وصف الدكتور يحيي الجمل، أستاذ القانون الدستوري، الدستور الذي يصاغ حاليا بأنه "محنة حقيقية"، لأنه يتم إعداده بمنطق المغالبة ولا يريد فكرًا توافقيًا ، مؤكدًا أن الدستور هو سياسي في المقام الأول ثم صنعة وصياغة. وتابع الجمل: " الصياغة الدستورية أصبحت حرفة في العالم كله، ولابد من تجميع القوى المدنية، ليس عداءً لأحد إنما من أجل مصر وبناء دولة مدنية". واستشهد الجمل، في مؤتمر دستور لكل المصريين الذي تنظمه مؤسسة المصري، بمقولة الدستور هو فن التوفيق بين السلطة والحرية، مشددًا على أهمية وضع الدستور عبر جمعية تأسيسية منتخبة، مضيفًا: "كنا نعيش في دولة بها نصوص دستورية بدون حياة دستورية". ومن جانبه، قال الدكتور وحيد عبد المجيد عضو الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، أن المشاكل المحيطة بالجمعية التأسيسية يراد بها فرض مشروع دستور لا يعبر عن الجزء الأكبر من فئات المجتمع وهو ما نحاول مقاومته في المجتمع. ووصف عبد المجيد الدستور انه يعبر عن مغالبة ويهدر حقوق الأغلبية الساحقة في المجتمع، وقال أن الهدف من الدستور حماية الضعفاء من قهر الحاكم أذا حكم، ومن استغلال الأغنياء أذا استغلوا ، ولا يمكن لدستور أن يهدر الحقوق والحريات وحقوق المرأة والطفل ولا يتحدث عن الفلاحين سوى في إشارة عابرة "يتيمة" وتذكر العمال في نص هزيل للغاية شديد الغموض، ولم يحمي أموال التأمينات ولم يذكر أصحاب المعاشات ، وتساءل قائلا إذا كانت كل هذه الحقوق لم يحميها الدستور بل ويصادرها على عكس كل ما تتجه إليه دساتير العالم. وقال عبد المجيد أننا أمام معركتين، وهم معركة الحقوق والحريات، ومعركة الدولة المدنية، ومحاولة إطفاء طابع ديني على الدولة لأنها ضمانة للحقوق والحريات والمساواة والديمقراطية واستقلال القضاء. Comment *