قال العالم المصري الأمريكي أحمد زويل في مقابلة مع رويترز أمس “أن على الرئيس أن يتنحى غدا ويسمح بتشكيل حكومة انتقالية.” وأضاف زويل انه رغم كل تواصله مع أعضاء النخبة الحاكمة في مصر فان جهوده من أجل تطوير العلم والتكنولوجيا والتعليم في مصر خلال السنوات الخمسة عشرة الماضية باءت بالفشل بسبب العبء الثقيل من الفساد والبيراقراطية. ومنذ عودته الى مصر قبل نحو أسبوع التقى زويل مع عمر سليمان نائب الرئيس المصري وعمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية وأحمد الطيب شيخ الأزهر وقيادات الاحتجاجات الشبابية التي تحتل ميدان التحرير. ويبحث كيف يمكنه أن يلعب دور “الحكيم” بين النظام الحاكم والثورة لكن يبدو أن الفجوة واسعة للغاية. وقال “كنت أظن في البداية أنه يمكن أن يكون هناك حل وسط لكني لم أعد متأكدا من ذلك. في وضع كهذا لا يمكنك التفاوض. لا يمكنك ابطاء وتيرة تطور الامور وشبه زويل مصر “بالجسد المعتل” الذي يحتاج لجراحة وليس لمسكن. وأضاف زويل الذي يعمل مبعوثا علميا للرئيس الامريكي باراك أوباما الى الشرق الاوسط “أعلم بدقة ما يريده الشباب. يريدون أن يروا مصر جديدة.” وعن الانتفاضة الشعبية التي تسعى لاسقاط نظام الرئيس مبارك بعد 30 عاما في السلطة والاضطرابات التي هزت مصر والعالم العربي قال زويل انها “نقطة تحول... هذا تحول نموذجي.” وقال زويل انه ليست له مصلحة في اهانة مبارك أو الهجوم عليه بشكل شخصي.وأضاف “انه هجوم على النظام بأكمله .. النظام الذي كان فاسدا ولم يعمل بشكل مناسب. مصر تستحق نظاما جديدا نشطا .. نافذة جديدة على العالم.” ونحى زويل جانبا الجدل بشأن التعقيدات الدستورية التي قد تعوق الانتقال الى الديمقراطية اذا استقال مبارك على الفور قائلا انه يمكن ايجاد الاليات السليمة. واضاف “السؤال هو هل لدينا الرغبة الكاملة في أن نفعله وبشكل سريع لانهاء تلك المشكلة كي يمكن للجميع العودة لاعمالهم ونضع البلاد على مسار جديد.” ورفض تقييم مدى اخلاص جهود عمر سليمان في ادارة انتقال السلطة الى رئيس جديد في ضوء وعد الرئيس بعدم السعي للترشح لولاية جديدة في انتخابات سبتمبر لكنه قال ان مجرد اصلاح النظام القديم لن يرضي المصريين. وأضاف “يمكن للجيش ان يلعب دورا مهما في ذلك .. في حماية البلاد خلال الفترة الانتقالية” مشيدا بتجنب الجيش المصري حتى الان لاستخدام القوة ضد المتظاهرين. وقال “ان شعب مصر سيحقق ما يريد. امل فقط ألا يتطلب الامر وضعا دمويا لاتمام الرحلة. هذا هو مصدر الخوف الوحيد المتبقي لدي.” ونصح زويل الولاياتالمتحدة والقوى الخارجية الاخرى بتوخي الحذر قبل التدخل فيما سماها ثورة داخلية حقيقية يقودها الشباب. وقال “ما ينبغي للولايات المتحدة أن تفعله باستمرار هو دعم حرية الشعب المصري.” وسئل زويل عما اذا كان يرى نفسه مرشحا للرئاسة في المستقبل قال “المهم الان هو توجيه البلاد نحو خطوة ديمقراطية للامام .. وبعد ذلك أن يكون هناك دستور حقيقي .. ولندع الشعب المصري يفاجئنا بما يريد.” ورفض زويل فكرة أن الاخوان المسلمين ربما يختطفون الاحداث في مصر او أن معاهدة السلام بين مصر واسرائيل الموقعة في 1979 مهددة قائلا ان الديمقراطية ستفيد المنطقة. وقال ان الانتفاضة ضد حكم مبارك سيكون لها بلا شك صدى خارج حدود مصر. وتابع “يقولون دائما ان مصر هي قلب العالم العربي. هذا القلب ينبض. وسوف يتعين الانصات الى ايقاعه في أماكن أخرى