"ذا تايم": العسكري يدير "عرضا" من خلف الكواليس.. والإخوان سيعقدون توافقا طويلا معه لعزل القوى العلمانية

طرحت صحيفة "ذا تايم" البريطانية تساؤلات بعد فوز مرسي بالرئاسة، هل يمكن للإسلاميين في مصر بعد فوزهم أن يحدثوا اختلافا في الأمور السياسية؟ وكيف ستتعامل الجماعة مع كل هذه السلطات التي يحوزها الجيش؟
واعتبرت الصحيفة أن تعبئة ميدان التحرير بهذه الحشود الهائلة من مؤيديها، واحتفالهم بخبر فوز مرشحهم يعد تحولا مذهلا في التاريخ المصري، فالجماعة حظرها النظام طويلا، وتأثيرها كان مقيدا، وكان المرشحون "المستقلون" يظهرون في الفضاء السياسي بإذن من النظام، وعلى الرغم من كل ذلك ترى الصحيفة أن هذا النصر الذي أحرزه الإخوان محدود.
وأضافت:"فعلى الرغم من الأصوات التي حصدها الإخوان في انتخابات الأسبوع الماضي، إلا أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يحكم البلاد فعليا منذ سقوط مبارك في فبراير الماضي، هو المشرف على عملية كتابة دستور جديد للبلاد، والذي اعتبرته الصحيفة "العنصر الحاسم" في الديمقراطية المصرية، إضافة إلى قرار المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان الذي يسيطر عليه جماعة الإخوان، وأصبح للجيش الحق في إدارة البلاد بالأحكام العرفية حتى يتم كتابة دستور جديد.
وقالت الصحيفة أن المجلس العسكري قد مارس قوته وألمح إلى الفريق أحمد شفيق بأنه المنتصر في الانتخابات الرئاسية، ولكن الصحيفة رأت أنه كان من الصعب أن يمضي "العسكري" في إنجاح شفيق، لأن أرقام مرسي شهد بها عدد من المراقبين، وكذلك ما عرف عن الجماعة من الدقة في فرز الأصوات الخاصة، إضافة إلى أن العسكري سيكسب كثيرا من التعامل مع الإخوان، وربما كانت الجماعة في الماضي ضحية للنظام وعدوة للجيش، ولكنها تعلمت أن تنحني حتى تمضي سياسيا إلى الأمام.
وقالت "ذا تايم" البريطانية إن مرونة الجماعة وظهور عدالة ديمقراطية في انتصار قوة معارضة في الانتخابات الرئاسية، تمكن الجيش من كسب المزيد من الوقت لصياغة المجلس العسكري هذا النوع من من شكل الدولة الذي يحافظ على امتيازات الجيش ومكانته في المجتمع.
ورأت الصحيفة أنه لا يزال هناك وقت طويل نقضيه في الانتظار، وربما تكون هناك فرصة للإخوان والعسكر لإقامة تسوية مؤقتة.
من جهة أخرى تستبعد الصحيفة أن يعيد مرسي ديكتاتورية مبارك في الحكم، فهو يمتلك ما يكفي لعمل إصلاحات اجتماعية، وذلك لخلفيته العلمية فهو حاصل على دكتوراة في العلوم من جامعة جنوب كاليفورنيا.
وختمت الصحيفة تقريرها بما ذكرته أبيجيل مراسلة "ذا تايم" في القاهرة والكاتب توني كارون في العدد الأخير من الصحيفة، أن المجلس العسكري– على الرغم من الثقل السياسي للجماعة – يدير عرضا من خلف الكواليس لشهور، ولكنه الآن يقول أنه منفتح على تغيير قواعد اللعبة في السلطة بما في ذلك مهام الرئيس. وربما الإخوان لهذا يودون أن يستمروا في دورهم طويلا ويعزلون القطاعات العلمانية عن المجتمع المصري الذين يحاولون أن يثيروا الناس مرة أخرى باسم الثورة، وتكمل أبيجيل وتوني أن المجلس العسكري لايشعر بأي تهديد يأتيه من قبل آلاف قليلة من المحتجين في التحرير.
Comment *