أطلق وزير الصحة الدكتور فؤاد النواوي، الحملة القومية لمكافحة سرطان عنق الرحم اليوم، والتي تستمر لمدة 6 شهور لتطعيم 15 ألف سيدة مجانا في مرحلتها الأولى في نطاق القاهرة الكبرى داخل مستشفيات الجلاء التعليمي وأحمد ماهر التعليمي وأم المصريين، باعتبارهم أكثر المستشفيات استقبالا للسيدات, كما تشمل الحملة توعية السيدات من أضرار سرطان عنق الرحم وكيفية تجنب الإصابة واكتشافه في مراحل مبكرة، وذلك عن طريق حملة إعلامية ضخمة في التلفزيون والجرائد والإذاعة، على أن تستكمل الحملة في مراحلها اللاحقة لتشمل باقي الجمهورية. ومن جانبه، أوضح د.عبد الحميد أباظة، مساعد وزير الصحة، أن سرطان عنق الرحم يصيب على المستوى العالمي حوالي نصف مليون سيدة ويصنف كثاني أكثر أنواع السرطان انتشارا بين السيدات على مستوى العالم بعد سرطان الثدي، ولذا تبنت وزارة الصحة حملة قومية في إطار دورها لرفع التوعية وإرشاد كل سيدة إلى كيفية حماية نفسها من هذا النوع من السرطان, حيث تتلخص الحماية منه في خطوتين بسيطتين أولها التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) المسبب لسرطان عنق الرحم والانتظام في مسحة عنق الرحم الدورية. وأضاف أن العدوى بالفيروس هي المسبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم حيث يتسبب في 99.7% من حالاته. وأشار د. محمد شعلان أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام، أنه حينما يتواجد نوع من السرطان يمكن الوقاية الفعلية منه، يصبح واجبا على الجميع ألا يألوا جهدا في نشر التوعية بكيفية هذه الوقاية وكيفية استخدامها وهذا ما ينطبق على سرطان عنق الرحم الذي يمكن لكل امرأة أن تكون عرضة له, نظرا لأن سبب الإصابة به هو العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري الذي له القدرة على إحداث تغيرات بالخلايا إلى أن تتحول لخلية سرطانية , مشيرا إلى أن نمو سرطان عنق الرحم يستغرق سنوات طويلة بدون أعراض حتى يكتشف في مرحلة متقدمة يصعب فيها العلاج. وأوضحت د. أحلام السعيد استشاري ورئيس قسم النساء والتوليد بمستشفى أحمد ماهر، أن سرطان عنق الرحم من السرطانات القليلة التي تستطيع كل امرأة حماية نفسها منه ولكن للأسف انخفاض مستوى الوعي به يؤدي إلى اكتشاف كثير من الحالات في مراحل متأخرة يصعب علاجها , في حين اختفت مثل هذه الحالات في أغلب الدول المتقدمة بسبب الوعي والكشف المبكر.. ولهذا سوف تشمل الحملة على برنامج متكامل لتوعية المترددات على مستشفيات وزارة الصحة وخاصة أقسام النساء بها للتعرف على أهمية الكشف الدوري عن طريق مسحة عنق الرحم لاكتشاف أي تغيرات مبكرة وعلاجها في مراحلها الأولى قبل التحول إلى السرطان. وأضاف د. عمر عبد العزيز أستاذ أمراض النساء بطب القصر العيني، أن عدد من الأبحاث العلمية أثبتت تواجد فيروس (HPV) المسبب لسرطان عنق الرحم في عينات الإناث المتزوجات وغير المتزوجات، حيث ينتقل الفيروس بالاتصال الجنسي غالبا وطرق العدوى الغير جنسية أحيانا. كما انه في أغلب حالات العدوى تنجح دفاعات الجسم في القضاء على الفيروس المسبب للسرطان دون تدخل خارجي، ولكن في بعض الأحيان لا تزول العدوى بشكل كامل وتبدأ الخلايا المصابة في التحور مما يؤدي إلى سرطان عنق الرحم. وتختلف طرق علاج سرطان عنق الرحم باختلاف مرحلة اكتشافه, ويمكن التدخل بالاستئصال الموضعي للورم أو الكامل للرحم أو العلاج الكيماوي أو الإشعاعي وذلك طبقا لمرحلة اكتشاف المرض. Comment *