إذا كنت تريد أن تتذكر ما حدث في ثورتك عليك أن تذهب إلى المتحف المفتوح بشارع محمد محمود، ستجد ما يصفعك على وجهك ويذكرك بأن الثورة مستمرة، ستجد صورة الشهيد عماد عفت بزيه الأزهري وسماحة وجهه وستجد مينا دانيال الأيقونة القبطية يبتسمان لكي يذكراك بما لا يجب أن تنسى. أصحاب هذه الأعمال من رسامي الجرافيتي لا يشغلهم كثيرا أن تحمل أعمالهم توقيعاتهم أسفل العمل ولا يهمهم الشهرة، فقط ما يشغلهم هو توثيق الثورة على جدران الشارع. قام "أحمد بيرو" مع جماعته الفنية بتوثيق أحداث الثورة بشارع محمد محمود من بدايتها "بداية بأيقونات الثورة" خالد سعيد - مينا دانيال - عماد عفت، كما حملت رسومات بيرو نقداً عنيفاً لأداء المجلس العسكري في المرحلة الانتقالية من خلال رسومات تصور المشير طنطاوي وأعضاء المجلس العسكري بالأفاعي. وبعد الهجوم الذي تعرضت له الرسومات في شارع محمد محمود لم ييأس "بيرو"، بل نزل إلى الشارع مرة ثانية وقام برسم وجوه الشهداء أيضا، خاصة بعد أن شاهد أم شهيد وهي نائمة بجانب صورة ابنها الشهيد تخشي عليها من أن تمحوها اليد الباطشة التي كانت تود أن تلغي رسومات توثق لنضال الشهداء أثناء الأحداث الدامية التي شهدها الشارع يوم التاسع عشر من نوفمبر لعام الماضي. رغم عدم مشاركته في التوثيق للثورة بعد أحداث محمد محمود الدامية إلا أن الفنان التشكيلي "وليد عبيد" لم يتمالك نفسه بعد مشاهدته للسطو المتعمد والتشويه التي تعرضت له رسومات "شارع محمد محمود"، ويقول عبيد: "رغم أنني فنان تشكيلي محترف إلا أنني فضلت أن أكون ثائرا فقط طوال أيام الثورة حتى أثناء أحداث محمد محمود كنت ثائرا مع أصدقائي، ولكني بعد أن شاهدت ما فعله الأمن من حذف وتشويه لرسومات تؤرخ وتوثق للثورة، قررت النزول للشارع وبدأت أرسم جدارية الشهداء تحت عنوان "مش هنمشي"، وجعلت من هذه الجملة هتافا للشهداء وكأنهم يطالبوننا باستكمال أهداف الثورة". ويضيف عبيد: "بدأت الجدارية برسم الشيخ عماد؛ لأنه هو الرمز الذي خرج من المؤسسة الدينية ثائرا مع شباب الثورة، ومينا دانيال الذي قال للبابا شنودة: (إنني أتبعك روحيا لا سياسيا)، ولذلك رسمت الشيخ عماد ومينا دانيال وأسفلهما قنابل مسيلة للدموع تتصاعد منها أدخنة القنابل المسيلة للدموع والتي تظهر من بينها وجوه الشهداء". ويعتز الفنان التشكيلي وليد عبيد بجداريته ويعتبرها تتميز عن غيرها من الجداريات التي أرخت للثورة حيث يقول: "جداريتي أول جدارية ترسم الشهيدات وأولهن "سالي زهران والشهيدة مريم" التي كانت تصور أحداث الثورة بالموبايل ثم قام أحد القناصة بإطلاق النار عليها. ويقوم عبيد حاليا بتصميم نصب تذكاري في ميدان التحرير محاط بمدرج خلفه لوحة تحكي حكاية الثورة وسيشارك في هذه اللوحة كل الفنانين التشكيلين وشباب الجرافيتي. وعبرت ريهام السنباطي عن البنت المصرية الثورية في لوحتها "مصرية" حيث جعلت البنت فيها متعالية على كل الأحداث وعلى هؤلاء المتسلطين الذين اتهموها بالعهر وطالبوها بكشف العذرية لا لشيء سوي لأنها تنادي بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية. وأكد علاء عوض أحد رسامى جرافيتى الفراعنة أنهم تعمدوا نقل القصص الفرعونية والتى تمثل جذوره العميقة وتعبر عن أصالة الشعب المصرى وسبب عظمته مشيرا إلى أنهم تناولوا عدة قصص أبرزها قصة حرائر مصر، الولاء والطاعة، والحكم، والمحكمة الهزلية، الصراع الشعبى، والتى تمثل حكم من لا يملك لمن لا يستحق، معتبرا أن شارع محمد محمود هو الشارع الذى سيبدأ منه حضارة مصر طامحا إلى تحويله أكاديمية فنية. Comment *