استضافت الدورة الرابعة من مهرجان الدوحة السينمائي، الحدث السنوي الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، حلقة نقاش تناول فيها عدد من السينمائيين المصريين موضوع الربيع العربي ونهضة السينما المصرية بفعل موجة التغيير الاجتماعي والسياسي التي تميزت بحرية التعبير وبروز مواهب جديدة إلى الواجهة. شهدت حلقة النقاش – التي أقيمت تحت عنوان "السينما المصرية. إلى أين؟" – حواراً عميقاً أكد فيه المخرجون والمواهب السينمائية المصرية عزمهم على إبداع ثقافة سينمائية جديدة في البلاد. وتطرقت الفنانة المصرية يسرا في حديثها خلال حلقة النقاش عن واقع السينما المصرية التي تشهد تراجعاً كبيراً في مستوى الإنتاج السينمائي مع إنتاج نحو 20 فيلماً خلال العام مقارنةً بما يزيد على 120 فيلماً خلال الستينيات والسبعينات. وشارك في حلقة النقاش كذلك الكاتب والمنتج محمد حفظي الذي يشارك فيلمه "عشم" ضمن مسابقة الأفلام العربية في المهرجان، وقد نال فيلمه "تحرير 2011" استحساناً كبيراً في الأوساط السينمائية. ونوه حفظي إلى أن أزمة السينما المصرية بدأت مع الأزمة المالية العالمية في عام 2009، حيث شهد الإنتاج السينمائي تدهوراً كبيراً منذ ذلك الحين. من جانبها أشارت الممثلة التونسية هند صبري، عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية الروائية الطويلة والتي مضى على وجودها في السينما المصرية ما يزيد على 10 سنوات، إلى أن القلق الرئيسي لا يتعلق بنوعية الأفلام التي يتم إنتاجها بقدر ما يتعلق بانخفاض حجم الإنتاج السينمائي. و قالت الممثلة نيللي كريم بأن القطاع السينمائي المصري يجب أن يركز أكثر على ابتكار ثقافة خاصة بالإنتاج السينمائي؛ بينما قدم الممثل خالد أبو النجا، الذي أنتج العديد من الأفلام مثل "ميكروفون"، لمحة عامة عن الأسباب الكامنة وراء أزمة السينما المصرية بما في ذلك خفض دعم المؤسسات لصناعة الأفلام. وأجمع المتحاورون في نقاشهم على أن القطاع السينمائي المصري يستعد لنهضة حقيقية مع ظهور العديد من المواهب الشابة ووجود الكثير من التفاؤل بين صناع الأفلام؛ كما أكدوا على وجود حاجة ماسة إلى دعم قطاع الأفلام مع استمرار التركيز على إنتاج أفلام مستقلة تعكس الطموحات الإبداعية للسينمائيين المصريين. وناقش المتحاورون أيضاً تداعيات ثورة 25 يناير والوضع السياسي الراهن وتأثيره المحتمل على قطاع السينما المصرية، وخلصوا إلى ضرورة التركيز على تعزيز القطاع من خلال إنتاج أفلام تلبي احتياجات الجماهير وتستطيع في الوقت نفسه المنافسة على المستوى العالمي. وقالوا باحتمال وجود تحديات كما هي الحال في أي بلد آخر، غير أن التفاؤل الذي يسود الآن سيدفع باتجاه تعزيز نمو قطاع السينما خلال الأيام القادمة. ومع تمديد فترة المهرجان لهذا العام، سيتم عرض ما يزيد على 87 فيلماً من كافة أنحاء العالم. وستطرح هذه الأفلام العديد من الأفكار والمواضيع ضمن "مسابقة الأفلام العربية"، و"صنع في قطر"، "والسينما العالمية المعاصرة"، إضافةً إلى العروض الخاصة، و"تحية إلى السينما الجزائريّة". يسرا: السينما المصرية تشهد تراجعاً كبيراً في مستوى الإنتاج السينمائي. حفظي: أزمة السينما المصرية بدأت مع الأزمة المالية العالمية