في تقرير بجريدة لوس أنجلوس تايمز حول المقابلة التليفزيونية التي أجريت أمس مع الرئيس السوري بشار الأسد وصفته الجريدة بأنه بدا "واثقاً من النصر رغم أن هذا لن يحدث في وقت قريب". وتقول الجريدة أن مقابلة الأسد من الواضح أنها تهدف إلى توصيل صورة القوة والصمود للجماهير القلقة، حيث أكد الأسد على أنه قواته قد كسرت شوكة المعارضة. ونقلت الجريدة قول الأسد بأن" نحن منخرطون في معركة إقليمية وعالمية، لذلك سوف تأخذ بعض الوقت للفوز بها" وأضاف" نحن نتقدم والوضع على الأرض أفضل بكثير،ولكننا حتى الآن لم نفز" وقال أن" هزيمة المعارضة تستلزم فترة طويلة وصراع قاسي". وعقبت الجريدة أن نشطاء المعارضة أشاروا سريعاً إلى أن تصريحات الأسد "مضللة وخاطئة إن لم تكن وهمية". وأضافوا أن "مساحات واسعة من سوريا بما في ذلك أجزاء كبيرة من المناطق الحضرية الأكبر، دمشق وحلب وحمص لاتزال تحت سيطرة المعارضة". وتقول الجريدة أنه "بالنسبة للرئيس السوري المحاصر على الرغم من بعض التطورات الإيجابية التي تتجاوز الصورة للمدن المدمرة والمراكز الحدودية ومراكز الشرطة المتفحمة والمدنيين المشوهين فإن اللقاء التليفزيوني مع الأسد أظهر أنه لم يفر من العاصمة كما زعمت الشائعات منذ الشهر الماضي بعد مقتل أربعة من أبرع مساعدي الأمن لديه." وبالإضافة إلى ذلك، حسب الصحيفة، فإن "دمشق وحلب لم تسقط أي منهما في أيدي المعارضة، كما أشار البعض لإمكانية حدوث ذلك عندما اندلعت الهجمات المسلحة في المدينتين الشهر الماضي. فمن الواضح أن وحشية الهجوم المضاد من قوات الأسد حيث استخدم الجيش قوات المدفعية والقوات الجوية قد أرغمت قوات وكتائب المعارضة على العودة إلى الضواحي" ويضيف التقرير أن "معظم سكان مدينة حلب هم ضد المعارضة بشكل واضح وهو ما يبدو أنه قد فاجأ قوات المعارضة". وتشير الجريدة إلى أن بعض السوريين لازالوا يرون أن استمرار الأسد "هو الأمل الوحيد لتجنب الفوضى والعنف الطائفي كما حدث في العراق، وهو الخوف الذي عملت حكومة الأسد على نشره في سوريا." ونقلت الجريدة على لسان الأسد في حواره التليفزيوني قوله إن" مصير سوريا في يد الشعب السوري وحده" ومؤكداً على "الدور البطولي لقواته". وسخر الأسد من الانشقاقات العديدة واصفاً إياها ب"التطهير الذاتي والإيجابي". وتقول الجريدة أنه من الواضح أن الأسد "كان يحاول إظهار الجانب المتسامح، كما حث المواطنين على محاولة إعادة وتشجيع المعارضة على العودة لحظيرة النظام. وأضاف الأسد أن " الشخص الجيد ذو الحس القومي لا يثور على وطنه". ويشير التقرير إلى أن "شبح التدخل الأجنبي من الممكن أن يقلب المعركة بشكل حاسم لصالح قوات المعارضة". وتضيف الجريدة أنه اليوم الخميس من المقرر أن تناقش الأممالمتحدة طلب تركيا بإعلان منطقة عازلة في سوريا لإيواء التدفق المتزايد من الهاربين السوريين "ولكن لا أمريكا ولا أحداً من حلفائها يميلون إلى توفير دعم عسكري مثل منطقة الحظر الجوي التي لاغنى عنها لحماية مثل هذا الملاذ." وتنقل الصحيفة ماقاله الأسد أن" الحديث عن منطقة عازلة ليس عملياً حتى بالنسبة لتلك البلدان المعادية لسوريا". وترى الجريدة أن الأسد "يبدو مرتاحاً بغياب الضغط الدبلوماسي الخارجي، خاصة بعد انهيار اقتراح خطة السلام للأمم المتحدة".وقال الأسد أن " سوريا ليست بحاجة للضوء الأخضر للتصرف في شؤونها الداخلية سواء من حلفائها أو أعدائها". وتضيف لوس أنجلوس تايمز على لسان بيتر هارلينج عضو المجموعة الدولية لحل الأزمات وقوله إن" الأسد يقول أن ليس في قدرة المعارضة إسقاط النظام". وتشير الصحيفة إلى أن تصريحات بشار بدت "واثقة بأن الأسوأ قد مضى بالفعل، وعلى الرغم من أن الرئيس السوري يرى أن النصر لا مفر منه، إلا أن المعارضون والقوات المقاتلة ترى أيضاً أنه لا مجال لهزيمتها." الجريدة: بعض السوريين لا يزال يعتبر بشار الأمل في تجنب الفوضى والطائفية التي ضربت العراق