كتب- إسلام أبو العز نشرت صحيفة “جيروساليم بوست” العبرية تقريراً يربط الأزمة الاجتماعية الاقتصادية، والانتخابات الإسرائيلية القادمة، وعرضت الصحيفة في تقريرها مقارنات لحجم الضرائب التي يدفعها الإسرائيلي للوقود بمثيلتها في أوروبا، وأن الضرائب المفروضة قد تأتي بنتائج إيجابية منها تقليل التلوث عن طريق شراء الناس في إسرائيل لسيارات جديدة لا تستهلك الكثير من الوقود، وأيضاً تشجيع الإسرائيلي على استقلال وسائل النقل العامة.! حيث يمثل ارتفاع الأسعار وفرض المزيد من الضرائب لحكومة بنيامين نتنياهو معضلة جديدة للإسرائيلي العادي، وهي المعضلة التي تجلت في ارتفاع السخط الجماهيري خلال نهاية الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الحالي، فبعد ارتفاع أسعار الوقود، وما تلا ذلك من تظاهرات أول أمس في شوارع تل أبيب، توضح أن الإسرائيلي العادي ضاق ذرعاً بضيق سبل المعيشة، وبتفاقم الأزمة الاجتماعية، وأن رفاهيته من عدمها مرتبطة بالمعونات الخارجية. التقرير أو ضح من خلال مقارنات الضرائب على الوقود والسيارات في إسرائيل ودول اخرى أن الإسرائيلي لا يدفع أكثر من هذه الدول، حيث ربط ما بين النسبة التي تدفع في إيطاليا والتي تبلغ 16.9% من قيمة الوقود، وأن في إسرائيل يتم دفع 19%، بخلاف أن في هذه الدول تتم جباية الضرائب مرتين، الأولى من خلال الضرائب العامة ومرة كضرائب على المشتريات. وبنهاية التقرير أشارت الصحيفة إلى أن جزء كبير من الأزمة الاقتصادية يرجع إلى الأزمة العالمية ككل، بالإضافة لتقلص المعونات المعيشية التي تخصصها الحكومة الإسرائيلية، كامتيازات إعفاء الحريديم من الضرائب. والمخصصات المالية المتزايدة للمدارس الدينية. تظاهرات أول أمس أعقبها تصريحات نتنياهو الرافضة لخفض الضرائب، والذي قال في الاجتماع الأسبوعي أن حكومته كانت تستخدم أموال الضرائب للحفاظ على أمن إسرائيل، فضلا عن اقتصادها وان إسرائيل بحاجة لزيادة الضرائب من أجل توفير الأمن وشراء بطاريات لمنظومة القبة الحديدية، بخلاف استكمال بناء السور الحدودي، وأيضا لاستكمال مشروع التعليم المجاني للأطفال، وإنشاء السكك الحديدية والطرق. رئيس الوزراء الإسرائيلي رأى أن “دولة إسرائيل واقتصادها أكثر استقرارا، ولقد عملت بشكل جيد في مواجهة الأزمة المالية العالمية. الاقتصاد هنا ينمو رغم الأزمة العالمية والبطالة في أدنى مستوياته منذ عام 1983. ” أيضا أكد نتنياهو في اجتماعه أن العناصر الغير عاملة في إسرائيل، كالحريديم، والعرب سيتم تشجيعهم للانضمام للقوة العاملة، حيث أن بعض القوانين في إسرائيل تفرق في أجور العمال العرب، بخلاف أن معظم المستثمرين الإسرائيليين يستبعدون العرب من العمل لديهم وقد نشرت هاآرتس الأسبوع الماضي تقريراً حول تجاهل العرب في الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي تعمل عليها حكومة نتنياهو. من جهة أخرى يحاول حزب كاديما أن يستغل هذه المعضلة التي تواجه نتنياهو، فيصرح على لسان رئيس حزبه الجديد شاؤول موفاز إزاحة حكومة نتنياهو تعني انفراج الأزمة الاجتماعية في إسرائيل، وأن تصريحات نتنياهو المخادعة بشان ضرب إيران لم ينتج عنها سوى رفع أسعار الوقود، ليضيف عبئاً جديداً على الإسرائيليين. الشارع الإسرائيلي يشهد حالة من الحراك بسبب الأزمات الاجتماعية الخانقة، وتوقع الكثيرون أن يشهد الصيف المقبل عودة للاحتجاجات مماثلة لما شهدنه إسرائيل في صيف2011. عيدان ميلر أحد مؤسسي حركة “المخيم المشترك” والتي تكونت في الصيف الماضي على اثر الاحتجاجات على سياسيات نتنياهو الاقتصادية، قال أن الصيف المقبل سيشهد احتجاجات أوسع من التي حدثت الصيف الماضي، وانه الاحتجاجات القادمة ستصطبغ بصبغة سياسية، مضيفاً أن المحتجون أدركوا أن مفتاح الأزمة وحلها في يد السياسيين، وهو ما سيجعل الإسرائيليين يضغطون على الساسة ودعم من يرونه يحمل برنامج يهدف لحل أزمتهم، متوقعاً أن تبدأ الاحتجاجات مع افتتاح الدورة الصيفية في مايو المقبل. الأزمة الاقتصادية في إسرائيل تختبر مدى تحمل الإسرائيلي لظروف”وطنه” فالرفاهية ومستوى المعيشة الرغد أصبح منذ حوالي عشر سنوات محل شك، وأتت الأزمة الاقتصادية العالمية لتطيح بهذا الادعاء، وبدأ النظام الحاكم في إسرائيل بأجنحته السياسية المختلفة في بدء عملية تهيئة للإسرائيلي العادي، والذي علية أن يتعود على العيش في خطر بسبب عمليات المقاومة، أو أن يتأقلم مع ضيق سبل العيش بسبب الأزمات العالمية، أو نقص التمويل والمعاونات التي تغدقها الولاياتالمتحدة على إسرائيل، أو تحمل أعباء ضريبية لدواعي الأمن والحماية، وهو ما قد يفسر النزوح العكسي في أوقات الحروب التي تشنها إسرائيل إلى قبرص مثلاً، بخلاف الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية ولا يعيشون في إسرائيل، والذين يؤدون الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي فقط من اجل الحفاظ على الجنسية، وجواز السفر الإسرائيلي، مثل جلعاد شاليط والذي كان يعيش في فرنسا معظم سنوات عمره، ومعظم أفراد أسرته أما فرنسيين أو مزدوجي الجنسية، والذي ذهب إلى إسرائيل ليقضي فترة الخدمة العسكرية ليتمكن من الحفاظ على هويته الإسرائيلية.