تباينت توقعات المحللين الفلسطينيين حول اثر نتائج انتخاب مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي رئيسا لجمهورية مصر على قضية المصالحة الفلسطينية الفلسطينية. وتوقع المحلل السياسي هاني المصري المقيم في رام الله ان يعمل الرئيس مرسي "على الضغط على حركة حماس لتكون اكثر اعتدالا." وقال المصري لرويترز "الخطاب العقلاني الهادئ الذي القاه الرئيس محمد مرسي وتاكيده على حرصه على الاستقرار الاقليمي والحفاظ على المعاهدات والعلاقة مع الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي وبالتالي سيكون ناصحا لحماس بالاعتدال والانضواء في الشرعية. واضاف "ربما تقول حماس انها بحاجة الى فترة لتحقيق انجازت ولتحقيق المصالحة من موقع قوة. ولكن هناك في حماس من يدرك انه ممكن ان تكون مطمئنة ليس كما كان في السابق باعتبار ان جارها حليف لها ولذلك ابداء اي مرونة لن يعني خسارة كبيرة." وتعهد الرئيس المصري المنتخب بالحفاظ على معاهدات مصر الدولية وقال في خطاب له بعد اعلان فوزه بساعات قليلة "سنحافظ على المعاهدات والمواثيق الدولية. لقد جئنا للعالم برسالة سلام." وأضاف أن مصر برئاسته ستحافظ على "الالتزامات والاتفاقيات المصرية مع العالم كله." وترفض حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة الاعتراف باسرائيل التي وقعت معها منظمة التحرير الفلسطينية اتفاق سلام مرحلي المفترض ان يؤدي في النهاية الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع اسرائيل. وتختلف رؤية المحلل السياسي طلال عوكل مع قاله المصري وكتب في مقال له بجريدة الايام في عددها الصادر اليوم "واقعيا فان حركة حماس التي تشكل الفرع الفلسطيني لجماعة الاخوان المسلمين تستند الى مصر القوية الكبيرة قائدة الامة العربية والى عدد من الانظمة العربية تمتد من قطاع غزة حتى نواكشوط وكلها عدا الجزائر تقودها حركة الاخوان المسلمين." واضاف "هذا المدد يمنحها قوة جديدة يؤهلها للدخول في منافسة قوية وفعلية مع منظمة التحرير الفلسطينية على مسالة التمثيل الفلسطيني وعلى القرار الفلسطيني عموما." وفيما يرى المصري ان فوز مرسي "سيعزز التيار المعتدل في حركة حماس بقيادة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل الذي وقع على اتفاق المصالحة مع عباس في الدوحة"، قال عوكل "في المدى القريب نستيطع القول ان المصالحة الفلسطينية قد اصبحت فعليا في خبر كان وان الاتفاقيات السابقة التي تتعلق بهذا الملف وتمت صياغتها في ظروف مختلفة لم تعد صالحة في الظروف الجديدة." وأضاف "اكتسبت حركة حماس قوة كبيرة استراتيجية من شانها ان تقلب التوازن الداخلي لصالحها ما يجعلها متطلبة اكثر ولا تستعجل مصالحة لا تؤمن لها السيطرة على القرار والمؤسسة الفلسطينية." ودعا المصري الى عدم "المبالغة لان السلطة لن تكون في يد مرسي لان المجلس العسكري محتفظ بمعظم السلطة بالتالي المبالغة... في هذا الموضوع" خطأ. وتابع "الان اصبح الموضوع (المصالحة) فلسطيني اكثر من اي وقت مضى لان مصر منشغلة. ونصائح مرسي لحماس ستكون الاعتدال وانا اميل الى ان حماس ستكون اكثر مرونة." ورحبت حماس أمس بفوز مرشح جماعة الاخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية بمصر قائلة ان نجاح مرشح الجماعة التي تشاطرها عقائدها من شانه ان يساعد القضية الفلسطينية. وبعث الرئيس الفلسطيني محمود عباس ببرقية تهنئة الى محمد مرسي بعد اعلانه رسميا رئيسا لمصر جاء فيها "اننا ندرك حجم المسؤوليات والمهام التي تضطلعون بها والملقاة على كاهلكم ونتمنى لكم التوفيق في كل ما من شانه خدمة قضايا شعبكم والحفاظ على مكتسباته ومنجزاته التاريخية وخدمة قضايا امتنا في مقدمتها القضية الفلسطينية." واضاف في نص البرقية التي بثتها وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية "مؤكدين لكم تطلعنا الى مواصلة العمل المشترك في كل ما من شانه خدمة مصالح شعبينا اللذين تجمعهما اواصر اخوية متينة وخدمة قضايا امتنا العادلة وبما يحقق اهدافها السامية." واعربت صحيفة القدس واسعة الانتشار في افتتاحية عددها الصادر اليوم عن املها "ان تستعيد مصر بقيادتها الجديدة دورها الرائد عربيا واقليميا ودوليا وان تكون سندا كما عودتنا دوما للشعب الفلسطيني ونضاله العادل من اجل الحرية والاستقلال." واضافت "كما نامل ان تواصل مصر جهودها الدؤوبة من اجل اكمال المصالحة الفلسطينية خاصة وانها لعبت جهودا كبيرة في التوصل الى اتفاق القاهرة ويمكنها اليوم ان تسهم في تسريع تطبيق اتفاق المصالحة لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني والامتين والعربية والاسلامية." واختتم عوكل مقاله "في كل الاحوال ليس لنا الا ان ننتظر من الاخوان المسلمين في مصر المبادرة لتنفيذ السياسات والشعارات والاهداف التي رفعوها في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي الذي ينتهك الحقوق العربية والفلسطينية وان غدا لناظره قريب." Comment *