تواصل محافظة القاهرة لليوم الثاني على التوالي تنفيذ حملتها لحصر الباعة الجائلين بوسط البلد وتسكينهم في أربعة مناطق خصصتها لتكون سوق لليوم الواحد عبارة عن سويقات مفتوح بشارع الألفي وحديقة الأزبكية وشارع الشرفين بقصر النيل وميدان عبد المنعم رياض يصرح فيها بعملية البيع خلال أربعة أيام فقط في الأسبوع من الاثنين إلى الخميس. فبينما يرحب أصحاب المحلات التجارية بشارعي طلعت حرب و26 يوليو بقرار نقل الباعة منها إلى سويقات مجمعة يرفضه نظرائهم في شارع الألفي وقصر النيل معتبرينه قرارا عشوائيا وغير مدروس وسيتسبب في قطع أرزاق مئات العاملين بالمحلات ويشوه الشكل الحضاري في أهم شوارع القاهرة الخديوية والتي تعتبر مزارا سياحيا بسبب طرازها المعماري الفريد. وتجاهل الباعة الجائلين قرار المحافظ, وواصلوا انتشارهم على طول شارعي طلعت حرب و26 يوليو بعد انصراف شرطة المرافق ومرورها اليومي على الباعة في الصباح حيث مازال الباعة مستمرين في عملية البيع داخل محطة مترو السادات بالتحرير والأرصفة خاصة وان المحافظة لم تهتم بإنشاء أكشاك للبائعين في الأماكن التي حددتها و اكتفت برسم باكيات مساحة 2×2 متر على الأرض بالجير وتركت الباعة يواجهون بعضهم بالبعض على حيازة الأماكن مما أدى إلى نشوب اشتباكات بينهم وتراشق بالألفاظ. في البداية يروى على محمد على صاحب مطعم بشارع الألفي أن المنطقة الالفى تضم العديد من مكاتب الصرافة والسياحة والفنادق والسينما ويتردد عليها الكثير من السائحين والأجانب ولا يتصور أن تتحول إلى سويقة للباعة الجائلين بكل عشوائية. وأكد أن أصحاب المحلات لن يستسلموا إلى القرار المتسرع وغير مدروس وأنهم سوف يلجئون إلى الطرق القانونية ضد محافظة القاهرة والتي بدأت بتقديمهم العديد من البلاغات إلى النائب العام ضد المحافظة وأيضا محضر برقم (2950) بتاريخ 25/8 /2012 فيما نفى جوزيف صبحي صاحب محل ملابس بشارع الالفى تصريحات نائب المحافظ للمنطقة الغربية الولاء سيف الإسلام عبد الباري بأنه قام بالاجتماع بأصحاب المحلات والمتاجر في الشوارع الأربعة المحددة وأنهم وافقوا على قرار نقل الباعة الجائلين إليها. وأضاف جوزيف أن قرارات المحافظة متضاربة حيث انتظر لمدة ثلاث سنوات حتى حصل على موافقة هيئة التنسيق الحضاري لعمل واجه لمحله تتناسب مع الشكل المعماري للقاهرة الخديوية تقضى علي أهم شوارعها بتحويلها إلى سويقات للباعة الجائلين. في ذات السياق رحب أصحاب المحلات بشارعي طلعت حرب و26 يوليو بقرار نقل الباعة الجائلين من الشوارع وقال عصمت خيري صاحب محل ملابس إن القرار النقل صائب لضبط الفوضى وإخلاء منطقة وسط البلد والشوارع الرئيسية لكنه يرى أن تتم عملية النقل خارج منطقة وسط البلد كلها حتى لا يعود الباعة إلى الأرصفة مرة أخرى. فيما اعتبر الباعة الجائلين قرار المحافظة بتحديد أربعة أماكن بوسط البلد وتحديد أربعة أيام من الأسبوع والسماح فيها بالبيع فقط كارثة وخراب بيوت إبراهيم محمد بائع متجول بطلعت حرب قال " الحكومة عايزنا نقطع في بعض.. المحافظة نقلتنا من شارع طلعت حرب إلى شارع الالفى ولم تقوم بإنشاء أكشاك للبيع فيها إنما اكتفت بعمل باكيات بالجير الأبيض على الأرض وتركت الجميع كل واحد يلحق مكان. ويضيف عمرو عطا " القرار ده خطاء من الأساس ازاى نشيل البضاعة بتعتنا ونلف بيها في الأربعة أماكن التي حددتها المحافظة كل يوم في مكان .. بدل ما المحافظة أعطت الجراجات الجانبية في شوارع وسط البلد لبعض الشركات الخاصة ولا تستفيد منها شيئا ممكن تقنن أوضاعنا وتقوم بعمل نماذج صغيرة تحت الأرصفة بارتفاع متر موحدة ونلتزم فيها بدفع إيجارات والاشتراطات التي سوف تضعها المحافظة. ويستكمل سعيد عفيفي بائع متجول بميدان العتبة " احنا مش بلطجية كما تصنفنا الحكومة فيه منا الكثير حاصل على مؤهلات عليا من خريجي الحقوق والتربية أجبرتنا البطالة على هذه المهنة يعنى نعمل ايه لا الحكومة بتوفر شغل ولا بتسبنا نأكل عيش وبترفض تتطلعلنا تصاريح مزاولة مهنة باسم بائع متجول طيب يوفرونا شغل بدل ما بتحربنا". ويوضح فتحي فارس على" أنا بائع متجول ومعي رخصة من 25 سنة في ميدان العتبة والمحافظة عايزة تحصرنا في حديقة الأزبكية فيما يعرف بسوق اليوم الواحد كل بائع يدفع خمس جنيهات رسم دخول كل يوم, طيب راجل في سني اجى اجد واحد غيرى اعد في مكانى أروح فين واكل أولادي السبعة من البنين ومعى بنتين مخطوبتين وبجهزهم". وتؤكد أم أحمد سيدة معاقة تجلس على رصيف حديقة الأزبكية بالعتبة "أنا مش ضد قرار النقل أنا باجى كل يوم من قليوب إلى العتبة علشان استرزق أنا مطلقة منذ 13 سنة ومعى أربع أولاد بجرى عليهم من فرشتى .. بس ياريت المحافظة تعمل لكل بائع كشك باسمه وإحنا ندفع إيجاره". حملة لمحافظة القاهرة لحصر الباعة بوسط البلد.. وأصحاب المحلات يحذرون: القرار يهدد بضرب المنطقة السياحية والتجارية بوسط البلد الباعة: المحافظة لم تصنع أكشاكا لنا واكتفت برسم بلوكات بالجير.. وتطالبنا ب5 جنيهات لدخول الأماكن المخصصة للسوق