رد المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم جماعة الدعوة السلفية، على الرسالة التي نشرها د. محمود غزلان، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، حول دعم الدعوة للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ورفضها دعم د. محمد مرسي، مؤكداً أن انتماء مرشح في سباق الرئاسة للإخوان "يعد عيباً انتخابيا وليس ميزة". وقال الشحات:" يبدو أن الدكتور غزلان لم يستمع كلامي جيداً وإنما نقل له ملخص منه، وكما أننا لم نهتم للاتهامات التي وجهت لنا بالتبعية عندما هممنا بتأييد المهندس خيرت الشاطر، فكذلك لن نعير اهتماما للاتهامات التي وجهت لنا بالحزبية عندما لم نؤيد د. محمد مرسي، خاصة أننا أيدنا شخصاً ليس منا". وحول ما ذكره غزلان في رسالته دفاعا عن مرسي، من أن "الأنبياء أيضا تعرضوا للإستهزاء من المشركين"، قال الشحات:"هذا غير وراد في سباق انتخابي، والدعاة مازالوا في مهد الدعوة بحيث يكون الرافضون لهم أكثر مِن المؤيدين يجب عليهم أن يصبروا على دعوتهم، وليس من الحكمة حينئذٍ أن يسعوا إلى الحكم أصلاً، فضلاً أن يكون سعيهم له عن طريق آلية الانتخاب، وهذا أيضًا مما يرد على الدكتور "محمد عبد المقصود" الذي ذكر في أحد مؤتمرات تأييد الدكتور "مرسي" أنه لا يعلم مِن هدي السلف تقديم الأكثر قابلية عند الناس في أمر الولاية" ودافع الشحات عن قوله إن مرسي "مرشح ضعيف"، وهو ما هاجمه عليه غزلان، وقال الشحات:"ذكرتُ أنني أتحدث عن تقييم رجل الشارع له، وليس عن تقييمي الشخصي، كما تحدثت عن الحرب الإعلامية عليه مستنكرًا لها؛ إلا أنني تساءلت عن مدى قدرة الإعلام الإخواني على التصدي لهذه الحرب الشرسة، وبيَّنتُ خطورة أن يجتمع الإسلاميون على مرشح يتعرض لكل هذه الحرب مع قصر الفترة الزمنية المتاحة، بخلاف المهندس خيرت الشاطر عندما كان مطروحًا" وتابع الشحات:"رسالته بعد هذا العتاب انتقل الدكتور "غزلان" إلى تذكير "الدعوة السلفية" بانتقادات وجهتها إلى "جماعة الإخوان" حول تصريحات كان كثير منها منسوبًا للدكتور "عبد المنعم أبو الفتوح" متعجبًا مِن دعمنا له رغم كل هذه المآخذ" وأضاف:"استفهم الدكتور "غزلان" استفهامًا استنكاريًّا تعجبيًّا كأن أحدًا لم يُجب على هذه التساؤلات مِن قبْل، على الرغم مِن أن المشاركات المكتوبة والمسموعة التي نَقل منها اعتراضاته تضمنت الإجابة الواضحة على هذه التساؤلات، ويمكن تلخيصها في في أن جميع المرشحين الإسلاميين ينتمون إلى مدرسة واحدة، ومآخذنا عليهم متقاربة -إن لم تكن متطابقة-، ونحن أكدنا أن نقاط الخلاف بيننا وبيْن هذه المدرسة "ومنها مدرسة الإخوان" هي: في كيفية عبور إدارة الفجوة بيْن الممكن والمطلوب، وأشرنا أن الدكتور "أبو الفتوح" قد بيَّن مراده في بعض التصريحات، وأن العبارة قد خانته، تمامًا كما حدث مع الدكتور "مرسي" في تصريحه الشهير بأنه لا خلاف بين المسلمين والنصارى في العقيدة، والذي أوَّله هو لاحقًا بأنه يعني أنه لا خلاف بسبب العقيدة، وإن كان هذا التأويل يستعصي على تصريح آخر أكد فيه: "أن نصارى مصر لا يقولون: إن الله ثالث ثلاثة". واستطرد الشحات:"هذه التصريحات المنسوبة للدكتور أبو الفتوح شاركه فيها عدد مِن رموز الجماعة الحاليين، منهم: الدكتور مرسي نفسه، وبعضهم جاوزه فيها، مثل، الدكتور عصام العريان، وكل هؤلاء كانوا وما زالوا يصرِّحون بمثل هذه التصريحات، وكم كنتُ أتمنى أن أجد صدى جيدًا لمقالي في نقد زيارة الدكتور أبو الفتوح لنجيب محفوظ، والذي مضى على كتابته أكثر من خمس سنوات غير أني ما وجدتُ وقتها إلا هجوم شباب الإخوان في الإنترنت على المقال". وقال المتحدث باسم الدعوة السلفية:"نعم صدر مِن الجماعة وقتها استنكار لما نُسِب مِن طعن الدكتور أبو الفتوح في الأستاذ سيد قطب، رحمه الله، وأنزله منازل الشهداء، ولكن لم يستنكروا إفراطه في حرية الإبداع، وإن صادم العقيدة، ولا طعنه