أصبح التعاملُ من قِبل ما أُطلِق عليه "سيناريو الخروج الآمن" بمثابة التعامل مع الأمر الواقع من الجميع –إلّا الإخوان طبعاً- فقد وصل الإخوان للسلطة، وقد قبِل العسكر بهذا الوصول بعد الموافقة الأمريكيّة، وقد فعل الإخوان ما عليهم من الصفقة بأن ضمنوا تحصين قتلة الثوّار ومن أجرموا في حقّ المصريين من المساءلة والعقاب، لكنّ الوقاحة لم تقف عند هذا الحدِّ المرفوض من كلّ وطنيٍّ شريف، فتخطاه الإخوان ومرسي بصفته الرئيس إلى ما هو أوقح منه وأشدُّ جرماً، فكرّموا هؤلاء القتلة وقلّدوهم قلادة النيل كنوعٍ من إعلان الانتماء لمعسكر "ضد الثورة" بصراحة ...ووضوح!! التكريم لم يقف عند قلادة النيل أو تعيينهم كمستشارين لمرسي – فالطيور على أشكالها تقع- لكنّها وصلت لحد تغيير اسم نفق"الشهيد" المؤدّي للتجمّع الخامس إلى "محور المشير طنطاوي" في الوقت الذي نتسوّل فيه إطلاق اسم الشهداء على الشوارع والميادين، بعد أن فقدنا الأمل في القصاص لهم أو الثأر لدمائهم كنوعٍ من تكريمٍ معنويٍّ بعد اليأس من التكريم الحقيقي بتحقيق ما ماتوا لأجله، اللافتة الحديديّة ليست هي ما يغضبنا بالطبع، لكن دلالتها أخطر من السكوت عليها، فالسُلطة تعلن للجميع بمثل هذه الممارسات عن سقوط ورقة التوت التي كانت تستُر شيئاً من عوراتهم وجرائمهم...وخيانتهم، وعلى المتضرّرين التكيّف مع الواقع ،أو تغييره إن استطاعوا!! الثورة التي ضحّى من أجلها الآلاف –ولازالو- لا يمكن أن تتحوّل لأي سبب إلى ذكرى انتهت ولم يتبقّى منها شيءٌ إلّا بعض الصور، وأسماء الشهداء، فقد أقسمنا يوم خرجنا إلى الميدان على ألّا نعود أدراجنا إلّا ونحن منتصرين، أو محمولين على الأعناق، أما القبول بالدنيّة فليس من شيم الثوّار، فليعلم مرسي وكل من حوله أن ممارساتهم لن تأتي عليهم إلا بالخراب، وعلى الثورة بالنصر!! "المجد للشهداء ... النصر للثورة" Comment *