نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا افتتاحيا تشيد فيه بخطوات الإدارة الأمريكية نحو دعم مصر إقتصادياً من خلال حزمة مساعدات تم الإعلان عنها يوم الاثنين، وتدعو الكونجرس لدعم الادارة الامريكية فى تلك الخطوات والعمل معها لمساعدة مصر على أساس إقتصادي راسخ . وتقول الصحيفة أن ثمانية عشر شهرا بعد الثورة في مصر ، الرئيس محمد مرسي والولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي يبدو أنهم اخيرا يسيرون في نفس الاتجاه العام بشأن مسألة أفضل السبل لانعاش اقتصاد البلاد المدمر . لكن جهودهم التى طال انتظارها سوف تتطلب التزاما مستمرا حيث أن مصر تناضل فى انتقالها إلى الديمقراطية . وتشير الصحيفة الى أنه على الرغم من أن السيد مرسي وحزبه ، الحرية والعدالة لجماعة الإخوان المسلمين ، تبنوا في البداية موقف رفض المساعدات الخارجية , لكن منذ انتخابه في يونيو أصبح مرسي أكثر واقعية حيث واجه التحديات الحقيقية للحكم . وترى الصحيفة الامريكية أن مشاكل مصر – التى تشمل فجوة ضخمة فى الميزانية وانخفاض خطير فى احتياطي العملات الاجنبية والحاجة إلى الآلاف من فرص العمل الجديدة وتوفير مدارس افضل - هي ببساطة أكبر من أن تحل من دون مساعدة دولية . والشهر الماضي ، أقر السيد مرسي بقدر كبير من ذلك عندما طلب قرض 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي , الذى من المتوقع أن يتم الاتفاق عليه بحلول نهاية العام . وتصف الصحيفة إعلان إدارة أوباما يوم الاثنين بأنها قريبة من اتفاق مع حكومة السيد مرسي على حزمة مساعدات بانه آخر الأخبار الجيدة , موضحة أن الرئيس أوباما قد عرض الآن 1 مليار دولار في تخفيف عبء ديون مصر للولايات المتحدة , والتى تتجاوز 3 مليار دولار . ولا يزال الأمريكيون والمصريون يتفاوضون على الشروط ، ولكن هذا التخفيف من المرجح أن يأخذ شكل تحويلات نقدية مباشرة إلى الخزانة المصرية . وتتابع الصحيفة أن ادارة أوباما عرضت أيضا 375 مليون دولار في شكل تمويل وضمانات قروض للشركات الأمريكية والبنوك التي تستثمر في مصر , بالاضافة الى صندوق استثمار بقيمة 60 مليون دولار للمصريين للاستثمار في مشاريع جديدة . وتشير نيويورك تايمز الى أن البعض في الكونجرس قلق عما إذا كان السيد مرسي سوف يلتزم بمعاهدة السلام مع إسرائيل ام لا ، وهناك مخاوف مشروعة حول المعاملة القاسية للمنتقدين للرئيس مرسى فى وسائل الاعلام وعما اذا كان مرسى يعني حقا تمثيل لجميع المصريين بشكل عادل ، بما في ذلك المسيحيين . وتقول الصحيفة انه مع ذلك , هو حتى الآن ملتزم بمعاهدة السلام وتعامل مع هجوم المتشددين في شبه جزيرة سيناء بشكل جيد ومعقول ، وفي رحلته إلى طهران الأسبوع الماضي ، انتقد علنا القادة الإيرانيين لدعم الرئيس بشار الأسد . لذلك ليس هناك سبب للكونجرس تجعله لا ينبغي أن يدعم الإدارة الامريكية . وتضيف انه ينبغي أيضا أن يكون المشرعون على استعداد لتقديم المزيد من المساعدات حسب الحاجة والعمل مع الإدارة الامريكية لإعادة توازن العلاقة بحيث تذهب المساعدات لمشاريع تنموية ، وليس فقط للمؤسسة العسكرية ، التي تلقت ما يقرب من 1.3 مليار دولار سنويا على مدى ثلاثة عقود . كما أن زيادة حجم التبادل التجارى هو ايضا أمر حيوي . والوفد التجاري الامريكي المقرر مجيئه إلى مصر الأسبوع القادم ينبغى أن يكون بداية لكثير من وفود تجارية اخرى . وتختتم الصحيفة افتتاحيتها قائلة أنه سيكون من الصعب المبالغة في أهمية مساعدة مصر , التى هى الأمة الأكثر أهمية في العالم العربي ومفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط ، على أساس إقتصادي ثابت راسخ , فالصين - التي وعدت القاهرة الأسبوع الماضي بقرض قيمته 200 مليون دولار ووقعت اتفاقات مختلفة تتضمن الزراعة والبيئة والاتصالات - ترى ذلك بوضوح . لذلك ينبغي على الكونجرس ايضا رؤية ذلك بوضوح . Comment *