قالت شبكة تلفزيون "سي بي إس" الأمريكية إن انعدام الثقة العميق في الإسلاميين وإدارتهم للاستفتاء على مشروع الدستور الذي كتبوه بمفردهم إلى حد كبير، أثار شكوك واسعة حول دقة نتائج الاستفتاء في الجولة الأولى منه، والتي أسفرت عن تأييد 56% من الناخبين لمسودته. وأضافت فى تقرير لها اليوم أن هذه الشكوك المطروحة بشأن صحة الاستفتاء تشير إلى أن المواجهة بين الإسلاميين وخصومهم الليبراليين لن يتم حلها عن طريق التصويت الذي طال انتظاره. ولفت التقرير إلى أن إسراع الرئيس محمد مرسي فى طرح مسودة الدستور للاستفتاء، رغم المعارضة الضارية أدى إلى تحول النزاع على الميثاق إلى معركة حول سيطرة الإسلاميين على السلطة، وأصبح الاقتراع هو تصويت "بنعم" أو "لا" على الرئيس نفسه وليس فقط مسودة الدستور. وذكر التقرير أن جماعات حقوقية عدة ومعارضين للدستور أعلنوا أمس أن الجولة الأولى من الاستفتاء شابها انتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك تأخر فتح بعض مقار اللجان الانتخابية وعرقلة تصويت المعارضين للدستور لاسيما النساء والمسيحيين ومنع بعض المراقبين من ممارسة مهامهم وغلق بعض اللجان قبل الموعد المحدد لانتهاء التصويت. بينما نفى ذلك المتحدث باسم جماعة الإخوان، محمود غزلان، قائلا: إنها جماعات لها أجندات خارجية يتم تمويلها من الخارج ويكرهون الإسلاميين لأنهم علمانيون. ونقلت "سي بي إس" عن إحدى الناخبات اسمها "أمينة فؤاد" من الإسكندرية، قولها: إنها ستصوت ب"لا" لكنها تتوقع أن "نعم" ستفوز، مضيفة: "إنها مزحة.. وأنا لا أثق بهم".. فيما قالت الناخبة: "نيفين مصطفى" التي صوتت أيضا ضد مشروع الدستور: إن "الطابور لم يتحرك منذ الثامنة صباحا والساعة الآن السابعة مساء.. إنهم يريدوننا أن نمل ونغادر". وأشار تقرير الشبكة الأمريكية إلى أن كثير من النساء فى محافظات مختلفة قالوا إن هناك تعمد للتأخير والمماطلة في اللجان الانتخابية المتوقع أنها ستقول "لا" لإبعاد الناخبين الذين يعارضون مشروع الدستور. وأوضح التقرير أن مزاعم الانتهاكات من المرجح أنها ستعزز التوترات قبيل الجولة الثانية، حيث إن كل معسكر يعمل على تعبئة السكان الذين اختاروا البقاء إلى حد كبير على هامش المنافسة. ورأت الشبكة الإخبارية أنه على الرغم من أن تحالف يضم عدة جماعات حقوقية دعا لإعادة جولة الاستفتاء الأولى بسبب ما شابها من انتهاكات واسعة، إلا أن دعوتها من غير المرجح تماما أن يُستجاب لها. وقالت "سي. بي إس": إن هذا الدستور يمثل للإسلاميين حجر الزاوية لتحقيق طموحاتهم في الحكم الإسلامي، وهو هدف يقولون إنه مبررا بعد انتصارهم الكبير في الانتخابات البرلمانية الشتاء الماضي. أخبار البديل مصر صحافة عالمية Comment *