وهوى “ديكتاتور آخر في العالم العربي، على ذات الطريقة، وبذات السيناريو، وعبر ذات “التسونامي” الشعبي، الذي استأنف مهمة تغييره الجارفة ، بقيام ثورة الياسمين في تونس، والتي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، بعد 23 عاماً من الحكم الشمولي، والاستبداد، والفساد، وليدخل الشعب التونسي الجسور إلى عوالم الحرية، والتغيير، والاصلاح السياسي وقبل ذهاب بن علي؛ وبعد اندلاع ثورة الياسمين ظن المراقبون أن مسيرات الاحتجاجات الشعبية، ستكون معزولة، وأن آليات القمع المعبأة بالكراهية، والاحتقار قادرة على إبطال مفعول الانفجار الكبير، لكن الثورة ظلت تكبر، وتكبر ، وتكبر حتى أدرك بن علي أنه في خطر، فقرر تقديم “تنازلات” ، إلا أن تنازلاته المتأخرة صارت للشعب نوعاً من المناورات، والالتفاف على الغضب، فكان كلما ألقى خطبةً ظن أنها مثل جبل تعصمه من الطوفان طالب الشعب بالمزيد، فزاد عدد التنازلات خلال ثلاث خطب، فر بعدها بجلده نحو البعيد . وفرعون مصر؛ هو الآخر لم يع الدرس، وسار في ذات الدرب، وألقى ذات الخطب الثلاث للمفارقة، لكنها لم تعصمه من غضب شعب مصر العظيم، وهو شعب كريم، ومحترم، وعريق، يستند على حضارة عمرها سبعة ألف عام، لكن سكرة السلطة، وسنوات الاستبداد أنست مبارك هذه الحقائق، فظل يناور، فتقترب الجماهير من عرشه، ويريد الانحناء للعاصفة، لكن العاصفة كانت أقوى، لأنها كانت مشحونة برغبات شعبية صادقة في التغيير، وأحلام شبابية طامحة في الحرية، ، وآهات مقهورين من العوز، في وقت تنعم فيه “القطط السمان” بموارد الشعب، و ودعوات مظلومين ذاقوا الأمرين في السجون، والزنازين والتعذيب الوحشي، فما كانت بين الله ودعوة المظلومين حجاب. واليوم كلنا مصريون”، لأيماننا الكبير بان مصر هي التاريخ والحضارة، والحرية، ولأننا ندرك حجم مصر، ودورها، وموقعها ، وأهميتها في كل المنطقة، فشروق شمس الحرية بارض مصر، هو انتقال أشعة الضياء، لكل من جاورها، ولذلك ليس غريباُ أن يصف مدير الاستخبارات المركزية الأميركية ) سي اي ايه) ما يحدث من احتجاجات شعبية في مصر بالزلزال السياسي، وأن يشير إلى ان الاحباطات المكبوتة التي اثارت موجة احتجاجات الشوارع في مصر موجودة في دول عربية اخرى . إن عوامل قوة وعنف ” تسونامي” ميدان التحرير، هي ذات عوامل اعصار ” تسونامي” ثورة الياسمين التونسية، وهي ذات العوامل في كل المنطقة التي تعاني من القمع السياسي، والكبت، والقهر، والاستبداد، في ظل وجود ظروف اقتصادية سيئة للغاية، تتمظهر في الغلاء، والفقر، والبطالة، ، وكلفة المعيشة، إلى جانب ضيق المساحة الممنوحة للحريات المدنية وحقوق الإنسان في عصر تدفق المعلومات والفضائيات و”الفيس بوك”. ولذلك؛ فإن بقية الانظمة السياسية في المنطقة لن تكون بمنأى عن رياح التغيير، و أن دولاً عربية كثيرة مرشحة لما أصبح يعرف بالسيناريو التونسي. مبروك لمصر، الحرية، ولشعب مصر التغيير. نائب رئيس تحرير جريدة أجراس الحرية