علقت عدة صحف اجنبية على الخلاف الدائر حول صحة أو عدم صحة رسالة بعثها الرئيس مرسى إلى نظيره الإسرائيلي شيمون بيريز ردا على تهنئة بيريز له بمناسبة حلول شهر رمضان . فتحركت مؤسسة الرئاسة فى مصر لنفى ان يكون الرئيس مرسى قد أرسل تلك الرسالة مؤكدة انها مفبركة فى حين أصرت اسرائيل على ان الرسالة حقيقية . وفى هذا الصدد قالت وكالة أنباء الاسوشيتد برس أن هذا الخلاف أكد على الطبيعة الحساسة للعلاقات المصرية الإسرائيلية ، التى كانت دائما فاترة ولكن الآن أصبحت حساسة جدا خاصة في أعقاب انتصارات الإخوان المسلمين في الانتخابات المصرية . كما أن هذا الخلاف يلقى الضوء ايضا على بعض الفوضى في الحكومة المصرية الممزقة . وذكرت الوكالة الامريكية أنه على الرغم من تأكيد اسرائيل , قال المتحدث باسم مرسي ، ياسر علي ، في القاهرة أن مرسي لم يكتب أى رسالة إلى الرئيس الإسرائيلي واصفا الرسالة بانها " مفبركة " على الرغم من انها صدرت من مكتب الرئيس بيريز فى القدس . وقالت الأسوشيتد برس أن هذا التضارب يمكن أن يكون أحد الاعراض لحالة الحكم الضبابية الغامضة فى مصر . فعلى الرغم من ان مرسي تولى المنصب ، فإنه لا يزال غير واضح ما هي بالضبط صلاحياته , كما انه لا يزال لم يتم اقرار دستور جديد لمصر . كل هذا بالإضافة إلى العلاقات المعقدة أصلا بين إسرائيل ومصر . وأشارت الوكالة الى أن رسالة التهنئة بشهر رمضان الكريم هى الرسالة الثانية لبيريز الى مرسي منذ توليه منصبه بعد فوزه فى أول انتخابات رئاسية حرة فى مصر . فالرسالة الأولى , التى كان يرافقها خطاب من نتنياهو , كانت في أواخر يونيو لتهنئة مرسي على فوزه في الانتخابات ، وشدد بيريز فيها على أهمية السلام بالنسبة لكل من إسرائيل ومصر . ولم ينشر نص خطاب نتنياهو ، لكن مسؤول في مكتبه قال ان نتنياهو فى الخطاب عبر عن رغبته في الحفاظ على معاهدة السلام . وأعتبرت صحيفة دايلى تليجراف رسالة الرئيس مرسى هى لفتة غير متوقعة تمثل ردا على المنتقدين الذين توقعوا أن جماعة الإخوان المسلمين سوف تتخلى عن معاهدة السلام المصرية مع اسرائيل في انتهاج لسياسة من التطرف الإسلامي , حيث تعهد الرئيس مرسي ، الذي انتخب رئيسا لمصر في نهاية يونيو ، فى رسالته على العمل من أجل إحياء عملية السلام فى الشرق الاوسط . وأشارت الصحيفة الى ما جاء فى رسالة مرسى حيث كتب : " أنا أتطلع إلى بذل قصارى جهودنا لأعادة عملية السلام في الشرق الأوسط مرة أخرى إلى مسارها الصحيح من أجل تحقيق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة ، بما في ذلك الشعب الاسرائيلي " . وقالت الصحيفة البريطانية أن مرسى أشار بشكل ملحوظ إلي المخاوف الأمنية الإسرائيلية في محاولة واعية منه لمعالجة قضية الامن والسلام التى بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل ، قد أكد مرارا وتكرارا بانها يجب أن تكون العامل الحاسم الذي تقوم عليه اتفاق سلام مع الفلسطينيين . وأشارت الصحيفة أن جماعة الاخوان المسلمين فى مصر هى مرتبطة رسميا بحركة حماس المسلحة التي ترفض الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود وعلى الرغم من أن خطاب السيد مرسي كان دقيقا فى الاشارة الى " الشعب الاسرائيلي " بدلا من البلد نفسها , الا انه كلماته تهدف بوضوح الى الطمأنة . وقالت الصحيفة انه مع قول الرئيس مرسي انه لن يلغي معاهدة السلام المصرية مع اسرائيل , لكنه فى نفس الوقت أقام توازنا مع هذا الموقف عن طريق تخفيف دعم مصر للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة ، التي تسيطر عليها حركة حماس . كما انه ايضا كان يجتمع بشكل منتظم مع قادة حماس . اسوشيتد برس : الخلاف أكد على الطبيعة الحساسة للعلاقات المصرية الإسرائيلية ويلقى الضوء على الفوضى في الحكومة المصرية الممزقة . دايلى تليجراف : رسالة مرسى هى رسالة طمأنة ولفتة غير متوقعة تمثل ردا على المنتقدين الذين توقعوا أن جماعة الإخوان المسلمين سوف تتخلى عن معاهدة السلام المصرية مع اسرائيل .