* سيطرة شعارات الانفصال, وضعف شعارات الوحدة في استفتاء .. والمعارضة تتخوف من فتح الباب لدعوات جديدة للانفصال. كتب – علي خالد : انتقد تقرير جديد أصدره ائتلاف “مراقبون بلا حدود” حول الحملة الإعلامية للتوعية بإجراءات استفتاء تقرير المصير لجنوب السودان, الأسلوب الذي أدار به النظام السوداني الحملة, واصفة إياه بأنه أسلوب دعائي اعتمد على شعارات التعايش والوحدة دون تقديم مبررات لإقناع الناخبين بضرورة الوحدة. ورأى التقرير الذي جاء تحت عنوان “نهر الوحدة ينحصر تدريجياً أمام بحر الانفصال” أن الحملة التي نظمها الجنوب حققت نجاحا كبيراً نظراً لاستخدامها شعارات قوية تؤكد ضرورة الاتجاه للانفصال بسبب عدم عدالة الحقوق والمساواة بين شعب السودان. واعتبر التقرير أن حملات التوعية اتسمت بالضعف والخلل وارتبطت فقط بالخطاب الحزبي من دون أن تقدم مبررات حياتية قوية لإقناع المواطنين السودانيين بضرورة الوحدة. وأكد التقرير فشل الحملة الدعائية في طمأنة المواطنين حيال القضايا العالقة بين شريكى الحكم والأوضاع الجديدة التي ستظهر داخل السودان في حال الانفصال, وخصوصاً قضايا المواطنة والجنسية وتلقى الخدمات لأبناء الجنوب المقيمين في الشمال وكذلك أبناء الشمال المقيمين في الجنوب ، وطريقة حمايتهم والحفاظ على حقوقهم وممتلكاتهم ووظائفهم. وأوضح التقرير أن الحملات لم تهتم بالقضايا الجوهرية المترتبة على الاستفتاء سوى في الأيام الأخيرة, واقتصرت فقط على تأكيدات الرئيس السوداني عمر البشير وسلفا كير رئيس حكومة الجنوب بتوفير الحماية المتبادلة لسلامة المواطنين السودانيين, وعدم اتخاذ أية إجراءات ضدهم في الشمال أو الجنوب. وأرجع التقرير السبب وراء هذا التجاهل إلى انشغال مفوضية الاستفتاء والحزبين الرئيسيين بالعمل على التوصل لاتفاق حول الخطوات اللازمة لضمان إجراء الاستفتاء في موعده, ومحاولة تجاوز العقبات اللوجستية والتنظيمية التي تحول دون ذلك . وكشف التقرير عن وجود ثلاثة اتجاهات مختلفة للسياسيين السودانيين حيال قضية الاستفتاء, الأول هو اتجاه الحزب الحاكم الذي يتبنى خيار الوحدة مع إظهار تقبله لخيار الانفصال, والثاني هو اتجاه قادة الجنوب الذي يؤكدون رغبتهم في الانفصال وتأسيس دولة جديدة, والثالث وهو موقف قوى المعارضة السياسية والقيادات الدينية التي أكدت رفضها للاستفتاء معتبرة أنه سيفتح الباب لدعوات جديدة للانفصال في المناطق الملتهبة بدارفور وجنوب كردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق والتي تشهد صراعات مسلحة ساخنة وتطبق بروتوكول المشورة الشعبية الذي طبق في جنوب السودان والذي يتيح تحديد المصير عن طريق المجلس التشريعي الولائى، والدخول في مفاوضات على ثلاث مراحل للحصول عليها، وفي حالة عدم التوصل لحل يتم أحالتها إلى مجلس الولايات للتفاوض مع الحكومة، وعند فشلها يتم التوجه لطرف خارجي لتوقيع أتفاق للانفصال.. ولفت التقرير إلى استخدام الرئيس السوداني عمر البشير خطاب إعلامي وسياسي يجمع بين تمسكه بوحدة السودان، وتقبله لخيار الانفصال إذا اختاره أبناء الجنوب، وتعهده بمساعدة الجنوب إذا اختار الانفصال، والحفاظ على علاقات جيدة وحسن جوار معه، في حين حرص سلفا كير رئيس حكومة الإدارة الذاتية بجنوب السودان على استخدام شعار تقديم أبناء الجنوب لتضحيات كثيرة في الحرب ورغبتهم في الانفصال. من جهة أخرى, انتقد التقرير الدور الذي لعبته وسائل الإعلام خلال الحملة, مؤكداً أنها فشلت في شرح تداعيات وأخطار الانفصال أو الوحدة للمواطنين بالقدر الكافي، واعتمدت فقط على نشر تصريحات السياسيين والوزراء دون بذل مجهود كاف في تبنى سياسات إعلامية تدعم أي من التوجهات. ويأتي هذا التقرير قبل يوم واحد من انتهاء الحملة الإعلامية للتوعية بإجراءات الاستفتاء والتي بدأت منذ 3 من نوفمبر الماضي. مواضيع ذات صلة 1. مساعد للرئيس السوداني : انفصال الجنوب صار مرجحا 2. القنصل العام السوداني بأسوان :لاعودة لخيار الحرب في حالة انفصال الجنوب.. 3. البشير في جوبا: سنحزن عند انفصال الجنوب لكننا سنسعد لو حققنا السلام بين الدولتين 4. مراقبون بلا حدود : تعديل 6 ألاف اسم بكشوف الناخبين في السودان قبل استفتاء الجنوب 5. مراقبون بلا حدود: حكومة جنوب السودان تستعد لإعلان الدولة وتضع تصور لدستور انتقالي