سادت حالة من الغضب في الشارع السكندري عقب صدور قرار من الرئيس محمد مرسي بتعيين الدكتور حسن البرنس، القيادي الإخواني، نائبا لمحافظ الإسكندرية المستشار محمد عطا عباس. وهو اعتبرته القوى السياسية محاولة جديدة من النظام لتحقيق أهدافه بعد أن فشل المحافظ الجديد في القضاء علي مشاكل المحافظة وفي أخونة الإسكندرية. وقال رشاد عبد العال، منسق التيار الليبرالي بالإسكندرية، أن تعيين "البرنس" نائبا لمحافظ الاسكندرية ما هو إلا عقاب لها بعد انحيازها للثورة ودعمها لمرشحيها فى الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، وعدم دعمها للرئيس مرسى مرشح الإخوان. وأضاف: أخطأ الإخوان إذا اعتقدوا أن الزج بقياداتها في المواقع التنفيذية سيؤدي لاستعادة ما فقدوه من الشعبية الجماهيرية فهذا الأمر يؤكد بما لا يدع مجالا للشك رغبة الجماعة في الاستحواذ علي مفاصل الدولة سعيا وراء أخونتها، مما يولد المزيد من الاحتقان والسخط تجاه ممارسات الهيمنة التي تقدم عليها جماعة الإخوان. وتابع رشاد قائلا: "هناك العديد من القوى السياسية والثورية بالإسكندرية عبرت من قبل عن رفضها تعيين حسن البرنس القيادي بجماعة الإخوان، محافظا لمدينة الثورة والثقافة عقب تقديم المحافظ السابق لاستقالته"، مشيرا إلى رفض الإدارة السياسية مطالب القوى بتعيين محافظ من أبناء الثغر يحظى بقبول من الأهالي ولديه رؤية للنهوض بالمدينة، ليفاجئوا بتعيين محافظ من خارجها لم يشعر أحد بوجوده إلى الآن, واعتبر قرار تعيين القيادي الإخواني نائبا للمحافظ بمثابة تعميق للمأساة. وشدد على أنه رغم أن لرئيس الجمهورية الحق في إصدار قرارات تعيين المسئولين التنفيذيين إلا أن الرئيس يؤكد بمثل هذه القرارات على انحيازه التام للجماعة التي ينتمي إليها ضاربا بعرض الحائط إعلاء معيار أهل الكفاءة علي أهل الثقة، وعدم اكتراثه بالرفض الشعبي لمثل هذه التعيينات، وهو نفس النهج الذي كان يتبعه الرئيس المخلوع. ومن جانبه، قال محمود الخطيب، المتحدث الإعلامي بإسم حركة شباب 6 أبريل بالإسكندرية،أن المحافظة مليئة بأصحاب القدرات من أساتذة الجامعات وأصحاب مشاريع لم يتم الاستفادة منهم، مُعتبرا أن اختيار البرنس كنائب لمحافظ الاسكندرية جاء بناء على معيار الثقة والولاء وليس معيار الكفاءة. وتساءل الخطيب: "لماذا تم اختيار البرنس لهذا المنصب ؟", مطالبا الرئيس محمد مرسي بتوضيح الأسباب التي دفعته لاختيار البرنس وعدم النظر إلي الكفاءات الموجودة بالمحافظة. واعتبر ابراهيم كامل، عضو مؤسس بحزب الدستور بالإسكندرية، قرار الرئيس محمد مرسي بتعيين البرنس نائباُ للمحافظ ما هو إلا استخفاف بعقول الشعب بعد رفضهم له من خلال التظاهر ضده، وهو ما اضطرهم إلى تعيين عطا حتى تهدأ الأوضاع، وذلك على حد قوله. وأضاف للبديل أن "مرسي" ضرب برغبة الشعب عرض الحائط وأتى بالبرنس مرة أخرى ليكون نائباً للمحافظ الحالي، مؤكداً أن رد الفعل سيكون مساوياً للرد السابق وسيخرج الرافضون له مرة أخرى في تظاهرات لإعلان ذلك الرفض، مُعتبراً أن تعيينه يعد استكمالاً لسياسات اللف والدوران والتمكين التي تتبعها الإخوان بصرف النظر عن كفاءة القيادات أو معالجة مشاكل ومعاناة الشعب بشكل حقيقي. وعلق حسين جمعة ، منسق حركة شباب اليسار بالإسكندرية، على قرار التعيين قائلا: " إن مصر مش عزبة ، مصر لكل المصريين " ، مؤكداً رفض الحركة القاطع لتعيين نائباً محسوباً على جماعة الإخوان، وذلك بعد فترة من تعيين محافظاً من نفس الجماعة، رافضاً أخونة ثورة كان الشرارة فيها خالد سعيد . وبدورها دعت حركة شباب اليسار إلى الكشف عن الأسباب الحقيقية لاختيار النائب السابق للمجلس المنحل الدكتور حسن البرنس وتوضيح معايير اختياره إلي الأهالي، داعية إلى الاحتشاد السبت المقبل علي سلالم المجلس الشعبي المحلي لمنع البرنس من دخوله، مؤكدة أن الإسكندرية ستظل عاصمة الثورة المصرية، وحذرت الحركة وزارة الداخلية من محاولة فض الاحتجاجات بالقوة. ونشطاء يدعون لتظاهرات ضد تعيين البرنس