الصراع بين الخير والشر صراع أبدي موجود داخل النفس الإنسانية بغض النظر عن جنس الإنسان رجل كان أم امرأة، وبزغت نماذج من النساء أضاءت تاريخ البشرية بعطائها، وعلى الجانب الآخرهناك نسوة في غاية السوء، قتلن ودمرن وخربن وشوهن وجه الحياة، بعضهن ملكات وبعضهن أميرات وبعضهن نجمات مجتمع شهيرات وبعضهن من العامة خرجن من قاع المجتمع، هن نساء آثرن التجرد من بشريتهن من أجل التحليق في عوالم الشر. "الكونتيسة إليزابيث" دراكيولا النساء، وهي واحدة من أكثر النساء شرًّا في تاريخ العالم، لقبت بكونتيسة الدم ومصاصة الدماء.. قتلت وفتكت وشربت دماء أكثر من 600 فتاة بينهن 25 من بنات العائلة المالكة في بلادها، ولدت إليزابيث في عام 1561 في شمال غرب المجر، وكان الطابع الذي يميز أفراد العائلة حتى الأعمام والعمات هو سوء الخلق والعدائية. منذ طفولتها عرفت إليزابيث بالعدائية والشر وما قوَّى لديها هذه العدائية الشديدة هو مشاهدتها للمزارعين وهم يعتدون على أختيها ويقتلونهما. وفي عام 1575 تزوجت من الكونت فرنسيس ناداستي وكان قاسي القلب يستمتع عند اشتراكه في الحملات ضد الأتراك بتعذيب الأسرى، وبعد وفاة زوجها قامت بطرد أم زوجها مع أبنائها الأربعة خارج القصر حينها أتت الفرصة لتندفع بسادية مطلقة إلى تعذيب المئات من الفتيات حتى الموت وكان خادمها الرجل الوحيد الذي ساهم في حلقات تعذيب الخادمات وصار بمثابة المساعد لها. وبعد أن وصلت أخيرا أخبارها إلى مسامع الإمبراطور الهنغاري مانياس الثاني أمر بإحضار الكونتيسة ومحاكمتها، ولكونها من الأسرة الحاكمة ولا يمكن القصاص منها، سن البرلمان قانونا جديدا لمحاكمتها فحكم عليها بالسجن المؤبد وبحياة كالموتى سجينة في غرفة صغيرة تقتات بالفتات، وفي عام 1614 قتلت على يد أحد حراسها. ومن بين النساء اللائي سجلن وقائع مدمرة بين صفحات التاريخ أيضا "أولريكة ماينهوف" أكبر وأشهر زعيمة إرهابية في تاريخ ألمانيا وربما في تاريخ العالم، وتعتبر هي وأندرياس بادر الأبوين الروحيين لمنظمة جناح الجيش الأحمر التي روعت ألمانيا حتي نهاية التسعينيات حتي وضعوا حجر الأساس لجماعة "بادر – ماينهوف" الإرهابية الشهيرة ليتشكل منها بعد ذلك الجيش الأحمر الإرهابي، وتزعمت ماينهوف مجموعة مليشيات متطرفة عرفت باسم "بايدر ماينهوف" التي قامت بسلسلة من عمليات القتل والتفجير والاختطاف التي روعت ألمانيا في السبعينيات وانتحرت ماينهوف في السجن عام 1976. "الملكة صفية" ومذبحة أبناء السلطان.. صاحبة أول مجزرة يقتل فيها عدد كبير من أبناء سلاطين آل عثمان وذلك خنقًا حتي الموت ومن أجل آلا يرثوا الحكم، بدأت قصتها بعد وفاة زوجها السلطان مراد الثالث، وأثناء الإستعدادات لإعداد جثمانه طلبت من ابنها محمد خان الجلوس في صدر القاعة على كرسي العرش ليستقبل وفود المعزين بصفته السلطان الجديد بعد والده، وعندما تلفت حوله يبحث عن إخوته الثمانية عشر ليشاركوه في تقبل العزاء فلم يجد أحدًا منهم، حيث دبرت والدته الملكة صفية قتلهم مع عدد من مماليكها الذين انفردوا بأبناء السلطان وقتلوهم حيث قاموا بخنقهم داخل غرفهم بهدوء ودون إثارة ضجة، وبذلك كانت هذه السلطانة القاتلة صاحبة أول مجزرة لأبناء السلاطين العثمانيين وهي الظاهرة التي توالت بعد ذلك في عهود جميع سلاطين آل عثمان. الملكة نازلي.. زوجة الملك فؤاد الأول وأم الملك فاروق، لم تكن نازلي حريصة على عرش ابنها ومستقبله بقدر حرصها على الانطلاق وتحقيق ما تصبو إليه بدءًا من علاقتها بعشيقها أحمد حسنين باشا، حتى رياض غالي مدمن الهيروين والأفيون الذي تزوج من ابنتها فتحية بأمريكا وظل على علاقته بنازلي، وعملت فتحية كعاملة نظافة بأحد الفنادق، وكانت نهايتها الموت على يد رياض غالي، وبقيت نازلي في لوس أنجلوس تتسول من الزعماء العرب حتى توفيت هناك في 29 مايو عام 1978. ومن أشهر الجواسيس "هبة سليم" التي قالت عنها جولدا مائير إنها قدمت خدمات لإسرائيل أكثر مما قدمه زعمائها، والجاسوسة "انشراح موسى" التي ولدت لأسرة صعيدية متزمتة، وتزوجت من كاتب حسابات بمكتب مديرية العمل بالعريش، وبعد نكسة 1967 نجح الحاكم العسكري الإسرائيلي في تجنيد إبراهيم ومن ثم زوجته إنشراح موسى، التي برعت خلال حرب الإستنزاف في إرسال المعلومات العسكرية المهمة بالوثائق والصور وتعددت زياراتها إلى إسرائيل. وفي 25 نوفمبر عام 1974 صدر الحكم بإعدام إنشراح وزوجها شنقًا. Comment *