ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن أمريكا تريد إخراج الأسد بمساعدة روسية، وقالت الصحيفة الأمريكية أن أوباما دفع لرحيل بشار الأسد في إطار مقترح للتحول يشبه ما حدث في اليمن الدولة التي مزقتها الصراعات. وتدعو الخطة إلى تسوية سياسية تفاوضية ترضي جماعات المعارضة السورية، ولكنها يمكن أن تترك بقايا حكومة الأسد في مكانها، وهذا الهدف هو نوع من التحول الذي حدث في اليمن، وذلك بعد شهور من الاضطرابات العنيفة، وحينها وافق الرئيس علي عبد الله صالح على التنحي وسلم السلطة إلى نائبه عبده ربه منصور هادي وهذا الاتفاق رتبه جيران اليمن العرب، ونظر إلى هادي كزعيم للمرحلة الانتقالية. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن نجاح الخطة يتوقف على روسيا، التي تعتبر واحدة من أقوى حلفاء الأسد، والتي تعارض إبعاده بشدة. في العام الماضي، وقفت روسيا ضد مجلس الأمن في اتخاذ أي إجراء ضد الأسد، بحجة أن ذلك قد يؤدي إلى الإطاحة به، ويلقى المصير الذي تعرض له القذافي، الذي قتل، أو حسني مبارك الذي سجن وقدم للمحاكمة، وأضافت الصحيفة أن روسيا تواجه ضغوطا دولية مكثفة لاستخدام نفوذها في التوصل إلى الإطاحة بالأسد، بينما عمليات القتل في سوريا مستمرة بلا هوادة، بما في ذلك المذبحة التي راح ضحيتها أكثر من 90 شخصا في قرية بالقرب من مدينة حمص، والتي أبلغها مسئولون في الأممالمتحدة يوم السبت. وقالت "نيويورك تايمز" أن المثال اليمني بات يناقش على نطاق واسع في موسكو، لدرجة أن بات يعرف بالمصطلح الروسي "خيار يمينيسكي". ونقلت الصحيفة عمن وصفتهم بمسئولين في إدارة أوباما أن الرئيس الأمريكي سيضغط على هذا الاقتراح أثناء اجتماعه في اللقاء المرتقب مع الرئيس فلاديميير بوتين في روسيا الشهر المقبل وهو أول اجتماع لهما منذ عودة بوتين إلى منصبه القديم 7 مايو، وأثار توماس دونيلون مستشار أوباما للأمن القومي هذه الخطة في لقاءه مع بوتين في موسكو قبل ثلاثة أسابيع.وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأسبوع الماضي قال مسؤولون أمريكيون في اجتماع كامب ديفيد أن أوباما عندما أظهر هذا المقترح مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفديف، أبدى تقبلا وألمح إلى أن روسيا تفضل هذا الخيار بالنسبة إلى التحولات الأخرى في الاضطرابات العربية، وضرب مثالا على ذلك بمبارك المسجون الآن. وخلال الاجتماع كشف مسئول طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المناقشات، أن الرد الروسي جاء بنعم على المثال اليمني كشيء يمكننا التحدث بشأنه. وتخشى روسيا في منطقة مضطربة تعاني من الانتفاضات السياسية أن تفقد سوريا آخر معاقل نفوذها، والحليف الرئيسي لموسكو في الشرق الأوسط والتي تضم قاعدة بحرية روسية واستثمارات ممتدة في النفط والغاز، وهي شريك تجاري رئيسي ومشتري رئيسي للأسلحة الروسية. ونقلت الصحيفة عن ديمتري سيمويز خبير روسي ورئيس مركز المصلحة الوطنية في واشنطن "تنظر روسيا إلى الأسد كمسئولة عنه". وأضاف "ولكن بوتين لا يرغب برؤية عملائه تطيح بهم الولاياتالمتحدة الواحد تلو الآخر، ويرى الأسد من