يشهد اليوم حملة تضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وذلك في عدة دول عربية وأوربية ،والتي فاقت أشكال التضامن فيها نظيرتها العربية، ففي أسبانيا تشهد الساحات الرئيسية في مدريد حشود غفير منذ عدة أيام للتظاهر من اجل قضايا عامة مثل التصدي لخطط التقشف الاقتصادي والبطالة وغيرها وتصدرتها حركة "احتلوا" المناهضة للرأسمالية، والتي خصص الناشطين فيها اليوم من أجل التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام، حيث شارك أكثر من 30 ألف متظاهر في مسيرة دعت إليها شبكة التضامن مع فلسطين (RESCOP)، والتي تضم أكثر من 50 منظمة حقوقية والتي وزعت بياناً على وسائل الأعلام نددوا فيه بسياسات إسرائيل القمعية، وشهدت المسيرة بين ساحتي ثيبليس وسل رددوا خلالها الهتافات المعادية لإسرائيل والتفرقة العنصرية التي تمارسها ضد الفلسطينيين ورفعوا علم فلسطين بطول المسيرة التي شهدت مشاركة أفراد من الجاليات العربية في أسبانيا على رأسها الجالية الفلسطينية. عربياً دعت اللجنة المركزية لحركة فتح لحملة تضامنية مع الأسرى وذلك بإعلان اليوم الاثنين يوم صوم، وليكون بداية فعاليات ذكرى النكبة. وفي غزة قامت بعض الحركات الشبابية بتعطيل جزئي لعمل المؤسسات الدولية العاملة في القطاع مثل مقر الأممالمتحدة وذلك لإلقاء الضوء على معاناة الأسرى. في فلسطينالمحتلة شهدت المدن الرئيسة إغلاق معظم المطاعم المملوكة للفلسطينيين تضامناً مع الأسرى، وبدأ عدد من الطلاب في الجامعات الإسرائيلية بعمل حملة تنديد ضد ممارسات الدولة الإسرائيلية القمعية، وذلك من خلال اللافتات والصور فشهدت جامعة تل أبيب انتشار للطلاب العرب واليساريين وهم يحملون عبارات التضامن مع إضراب الأسرى وكتابة مطالبهم على لافتات حملوها اليوم أثناء اليوم الدراسي، وهو ما أثار حفيظة السلطات الأمنية الإسرائيلية والتي تستعد لمواجهة الفعاليات التي تقام كل عام في ذكرى النكبة. وفي لبنان قام ناشطين سياسيين ومواطنين بنصب خيام إضراب للتضامن مع الأسرى في مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان، والقيام بمسيرات وتظاهرات داعمة لهم. وفي الأردن الذي يقبع بعض من مواطنيها في سجون الاحتلال تظاهر عدد من ذوي الأسرى أمام الديوان الملكي الأردني للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم، والذين يشاركوا في الإضراب مع نظرائهم الفلسطينيين والعرب، أيضاً أحتشد مئات من الأردنيين أمام السفارة الأمريكية احتجاجا على السياسات الأمريكية الداعمة لسلوك إسرائيل القمعي تجاه الأسرى . وفي مصر دعا نشطاء سياسيون وحقوقيون إلى وقفة احتجاجية وإضراب تضامني غداً أمام مقر جامعة الدول العربية، بجانب إقامة سلاسل بشرية ممتدة من ميدان التحرير حتى مقر الجامعة، وتأتي هذه الفاعلية كبداية لعدة فعاليات أخرى تقيمها قوى سياسية وحركات شبابية في ذكرى النكبة. إضراب الأسرى الذي تحول لإضراب جماعي منذ 28 يوم يسعى لتحقيق أهداف منها إتاحة الحق في التعليم و إنهاء سياسة العزل الانفرادي والكف عن منع الزيارات أو تحديدها والسماح بإدخال الصحف والكتب والملابس وتحسين العلاج الطبي للمرضى والمصابين والتوقف عن العقاب الجماعي بفرض الغرامات المالية والحرمان من شراء المواد الغذائية، وإنهاء الاعتقال الإداري وهو الهدف الأهم والذي بدء كلا من الأسيرين المحررين خضر عدنان وهناء الجلبي تحقيقه، ولحق بهما عدد أخر من الأسرى على رأسهم ثائر حلاحلة وبلال ذياب الذين دخلا اليوم يومهم 78 في الإضراب عن الطعام ليكسروا الرقم القياسي في إضراب الأسرى السياسيين على مستوى العالم والتي حذرت جهات طبية محايدة من أنهما دخلا طور الاحتضار، وذلك وسط تجاهل متعمد من السلطات الإسرائيلية لإدخالهم المستشفيات. ووسط استنكار فلسطيني للموقف الرسمي الصادر عن السلطة الفلسطينية تجاه قضية الأسرى، دشنت عدد من الحركات السياسية والشبابية فعاليات في الضفة والقطاع تضامناً مع الأسرى، وليدخل بعض المضربين طوعاً من ذوي الأسرى والمتضامنين معهم يومهم ال22 وانتقال بعض منهم إلى المستشفيات وسط إصرار على إكمال الإضراب. وتخشى السلطات الإسرائيلية من حدوث موجة من العنف ستعقب وفاة أي أسير مضرب، وهو ما حذرت منه صحيفة هآرتس اليوم، وذكرت أن السلطات الأمنية في إسرائيل تخشى وقوع أحداث عنف خاصة مع التزامن مع ذكرى النكبة. وشهدت الأيام القليلة الماضية توسط مصر من أجل إنهاء إضراب الأسرى، والذي تضاربت الأنباء بشأن التوصل الاتفاق لإنهاء الإضراب، وهو ما ردت عليه اللجنة المركزية للإضراب بأن الأسرى لن ينهوا إضرابهم إلا عند تحقيق مطالبهم، ومن المتوقع أن تتم مناقشة البنود التي أتفق عليها بالوساطة المصرية اليوم أو غداً، وعلى الرغم من ذلك بدأت سلطات الأمن الإسرائيلية في تضيق الخناق على الأسرى المضربين، والذي من ضمنهم 63 أسيراً مصرياً، تدور حولهم مفاوضات منفصلة بين الجانب المصري والإسرائيلي، وقد نشرت يديعوت احرنوت أمس أن صفقة تبادل وشيكة ستحدث بين مصر وإسرائيل، تفرج بمقتضاها مصر عن الجاسوس عودة الترابين مقابل الإفراج عن الأسرى المصريين في السجون الإسرائيلية، وهو ما نفته وكالة معا على لسان مصادر مصرية وصفتها بالمطلعة، أن الصفقة جمدت في الوقت الحالي نظراً لتعنت الجانب الإسرائيلي وخاصة في مسألة زيادة عدد القوات المصرية في سيناء. Comment *