أكدت وزيرة البحث العلمى الدكتورة نادية زخارى ووزير الزراعة واستصلاح الأراضى الدكتور صلاح عبد المؤمن أن التنمية الزراعية فى منطقة سيناء من الوسائل الرئيسية التى يتم من خلالها جذب السكان بأعداد كبيرة لتعمير هذه المنطقة، بما يساهم فى الحفاظ على الأمن القومى بمصر من المخاطر التى قد تهدده. جاء ذلك خلال افتتاحهما أمس الاثنين فاعليات المؤتمر القومى حول "التنمية الزراعية فى سيناء"، الذى نظمه المركز القومى للبحوث بالتعاون مع محافظتى شمال وجنوب سيناء وجامعة قناة السويس ومركز بحوث الصحراء تحت رعاية الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء، وبحضور الدكتور ماجد الشربينى رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا والدكتور أشرف شعلان رئيس المركز وممثلى محافظ شمال سيناء وجنوب سيناء ونخبة من الخبراء والباحثين وعدد من مشايخ القبائل السيناوية. وقالت زخارى: "إن البحث العلمى والمعرفة هما أساس تعمير منطقة سيناء من خلال إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة تقوم على العلم والتكنولوجيا"، مشيرة إلى أن الوزارة بناء على توجيهات الحكومة تولى اهتمامًا خاصًّا بتنمية سيناء، حيث تزخر المراكز والمعاهد البحثية التابعة لها بالعديد من الدراسات والأبحاث المتخصصة التى تشمل كافة القطاعات اللازمة لتنمية تلك المنطقة. وأضافت "أن المؤتمر من خلال مناقشاته التى تستمر على مدى يومين سيطرح الرؤى والأفكار الخاصة بالعلماء والخبراء من مختلف المراكز والمعاهد البحثية والجامعات المصرية لأولويات المشروعات الاستثمارية والتنموية فى تلك المنطقة الحيوية لدعم التنمية بسيناء والاستفادة بحصيلة الدراسات والأبحاث وتطبيقها على أرض الواقع لدفع عمليات التنمية"، موضحة أنه سيتم رفع توصيات المؤتمر إلى مجلس الوزراء والجهات المتخصصة للاستعانة بها فى عملية تنمية سيناء. من جانبه أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى الدكتور صلاح عبد المؤمن أهمية البحث العلمى لتحديد المشكلات التى تواجه عمليات التنمية فى سيناء وإيجاد الحلول باستخدام التكنولوجيا الحديثة، منوهًا بأن الوزارة تتعاون مع كافة الوزارات والجهات فى الداخل والخارج؛ لتنفيذ المشروعات والدراسات الزراعية فى تلك المنطقة، وقال: "إن الوزارة تتعاون أيضًا مع هيئة المعونة اليابانية لإنشاء مركز متطور للزراعة بمبلغ 10 ملايين ين يابانى، بالإضافة إلى مشروعات لإنشاء مزراع سمكية وتنمية الثروة الحيوانية"، مؤكدا أن التنمية فى سيناء لا بد أن تكون شاملة يشترك فى تنميتها كل الأيادى المصرية. ومن جهته أكد رئيس جهاز تنمية سيناء اللواء محمد شوقى رشوان ضرورة الأخذ بالمنهج العلمى خلال عمليات التنمية؛ لأنه السبيل الأساسى للإسراع بوتيرة التنمية الشاملة فى تلك المنطقة من خلال تحقيق تنمية زراعية بأقل إمكانيات متاحة وأقل استهلاك لموارد المياه، موضحًا أن الهدف من التنمية هو إيجاد كثافة سكانية تتناسب مع مساحتها، حيث لا تصل إلى نصف مليون مواطن، وأضاف "أن الزراعة هى الدافع الرئيسى لتمسك المواطنين فى سيناء بأراضيهم، وهو الأمر الذى يسهم فى مواجهة المخاطر التى نتصور أنها تواجه الأمن القومى فى تلك المنطقة". وبدورها أشارت رئيس شعبة البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومى للبحوث ورئيس المؤتمر الدكتورة وفاء حجاج إلى أنه سيتم خلال جلسات عمل المؤتمر مناقشة عدة محاور فى مقدمتها آفاق التنمية الزراعية فى سيناء خاصة المحاصيل الحقلية والبستانية، وآفاق تنمية الثروة الحيوانية والسمكية، وحماية البيئة والتنمية المستدامة، وآفاق التنمية الزراعية على ترعة السلام بسيناء، وآفاق التصنيع الزراعى والصناعات الصغيرة بسيناء، وقالت إنه من المقرر أن يتم عقد حلقة نقاشية موسعة غدًا خلال ختام فاعليات المؤتمر التى تستمر على مدى يومين لاستعراض نتائج وتوصيات المناقشات التى أسفرت عنها جلسات العمل تمهيدًا لعرضها على المسئولين وصانعى القرار فى الدولة. وبدوره أعلن رئيس المركز القومى للبحوث الدكتور أشرف شعلان أنه تم تخصيص نسبة 10% من ميزانية مشروعات المركز الداخلية للمشروعات والأبحاث التى تسهم فى تنمية سيناء، مشيرًا إلى أن تحقيق التنمية الزراعية مع البيئة يعتبر من أهم الأهداف المنشودة للحد من الأزمات الاقتصادية المتعلقة بالإنتاج الزراعى، واعتبر أنه بالتنمية الزراعية يمكن زيادة الإنتاج الزراعى وبالتالى الاكتفاء الذاتى من بعض المحاصيل الاستراتيجية المهمة وذلك اعتمادًا على مياه الرى الجوفى وتحلية مياه البحر ومياه الأمطار. وقال شعلان: "إن المركز له استراتيجية محددة تقوم على 9 محاور أساسية لتنمية سيناء وهى تحسين وتطوير إنتاجية المحاصيل المزروعة، وإدخال محاصيل جديدة لم يكن لها سابق التواجد فى هذه المناطق مثل (الجوافة، الرمان، التين الشوكى، العنب، الجاتروفا)، والتنمية الزراعية والبيئة المستدامة فى مناطق التوسع بسيناء من خلال نظم الزراعة الحديثة فى التسميد العضوى والحيوى، والتقييم الكمى لحساسية البيئة لتدهور الأراضى ومن ثم إنتاج خرائط لها". وأضاف "أن المحاور تتضمن أيضًا إدخال أساليب مبتكرة ومتكاملة لإدارة المياه المالحة وممارسات حفظ التربة واستخدام مياه الصرف الصحى المعالجة فى زراعة المحاصيل، وتنمية الاستزراع السمكى فى إقليم القناه وسيناء، وإيجاد بديل اقتصادى وطنى يسد الثغرة الناتجة عن نقص إنتاج البترول بإنتاج كمية كبيرة من الوقود الحيوى، وتنمية المشروعات الزراعية الصعيرة كأحد محاور التنمية المستدامة ودعم أنشطة المرأة البدوية فى سيناء وتنمية الموارد البشرية". ونوه بأن الهدف الأساسى من المؤتمر هو تحقيق الرؤية المستقبلية لاستراتيجية التنمية الزراعية فى سيناء وذلك عن طريق انتهاج المنظور التكاملى فى استخدامات الموارد الزراعية المتاحة والاهتمام بتطوير طرق ووسائل الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية وزيادة القدرة على توفير الغذاء الآمن للسكان. أ ش أ Comment *