اتفق عدد من المثقفين على أن التشكيل الوزاري الذي أعلن عنه الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، ليس بالأفضل، وتبدو عليه الهيمنة الإخوانية، وأنها وزارة "مؤقتة" و"محللة" لوزارة أخرى يتم تجهيزها. ورغم اتفاقهم على أفضلية اسم الدكتور محمد صابر عرب، والذي عاد لتولي حقيبة وزارة الثقافة، فإنهم أكدوا أن عرب سيكون مكبلاً وقبوله بالوزارة يشوبه التنازل بشكل أو بآخر. في البداية، اعتبر الشاعر والناقد شعبان يوسف أن وزارة هشام قنديل لن تكون أوفر حظًا من وزارات أحمد شفيق وعصام شرف وكمال الجنزوري، معتبرًا أنها وزارة صناعات الأزمات وليست حلها، وأنها ستتأثر بالمنحى السياسي الحالي والموالي للسعودية والخليج ولحماس، وقد بدأ فشل هذه الوزارة باختيار قنديل نفسه، معتبرًا ذلك اختيارًا غير موفق. وأوضح يوسف، في تصريحات خاصة "للبديل"، أن الأسماء المطرو حة لمعظم الوزارات تبدو عليها هيمنة إخوانية، وهيمنة مصالح محددة، وهو ما سيجعل الوزارة مهددة طوال الوقت بالعوار، وهي وزارة ستدار بشكل مباشر من مكتب الإرشاد، وقنديل لن يكون حرًا وسيخضع لشروط الإخوان، وهي علي أية حال وزارة مؤقتة و"محللة" لوزارة أخرى تقوم الآن بعمليات "التسخين على التراك". وبالنسبة لتعليقه لاختيار الدكتور محمد صابر عرب وزيرًا للثقافة للمرة الثانية، قال يوسف: عرب نجح إلى حد كبير عندما تولى رئاسة دار الكتب، أكثر من رؤساء آخرين، وهو اسم لا غبار عليه، وهو من الأكثر قبولا ضمن قائمة الأسماء التي تم تداولها، ولقد تم اختياره ليحل أزمة؛ حيث إن الإخوان اختلفوا مع فاروق جويدة حين وضع شروطًا بعدم التدخل في عمله ومطالبته بمصادرة كتب معينة. وأضاف، عرب لديه معرفة بالمثقفين، لكنه سيكون وزيرًا مكبلاً، ومجرد قبول الوزارة ضمن هذا التشكيل فيه درجة من التنازل إلى حد كبير،والسؤال المطالب بالإجابة عليه: كيف سيتوافق مع السلطة الحالية في ظل تغيير دم السلطة الحالية؟ من جانبه، أكد الشاعر حسن طلب أن اختيار الدكتور صابر عرب اختيار موفق، وهو أفضل المرشحين، رغم عدم علم طلب بترشيح عرب للثقافة مرة ثانية. وأوضح طلب أنه أيد اختيار الدكتور أسامة أبو طالب في إطار أسماء المرشحين الآخرين، وتحديدًا مقارنة باسم محمد الصاوي الذي عرف عنه التشدد والمحافظة. وأضاف طلب: من حق عرب أن يفضل جائزة الدولة التقديرية على الوزارة، وهو اختيار فيه نوع من الرهان، لأنه خرج من الوزارة وهو لا يعلم أنه سيعود، وكان من الممكن ألا يحصل على الجائزة، فهذا الاختيار أفهمه ولا يقدح في صاحبه. وطالب طلب من عرب أولا التخلص من عناصر الفساد الكبيرة والتخلص من العسكرة التي تحكمت في الوزارة طويلاً، قائلاً: إن أراد الإصلاح، فذلك لن يتم بوجود "التركة الفاسدة" والمفسدة في الأرض، والتي تعاملت مع الثقافة بإتبارها مصدرًا لجمع الثروات، دون أن يمارسوا دورًا حقيقيًا أو أن يقدموا إسهامات فعلية في مجل الثقافة. متسائلاً: هل من المعقول أن يأتي موظف بالرقابة الإدارية ليتولى وكيل وزارة الثقافة؟ Comment *