طوقت قوات الأمن الكويتية مراكز الاقتراع اليوم السبت، وسط توقعات بعمق الفجوة بين المؤسسة الحاكمة وجماعات المعارضة والتي قررت المقاطعة على نطاق واسع. وحذر مراقبون من أن تجاهل الانتخابات لمجموعة واسعة من فصائل المعارضة، التي تتراوح من الإسلاميين المتشددين والليبراليين، خارج العملية السياسية مما يزيد من المخاطر التي يمكن أن يكون لها تأثير في الشارع. وصرح وزير الإعلام الكويتي محمد العبد الله الصباح وهو عضو في الأسرة المالكة، لوكالة أسوشييتد بريس قائلًا: "أنا على يقين من أن المقاطعة سوف يكون لها تأثير على نسبة المشاركة". وناشد وزير الإعلام الكويتي المعارضة أن تحصر اعتراضاتها في البلاد داخل "الإطار القانوني" وفقًا للوكالة الأمريكية. وتهدف الانتخابات لاختيار 50 عضوًا في المجلس التشريعي المعروف باسم "مجلس الأمة" وبمقاطعة المعارضة التي فازت ب 36 مقعدًا في انتخابات أجريت في فبراير الماضي. وقد انحل البرلمان السابق بموجب قرار من المحكمة الدستورية العليا بإلغاء نتيجة الانتخابات على خلفية مرسوم أميري بتغيير آلية التصويت. واقتضى المرسوم الأميري أن تتغير آلية التصويت ليصبح من حق الناخب منح صوته لمرشح واحد بدلا من 4 مرشحين، كما كان عليه الوضع قبل المرسوم، وهو الوضع الذي يرجح كفة الموالين للحكومة في عدد المقاعد البرلمانية. وكانت الجماعات المناهضة للحكومة قد نددت بشدة بقرار في أكتوبر يقضي بإنهاء نظام الاقتراع الذي يسمح بأربع اختيارات لكل ناخب.. وبالإضافة إلى مقاطعة الحركات والأحزاب المعارضة الإسلامية والليبرالية انضمت بعض القبائل إلى المعارضة، فقد ذكرت وكالة أنباء الأناضول أن شيخا قبيلتي العوازم والعجمان طلبا علنًا من أبناء قبيلتيهما مقاطعة الانتخابات، وظهر أثر تلك الدعوة في الدائرتين الرابعة والخامسة في انتخابات اليوم، وفقًا لوكالة أنباء الأناضول. وقررت وحدة التحالف الوطني الإسلامي، مجموعة صغيرة تنتمي إلى المذهب الشيعي، خوض الانتخابات بخمسة مرشحين، بنسبة واحد في كل دائرة. وتقول المعارضة في ظل مقاطعتها للانتخابات: إن البرلمان القادم سيكون موال للحكومة. ويعتبر عدد الناخبين المقيدين 422 ألفًا و 569 ناخبًا وناخبة في اختيار مرشح واحد من بين 307 مرشحين بينهم 14 امرأة، ويبلغ عدد الدوائر خمسة بواقع 10 نواب لكل دائرة. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تجاذبًا حادًا بين المؤيدين للانتخابات والمعارضين، شارك فيه نشطاء شباب ورموز المعارضة ومسئولين حكوميين. وقال أحد النشطاء، أنور صالح بن سلطان، على تويتر: "سؤال لوزير الإعلام ما هو هدف الحكومة من مجلس لا يمثل 20% من الشعب؟" وكتب آخر: لقد تحول العرس الديمقراطي إلى عزاء ديمقراطي للحكومة. ونقلت بي بي سي عن حيدر اللواتي "المعارضة السياسية فن وأخلاق!! وليست مقصًا وسكينًا وشفرة حلاق!" وكتب أيضا أحد المناصرين للانتخابات على موقع التدوينات الصغيرة تويتر، أن الشعب الأمريكي انتفض ضد حرب العراق، ولكن أمريكا خاضت الحرب لأن الكونجرس أراد ذلك، موحيا لأهمية الإطار القانوني للمطالب. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي كذلك شد وجذب حول عدد المصوتين، وتغطية القنوات الرسمية الكويتية للعملية الانتخابية، شهد لهم البعض بالنزاهة بينما آخرون قالوا أنها تبث لقطات مؤرشفة من الانتخابات الماضية. وكانت المعارضة قد نظمت تظاهرة سلمية بالأمس تضم 15.000 شخص متظاهر مؤيد للمقاطعة رغم حظر الحكومة التجمعات لأكثر من 20 شخصًا. وانتشرت اليوم قوات الأمن حول مراكز الاقتراع، ولكن لا توجد مؤشرات لإثارة اضطرابات حول مراكز الاقتراع، وتتنبأ المعارضة بأن نسبة الإقبال ستكون أقل من 50% بكثير. وتعتبر الكويت دولة استيراتيجية باعتبارها منتجًا رئيسيًّا للنفط ومركزا للقوات البرية الأمريكية كجزء من موازنة وزارة الدفاع الأمريكية العسكرية لإيران. Comment *