نشر معهد أبحاث امنية إسرائيلى يدعى "اى ان اس اس" تقريراً يناقش الفوضى التي تسود الداخل السوري والتى باتت تتسرب الى لبنان وتثير فيه التوترات السياسية وبوادر اعمال العنف بين مؤيدي نظام بشار الاسد وفي مقدمتهم حزب الله وبين المجموعات السنية المناصرة للمعارضة السورية، فحزب الله الذي بات يفقد سنده السوري يعيش حالة من الضائقة والتحير بين واجب مساعدة دعامته الاستراتيجية وهي نظام بشار الاسد، وبين الحفاظ على مكانته المركزية على الساحة اللبنانية، وفي ظل هذا الواقع المعقد والضغوط الايرانية يقدر الخبراء ان يبادر حسن نصرالله زعيم هذه المنظمة الى خوض مغامرة عسكرية جديدة ضد اسرائيل الامر الذي قد تكون له انعكاسات جمة على المنطقة بأسرها. ووفقا لما يقوله تقرير معهد الأبحاث الأمنية الاسرائيلي الذى يضم خبراء اقتصاديين كبار ومسؤولين سابقين في الاجهزة الامنية الاسرائيلية المختلفة، فان مواجهة اخرى بين حزب الله واسرائيل قد تجلب على لبنان عواقب اقسى بكثير مما كان قد شهدها عقب الحرب الاخيرة عام 2006، ويقدر الخبراء حجم الخسائر المادية المباشرة وغير المباشرة التي تكبدها لبنان خلال حرب 2006 في البنى التحتية العامة والخاصة وفي سوق العقارات , ب-5,5 مليار دولار. كما انخفض الناتج المحلي الخام فيه خلال ذلك العام ب %10 . ومن مجمل هذا المبلغ تقدر الاضرار التي لحقت في فرع السياحة فقط بملياري دولار. وأشار الباحثون الى ان انعاش الاقتصاد اللبناني منوط بشكل مطلق بالمساعدات الخارجية والدليل على ذلك هي نتائج مؤتمر الدول المانحة الثالث الذي عقد في باريس عام 2007 والتي لم تلب الا جزءا من احتياجات الاقتصاد اللبناني، ويرى الخبراء انه نظرا للازمة الاقتصادية العالمية الحالية وللأوضاع الاقتصادية المتردية في ايران التي تخضع للعقوبات الدولية فان الاقتصاد اللبناني سيواجه صعوبة جمة في الانتعاش بعد وقوع مواجهة جديدة. واعربت مصادر اقتصادية لبنانية عن خشيتها من وقوع تدهور امني او تصعيد خطير، الامر الذي قد يسفر عن تدمير الاقتصاد اللبناني كليا. Comment *