الحالة "المرسية" الآن؛ ليعيد نفس المشهد قبل الثورة". وتابع "لا يجب أن نحمل مرسي مشاكل الفتنة الطائفية؛ لأنه ميراث من النظام السابق"، مشيرًا إلى أن "أكثر من يهنئ الأقباط في الكنائس بأعيادهم هم الإخوان أنفسهم". مضيفًا "أهداف الثورة لم تتحق بعد؛ فلم تتحقق العدالة الاجتماعية، وهذا ما يجعل الجمهور لديه ثورة عامة ضد الرئيس مرسي، وهذا في حد ذاته غير منطقي؛ لأن الوقت الذي قضاه في الحكم لا يكفي لعمل نهضة، والنهضة في إسبانيا على سبيل المثال استمرت 8 سنوات". وأكد البخاري أن المعارضة الموجودة على الساحة السياسية الآن هي العائق الحقيقي أمام القوى التي يمثلها هو في تكوين معارضه حقيقية تسعى لتنفيذ أهداف الثورة. وعما يثار حاليًّا من وجود تحالف بين الإخوان والولايات المتحدة قال "الحقيقة أن الدولة كلها ما زالت تدور في فلك الأمريكان حتى الآن.. النظام كما هو لم يسقط.. كان أتفه ما في النظام هو حسني مبارك"، على حد قوله، وعقب "فالنظام بالأساس عبارة عن تحالفات، ومن يعتقد أن النظام من الممكن أن يسقط خلال 18 يومًا فهو واهم". وواصل البخاري "أعرف أن هناك علاقات بين الإخوان والأمريكان". وخلال ذلك قاطعته سوزان ندا قائلة "أليس إذن من حقنا أن نسقطه؟"، فكان رده "من سيسقط عندئذٍ مرسي وليس النظام؛ لأن البديل سيكون الجيش". وتساءلت سوزان "ماذا فعل مرسي لتغيير النظام الذي كان قائمًا؟ لا شيء, مشيرة إلى أن التبعية المصرية لأمريكا كما هي وأيضًا الانحياز للطبقة الرأسمالية لم يتغير، وما زال قمع الداخلية للمعارضين. وأكدت ندا أن كل السلطة في مصر حاولت استخدام التقسيم الطائفي للتغطية على الانقسام الحقيقي هو في الأساس قائم على أساس طبقي، مشيرة إلى أن مصر تعاني بالفعل من انقسامات, ومن أبرزها الانقسام الموجه ضد الأقباط، موضحة أن الرئيس يصمم في كل خطاباته على أن يوجه كلامه إلى أهله وعشيرته، كما أن محمد البلتاجي القيادي الإخواني قال إن الموجودين عند الاتحاديه هم من الأقباط. وأكدت ندا أن الحكم الإسلامي الذي يمثله الإخوان المسلمون في مصر سيؤدي في نهاية الأمر إلى تقسيم مصر على غرار ما حدث بدولة السودان، وأشارت إلى أن هناك محاولات من النظام الآن لإقصاءالمسيحيين وأهل النوبة، وهذا ما سوف يؤدي إلى انقسام حقيقي، مشيرة إلى أن الحل ليس في صندوق الانتخاب وحده، ولكن إطلاق الحريات، وهي حرية الرأي والتعبير والصحافة. وهنا قاطعها البخاري مبديًا تعجبه من أنها تدافع عن الأقباط خلال حديثها متسائلاً "لماذا هناك دائمًا تمازج علماني قبطي، وكل طرف يؤسس على الآخر؟! وأضاف أن العلمانيين يؤسسون لمشروعهم بناء على الاضطهاد القبطي، والأقباط يؤسسون لمشروعهم بناء على أساس العلمانيين. وواصل "أنا لا أعلم أقلية دينية تأخذ كم الامتيازات التي يأخذها الأقباط في مصر من عدد الكنائس والأديرة، مستهجنًا من يقول إن النظام العلماني هو أكثر الأنظمة التي تميز الأقباط، حيث أكد أن النظام الإسلامي هو ذلك، مستشهدًا بكيفية تعامل المسلمين مع الأقباط عند الفتح الإسلامي. وخلال ردها عليه أكدت ندا أن الحضارة الإسلامية انهارت عندما اعتبر المسلمون أنفسهم أكثر تميزًا عن غيرهم؛ ولذلك توقفوا عن تراجم الكتب اليونانية وكتب الحضارات الأخرى، مشيرة إلى أن هذا ما يفعله المسلمون الآن، وهو اعتبار ما يحصل عليه الأقباط على سبيل المن وليس حقوقًا لهم. أخبار مصر – محافظات - البديل Comment *