نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا للعالم المصري أحمد زويل قال فيه إن حالة الاضطراب الموجودة في مصر الآن ليست بسبب الدين انما مصدرها الفجوة بين توقعات التغيير السريع من قبل أولئك الذين قاموا بالثورة الشعبية منذ عامين وبطء عملية بناء مجتمع جديد. وأضاف زويل أن المصريين كانوا صبورين على مدى 30 عاما من حكم حسني مبارك لكنهم الآن متعطشون لديمقراطية حقيقية بعد الثورة تمكنهم من الحصول على حقوقهم. وأشارفي مقاله إلى أن الليبراليين والمحتجين يخشون من احتمال العودة الى الديكتاتورية والإسلاميين الذين عانوا على مدى عقود من التعذيب والاعتقالات والنضال تحت الأرض الآن لديهم الشرعية العلنية للحكم ولا يرغبون في العودة إلى وضعهم السابق غير المرغوب فيه، بالإضافة الى هذا الانقسام السياسي، هناك الأغلبية الصامتة التي تسمى "حزب الكنبة" التي تجلس وتنتظر - وستصوت عندما تسنح الفرصة - العودة للحياة الطبيعية. وفي توضيحه أن المشكلة لا تكمن في الدين أو تولي رئيس إسلامي، قال العالم المصري إن أحد ابناء الطبقة المتوسطة المصرية قال له إنه ليس هناك مشكلة مع تولي رئيس من جماعة الإخوان المسلمين ولكن ينبغي أن يحكم مسترشدا من قيمنا الإسلامية وليس وفقا لأيديولوجية جماعته. وأشار زويل أيضا إلى أنه بعد الانتخابات الرئاسية في يونيو العام الماضي، تلقى محمد مرسي الدعم من العديد من المصريين بما في ذلك العديد من الذين لم يصوتوا له على أمل وضع البلاد على الطريق الصحيح للتنمية. وأكد أن المصريين أرادوا رئيسهم المنتخب أن يحقق النجاح في معالجة العديد من القضايا التي تواجه الأمة، بما في ذلك الاقتصاد الراكد والإصلاحات المطلوبة في التعليم والرعاية الصحية. إذا كان الدين القوة المقسمة، لم يكن ليتحقق هذا الدعم للرئيس مرسي. وقال إن تنظيم المجتمع على نسق اسلاميين وليبراليين وأغلبية صامتة لا يختلف كثيرا عن ما هو موجود في الديمقراطيات الراسخة. وما هو جديد ومختلف بالنسبة للمصريين هو أن الخوف قد اختفى وتم استبداله بشعور من القدرة على تشكيل مصيرهم الجماعي. ورأى زويل أنه مع بداية عام جديد هناك ثلاث خطوات يجب اتباعها للمضي قدما في الطريق، هم "نحن بحاجة إلى الحوار بين مختلف الأطراف. وهذا سيتحقق عندما يشعر السكان انهم محميون من قبل دستور وقضاء مستقل"، يجب على الحكومة اختيار بعض المشاريع الكبرى التي من شأنها أن تفي بوعود حملة الرئيس مرسي لإنعاش الاقتصاد. أنا أعتقد أنه من المهم جدا زيادة الإنتاجية، وهذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال تحسين التعليم واقتصاد قائم على المعرفة، يجب على الجميع تقبل أن المصريين شعب متدين. والعلمانية لن تعمل في مصر ولا الحكومة الدينية. الذي سينجح هو الحكم المسترشد بالقيم الاسلامية لغالبية السكان مع حماية حقوق الأقليات. واعتبر زويل انه بهذا الهيكل مع دستور مقبول تماما مستند على مبادئ حقوق الإنسان والحرية الدينية، الأمر لن يكون مختلفا كثيرا عن الوضع في الولاياتالمتحدة، التي قيمها مسترشدة بالقيم المسيحية. Comment *