في الفكر الوهابي، وبالمناسبة الدكتور أبو الفتوح قد فسَّر هجومه على الفكر الوهابي بحاله ذهنية معينة عن هذا الفكر، وأنه لا يعني شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وبالطبع لا يعني الدعوة السلفية التي عايش كثيرًا مِن رموزها في فترة تأسيس الجماعة الإسلامية، ومِن ثَمَّ فكل هذه التصريحات لا تصلح أن تكون معيارًا للتفضيل بين مرشحٍ وآخر ذي خلفية إخوانية؛ اللهم إلا إذا تبرأت جماعة الإخوان صراحة مِن كل هذه الأقوال، وبيَّنت وبيَّن مرشحها للرئاسة موقفه مِن ترشح النصراني للرئاسة، وكذا المرأة، وموقفه مِن ضوابط الحرية وغيرها". وأشار المتحدث الاعلامي باسم الدعوة السلفية أنه "مِن بيْن كل هذه التصريحات التي نسبت لمن يسمون بالتيار الإصلاحي داخل جماعة الإخوان لم تستنكر الجماعة منها بشكل رسمي إلا التصريحات الخاصة بالأستاذ "سيد قطب" هو ما عزز القول بأن في الجماعة تيارًا قد يكون عنده شيء من الغلو في "سيد قطب"، وإن لم يعترض على تجاوزات التيار الإصلاحي المنهجية، ومِن خصائصه: الاستغراق في حماية التنظيم بطريقة تجعل البيعة فيه أشبه بالبيعة على الإمامة منها بالبيعة على الطاعات، وهي مسألة ليست واضحة عند الكثيرين من أبناء الجماعة، ولربما احتاجت بحثًا من قيادتها أيضًا، وفي مقابل التيار الإصلاحي الأكثر انفتاحًا وإقبالاً على الدعوة، ووضع العلاقة بين الجماعة والأمة في وضعها الصحيح الذي وضعه فيها الأستاذ حسن البنا، وفي رأيي أن الفريق الإصلاحي وإن كان يسير على نهج الأستاذ البنا في الإصلاح، ووضع التنظيم في وضعه الصحيح؛ إلا أنه أصابه قدر مِن التساهل؛ لو تخلَّص منه فإنه سيكون ممثلاً حقيقيًّا لمدرسة الأستاذ البنا، نعم يوجد أفراد قلائل ينتمون إلى ذلك الاتجاه، مما يمكن اعتبارهم تيارًا ثالثًا إلا أنه للأسف أخفتهم صوتًا، وأقلهم تأثيرًا في قرارات الجماعة، مع أنه أقربهم إلى الفهم الصحيح للإسلام مِن جهة، ولتوجهات مؤسس الجماعة من جهة أخرى" وأكد الشحات أن "إنتماء المرشح الرئاسي للاخوان يعد عيبا وليس ميزة ، والراصد للواقع الانتخابي المصري يؤكد أن هذا عيب انتخابي، وهذا كان أحد عوامل قرار الجماعة بعدم تقديم مرشح" مشيراً إلى أن هذا السبب "كان وراء (52) عضوًا من إجمالي (108) من أعضاء مجلس شورى الإخوان صوتوا مع استمرار قرار عدم تقديم مرشح، وهذا العيب الانتخابي كان موجودًا في المهندس خيرت، وفي الدكتور مرسي، ولكن المهندس خيرت نتيجة ارتباط مشروع النهضة باسمه، كان يمكن لهذه الميزة أن تجبّ ذلك العيب". وأشار الى أن الدكتور "العوا"، والدكتور "أبو الفتوح" قد أبديا استعدادهما للتنازل للمرشح الذي سوف تتفق عليه كل القوى الإسلامية، بخلاف الإخوان الذين قالوا: إن مرشحهم هو المرشح الإسلامي الوحيد أو أنهم يرحبون بالمرشح الإسلامي التوافقي شريطة أن يكون هو الدكتور "مرسي " وإختتم رسالته قائلا :"وأحسب أننا في الدعوة السلفية تميزنا بموقف وسط في قضية العمل الجماعي يؤدي المصلحة الشرعية مِن الاجتماع على الطاعات، ويتجنب أمراض الغلو في مفهوم السمع والطاعة، ومِن ثَمَّ فمن المشكل أن يعتبر بعض رموز التيار السلفي أن قضية العمل الجماعي تمثِّل نقطة خلافٍ بينه وبين الدعوة السلفية في الوقت الذي يعتبر أن أحد مرجحات الدكتور مرسي أنه تقف وراءه جماعة منظمة". مرسي قال إنه لا خلاف بيننا وبين "النصارى" في العقيدة وأنهم لا يقولون "الله ثالث ثلاثة" أبو الفتوح أوضح لنا أن طعنه في الوهابية ليس هجوماً على الشيخ محمد بن عبد الوهاب حديث غزلان عن تعرض الأنبياء للاستهزاء من المشركين لا مجال له في سباق انتخابي التيار الإصلاحي في الإخوان هو الأقرب إلى "البنا" ونأخذ عليهم "التساهل" في الجماعة تيار يغالي في سيد قطب ويستغرق في حماية التنظيم ويجعل البيعة أشبه ببيعة الإمامة عيب الشاطر كان انتماؤه للجماعة لكن ارتباط مشروع النهضة باسمه يجب هذا العيب