عملائه"ويقول مسئولون أمريكيون أنهم على استعداد لطمأنة نظرائهم الروس أن موسكو ستكون قادرة على الحفاظ بعلاقاتها الوثيقة في سوريا بعد الأسد، ونقلت الصحيفة عن أحد المسئولين رفض الكشف عن هويته "نحن ندرك أن روسيا تريد أن يكون لها نفوذ مستمر في روسيا" وأضاف المسئول الأمريكي "من مصلحتنا استقرار الوضع وليس القضاء على النفوذ الروسي"وقال روبرت مالي، مدير مجموعة الأزمات الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "بالنسبة لواشنطن، الجانب الأكثر أهمية في نموذج اليمن بالنسبة إلى واشنطن فرضيته القائلة منذ البداية بخروج بشار الأسد، ومن جانب روسيا فإن الأكثر أهمية فيه إقرار عملية تدريجية جدا، تحافظ على البنية الأساسية للنظام وألا يطرد بشار الأسد بشكل غير رسمي". وكان مالي مؤخرا في موسكو لإجراء محادثات حول سوريا وقال أنه لا يوجد فجوة لا يمكن تجاوزها في الاتفاق حول هذه الخطة. وقال مشككون أن انفتاح روسيا على نموذج اليمن لا تقف وراؤه رغبة روسيا بالإطاحة بالأسد على قدر رغبتها في إحباط أي تحرك عسكري تقوده الولاياتالمتحدة ضد بشار. وقالت كارول بوجارت نائب المدير التنفيذي لهيومن رايتس ووتش "هناك حالة متجذرة من العداء لأمريكا في قلب كريملن بوتين" وأضافت بوجارت الذي ناقش أيضا خيار اليمن مع مسؤولين روسيين "عندما ينظرون إلى اقتراح يريده الأمريكيون، يمكن أن يصبح بشكل تلقائي أقل من المرغوب فيه للروسيين"وقالت مع غيرها من نشطاء حقوق الإنسان أن الخطة تستحق المحاولة، حتى لو أن كل الاحتمالات تشير ضد تأييد روسيا للخطة، أو قبول الرئيس الأسد.وذكرت الصحيفة أن مثل هذا الاتفاق إن حدث سيساعد على تحسين مظهر العلاقات بين واشنطنوموسكو، وأنها ليست منقطعة تماما، وذلك بعد تخلف بوتين عن مجموعة قمة الثمانية التي استضافت أوباما، واعتبرت هذه الخطوة من قبل روسيا صفعة لإدارة أوباما. ونقلت "نيويورك تايمز" عن العديد من الخبراء قولهم، أن وضع سوريا واليمن مختلف تماما، ففي اليمن أبقى صالح قبضته على السلطة لثلاثة عقود عن طريق التوفيق بين المصالح المتنافسة من خلال نظام معقد من الدعم، وعندما انهارت سلطته، كان هناك منصب نائب رئيس،السيد هادي، الذي كان قادرا على فرض سيطرته على قوات اليمن الأمنية المنقسمة مما جعل منه زعيما موثوقا به – على حد وصف نيويورك تايمز – في المرحلة الانتقالية. ولكن وضع سوريا كما رأت الصحيفة على النقيض من ذلك، حيث يشرف الأسد على الجهاز الأمني للدولة وسط مخاوف الطائفة العلوية الأقلية من أنه إذا تم طرد عائلته فإنها ستواجه إبادة على أيدي الأغلبية السنية، وهذا ما أبقى الحكومة متماسكة بشكل ملحوظ، وندرة الانشقاقات العسكرية، وستجعله يغادر في موقف أكثر أمانا من صالح، وأضافت الصحيفة أن مسئولين أمريكيين ذكروا أنه لا يوجد مرشح واحد يحل محله إذا غادر السلطة.ونقلت "نيويورك تايمز" عن أندروجيه تايلر خبير في شؤون سوريا في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قوله"إن نظام الأسد محصن ضد هذه الأنواع من الانقسامات" وأضاف "وهذا أحد الأسباب الذي يجعل من الصعب القضاء على هذا النظام" Comment *