بالتعاون مع حزب التوحيد العربي (تحت التأسيس) عقدت لجنة الشئون العربية بنقابة الصحفيين بالقاهرة، أمس الأحد، ندوة احتفالية بمناسبة مرور عام على اقتحام المتظاهرين مبنى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وكانت البداية بتقديم من الكاتب السياسي عبد العال الباقوري، استعرض فيه تاريخ مصر الحديثة مع المعاهدات السياسية الجائرة، مشيراً إلى أن مصطفى النحاس باشا حين كان رئيساً للوزراء قبل ثورة يوليو قرر إلغاء معاهدة 1936م من جانب مصر دون التشاور مع الطرف البريطاني، كذلك قام الرئيس السابق أنور السادات بإلغاء اتفاقية مصر مع الاتحاد السوفيتي من طرف واحد، وتساءل الباقوري: إلى متى تظل مصر رهينة ومقيدة بالمعاهدة التي أبرمها السادات مع الصهاينة في 26 مارس 1979م؟! وفي كلمته، حيا المهندس محمد سيف الدولة، مستشار رئيس الجمهورية، شهداء القوات المسلحة الذين استشهدوا في أغسطس وسبتمبر من العام الماضي، والشباب الذي تظاهر من أجلهم واقتحم السفارة الإسرائيلية، ثم أشار سيف الدولة إلى أن سيناء تحولت لأداة ضغط أمريكية وإسرائيلية على النظام، معدداً الحوادث التي هدد فيها الصهاينة باحتلال سيناء، من باب الضغط على صانع القرار المصري، مثل قضية التمويل الأجنبي التي اضطر فيها المجلس العسكري للإفراج عن المتهمين الأمريكيين بعد تهديد أمريكي إسرائيلي باحتلال سيناء، وأكد سيف الدولة على أن تحرير مصر من أي ضغط خارجي لن يكون إلا عبر استعادة السيادة على سيناء وإلغاء معاهدة كامب ديفيد، وأن ذلك لن يتحقق إلا بالضغط الشعبي وأن يتبنى الرأي العام المصري فكرة تحرير مصر من قيود كامب ديفيد، وأن يخرج المصريون في مليونيات من أجل إلغاء كامب ديفيد كما خرجوا في مليونيات من أجل محاكمة حسني مبارك ورموز نظامه، وذكّر سيف الدولة بتحرك الثوار نحو السفارة الإسرائيلية في إبريل الماضي أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة، وكيف جعل ذلك الصهاينة يوقفون عدوانهم!! أما المفكر الإسلامي محمد مورو فقد أوجز كلمته في أربعة مطالب هي: إلغاء معاهدة كامب ديفيد، ومقاطعة الولاياتالمتحدة، ومقاطعة الكيان الصهيوني، وإعلان الجهاد على ذلك الكيان. وفي كلمته أكد المؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين أنه لا فارق بين الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني في العداء للأمة العربية، مشيراً في الوقت ذاته لمعاناة الفلسطينيين في مصر التي بدأت منذ عام 1978م واستمرت في عهد حسني مبارك، وضرب أمثلة عديدة لذلك، مطالباً الرئيس مرسي بتغيير حقيقي في تلك المعاملة. أما وكيل مؤسسي حزب التوحيد العربي، محمد السخاوي، فندد بتجاهل القوى السياسية لحادث اقتحام السفارة في حينه وتكرار التجاهل في الذكرى السنوية للاقتحام، رغم أنها كانت عملية رمزية ضد الوجود الصهيوني على أرض مصر، وأشار إلى محاولات الولاياتالمتحدة حصار الربيع العربي، بالتعاون مع الأنظمة الحاكمة للدول العربية، مؤكداً على خطأ الفكرة القائلة بانغلاق مصر على شئونها الداخلية والبحث عن النهضة والقوة الاقتصادية وتأجيل الصراع مع الاستعمار والصهيونية، لأن الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني لن يسمحا لمصر بأي نهوض، سواء كان النظام الحاكم إسلامياً أم اشتراكياً، وأن الحل هو أن تتحول الثورات العربية لثورة واحدة تواجه الاستعمار والصهيونية، وأن يكون للثورة المصرية توجه عروبي وإسلامي واضح. وفي تعقيبه حذر الكاتب السياسي عبد العال الباقوري من فكرة إقامة مناطق حرة في سيناء، لأن سيادة الدول على المناطق الحرة تكون منقوصة، وندد بموافقة رئيس الوزراء على هذه الفكرة وبرفضه التشكيك فيها، مشيراً إلى أن فكرة المناطق الحرة في سيناء أشار إليها كاتب صهيوني في السبعينيات في كتاب حمل عنوان" فن الممكن.. دبلوماسية البدائل في الشرق الأوسط"!! Comment *