العالم لا يريد الهلاك لمصر كما يتصور البعض، ولكنه أيضاً لا يريد لها خيراً، يريدها دائما بين أمواج البحر لا تغرق ولا تنجو، فإذا غرقت مصر غرق الجميع معها، وإذا نجت سيخضع الجميع أسفلها. تعد مصر ركيزة الشرق الأوسط ومحور الوطن العربى وملكة أفريقيا وبهذا التصنيف أصبحت مصر هامه ومطمع للعالم أجمع، واحتلالها أصبح فرض على مر العصور، فمن يحكم مصر يتحكم فى العالم، حتى تطور العالم وخلق نظرية جديدة لإحتلال مصر، ولكن هذه المرة ليست بالحروب التى أبدت فشلها وكانت مصر دائما فيها نداً قويا وأجبرت العديد على الانسحاب من المعركة بخسائر، فكان الحل البديل هو إحتلالها ب " البلاتوث "، حتى يصبح حاكمك قطعة شطرنج يتلاعبون بها، فاعلم ان الأمر أصبح سهلاً أن يحكمك " إقتصادياً و فكرياً و إنسانياً " وثمن هذا الحاكم هو جزء من نهب ثروات هذه البلد وحماية نظامه الاستبدادي ب لغة " نفع وإستنفع " , ويعد هذا الاحتلال به غنائم أكثر دون وقوع خسائر لديهم ويجعل مصر دائما بين الأمواج ! لا أتحدث هنا عن " نظرية المؤامرة " ولكنى أتحدث على مصالح دول ترتبط ارتباطاً كلياً بضعف مصر، عندما تكون ضعيف، محتاج، لا تقدر أن تفكر، أن تبدع، أن تتقدم وتكبر لكى تصبح قوى، عندما تكون جائع تصب كل تفكيرك فى أن تأكل ولا تظن إنك ستشبع بعدما تنتهى من جلب طعامك، فالطعام الذى أعطوه لك لا يسمن ولا يغني جوع، حتى تظل جائع وتظل دائماً تبحث عن الطعام . لم نكن وحدناً المستهدفون، بل كل بلاد العالم مستهدفة " العالم يستهدف العالم " ولكن ليس الجميع يخضع، فليست كل الدول مثلنا مستضعفه، هناك من تقاوم وتجعل من نفسها دولة تجبر العالم على إحترامها وتتحكم فى زمام أمورها دون السماح بالتدخل فى شئونها .. _حتى نستطيع التصدى لأعدائنا، إذا كنا حقا نريد دولة قوية، فلابد أن لا نخضع للسياسات الخارجيه مهما كانت الضغوط وأن تعتمد مصرعلى أموالها ومواردها وليس أموال وموارد وفكر دول أخرى، علينا أن نعمل على إنجاح وإثبات انفسنا وليس بالهجوم على الآخرين وإلقاء اللوم عليهم لأنهم المتآمرون، إن كانوا حقا المتآمرون فنحن الفاشلون لأننا خضعنا لتآمرهم !! نحن حقاً فى أزمة لقد أصبحنا نتعايش مع كل ما هو سئ وكأنه شئ طبيعى لا تنافر منه وهنا تكمن المشكلة الأكبر، فكلما سمعت من السادة المسئولين عن هيبة الدولة كلما زاد غضبى فأين هى الدولة حتى تتحدثون عن هيبتها !! يجب وفوراً تغير جميع السياسات التى تدار بها البلد التى أثبتت فشلها طيلة السنوات الماضية و التى تتمثل فى قوانين ولوائح ونظم الإدارة الداخليه والخارجية، فلابد من إعادة هيكلة جميع المؤسسات وتطوير آليات العمل بها ودعمها بالتكنولوجيا والوسائل الحديثة مع مواجهة الفساد والإهمال بكل حزم، كما يجب أن يكون هناك عقاب للمقصرين فى أداء واجبهم مع العمل على التخلص من الأسباب التى تؤدى الى ذلك، عن طريق تطبيق العدالة الأجتماعية وتوفير حياة كريمة لهم مع رفع الوعى والإنتماء لديهم ومراقبة وتقييم أداء العاملين بالدولة على أن يكون الاختيار من الأساس على معايير الكفاءة وليس الولاء كلا فى مكانه ولابد من إعطاء الفرصة كاملة للشباب فالشباب هما الذين سوف يقودون مصر نحو البر. كما علينا أن نتخذ من تجارب غيرنا عبرة، وأن نتعلم من الدول التى كانت فى الماضى القريب أشد سوء منا وأصبحت الآن من الدول الكبرى، ليس بالعيب أن نتعلم منهم إنما العيب هو أن نقف فى مكاننا مكتوفو الأيدى، ونعيش على ذكريات الماضى، ونحن المصريين ونحن من علمنا العالم ومصر أم الدنيا وهذه اللغة التى سوف تلقى بنا إلى المنفى، لقد ولى هذا الزمن والحقيقة نحن بحاجه إلى أن نتعلم ونبدأ من حيث انتهى الآخرون ونخطو خطوة تلو الأخرى حتى نصل لما نستحق أن نكون عليه وإلا سنظل دائما بين الأمواج . Comment *