بداية لن يحصل أبو الفتوح على صوتي في الانتخابات القادمة، فصوتي إما أنه سيذهب إلى حمدين صباحي أو خالد علي. ومع هذا أقول للإنصاف إن ثمة أسباب تدفعني لمؤازرة أي ممن سوف يعطونه صوتهم شرط ألا يبرروا ذلك بالادعاء أن أبو الفتوح ليس إخوانيا، أو أنه ليس إخوانيا بما يكفي لنرفضه، أو أنه إسلامي وسطي، أو أي من هذه المبررات الشائعة والمضللة. عن نفسي أدعم التصويت لأبي الفتوح لأنه الأكثر قربا من الفوز في الانتخابات ضمن الفريق الذي يجب على الثورة مساندته وهو فريق يضم صباحي وعلي والحريري وبسطويسي، ولأنه من الصحيح أن جولة الإعادة لن تكون بعيدة عنه هو وأحد الفلوليْن (موسى وشفيق) وعن الإخوانجي محمد مرسي، وعليه فإن التصويت له قد يزيح أحد هؤلاء الثلاثة الذين لو وصل واحد منهم للرئاسة فقل على الثورة السلام. ثانيا فإن أبو الفتوح الأكثر اعتدالا بين مرشحي الأصولية الدينية: مرسي والعوا والأشعل، فعلى الأقل ليس ضمن مشروعه "إعادة الفتح الإسلامي لمصر من جديد/مرسي" وليس ضمن مشروعه "فرض الجزية على المسيحيين (النصارى الكفار)/ العوا" وليس ضمن مشروعه قطع أيدينا وأرجلنا من خلاف لأننا نحب أم كلثوم. ثالثا فإن أبو الفتوح استطاع عن حق أن يجمع خلفه عددا من الأشخاص الذين لم يكن من الممكن جمعهم في جملة واحدة مثل حمدي قنديل وعبد المنعم الشحات، بلال فضل وياسر البرهامي، فضلا عن ائتلاف شباب الثورة والجماعة الأصولية الجهادية (الجماعة الإسلامية بأسيوط). رابعا فإن أبو الفتوح حسب ما توفر لي من معلومات قد رفض أي التزام تجاه السلفيين الذين قرروا دعمه، فيما وافق في وقت مبكر جدا على التحالف مع محمد البرادعي رغم أن هذا الموقف بحد ذاته كان يمكن أن يطيح بآماله في الرئاسة بسبب التدليس الذي مارسه الإسلاميون(!) ضده طوال سنوات، فضلا عن مواقفه الجيدة قبل سنوات من الثورة من قبيل حضوره عيد ميلاد نجيب محفوظ ورفضه لأية وصاية على نشر رواية أولاد حارتنا. خامسا فإن أبو الفتوح كان وما زال من الشخصيات العامة التي يمكنها دخول ميدان التحرير في أي وقت دون أن يشتمه الثوار ويطردونه مثل العوا وموسى وغيرهم. وهو أيضا لم يتاجر يوما بإصابة ابنه في أحداث مجلس الوزراء. حتى بقاء أبنائه وزوجته في الجماعة لا أحسبه نقطة تدينه كما يقول البعض ولكنها نقطة في صفه لأنه في النهاية لم يفرض موقفه من الجماعة على أحد منهم. سادسا فإن أبو الفتوح واحد من قليلين ضمن المرشحين الرئاسيين الذين قدموا برنامجا رئاسيا جيدا، ولو أن الخلاف سيظل قائما حول تمسكه بالاقتصاد الحر كفلسفة حاكمة لبرنامجه الاقتصادي. سابعا فإن أبو الفتوح لم يكذب يوما بشأن ما يخص علاقته بالإخوان، فقد أكد مرارا أنه إخواني حتى النخاع حتى ولو فُصل إداريا من الجماعة، وحتى بعد الثلاثة الأشهر التي خفضت من شعبية الإخوان في الشارع المصري فإنه لم يتبرأ من الجماعة ولا من أفكارها، رغم أن التبرأ منها كان ليزيده شعبية في صفوف المصريين الكارهين للجماعة حتى من بين غير المؤدلجين. ومع كل هذا فلن أمنحه صوتي لأسباب أهمها أنه يظل رغم كل شيء مندوبا عن الإسلام السياسي حتى ولو بشكل غير رسمي، فيما قدم حمدين صباحي نفسه منذ انتخابات 2005 باعتباره صاحب مشروع وطني يخص المصريين كلهم، وهو الأكثر تمثيلا للدولة المدنية التي نرجوها فيما سيظل مفهوم الدولة المدنية عند أبو الفتوح ملتبسا وواقعا في شرك الأصولية الدينية. ومع هذا أيضا فأنا أتعهد أن أمنح صوتي لأبو الفتوح حال إعلانه قبل الرئاسة خصومته للأصولية الدينية وتعهده بتأسيس جمهورية جديدة على أساس مدني مؤسساتي لا وصاية عليها من رجال الدين ولا مرجعية لها غير إرادة الشعب.. والله والوطن من وراء القصد. #222222;" Comment *