استيقظت من النوم كعادتي في التاسعة صباحا، وإذ بي أجد بوسترا للشيخ حازم أبو إسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية معلقاً أمامي.. من فعل هذا .. فأنا اعيش وشقيقي فقط هنا في قاهرة المعز.. وكلانا مؤيد للبرادعي الذي لن يترشح للانتخابات الرئاسية ونؤيده في ذلك ونرى الانتخابات مسرحية. خرجت من حجرتي لأسأل أخي عن هذا '' البوستر'' ومن لصقه بحجرتي.. لم اجد أخي .. ولكن وجدت عشرات ''البوسترات'' الخاصة بالشيخ حازم أبو إسماعيل معلقة بأرجاء الشقة منها مجموعة مكتوب عليها '' سنحيا كراما'' وآخرى '' معا نعيد امجاد أمتنا'' ومجموعة ثالثة'' دولة محترمة وشعب مصون''.. أتصلت على أخي فوجدت هاتفه مغلق. ارتديت ملابسي لأتوجه للعمل، فصدمت عندما فتحت باب الشقة لهول ما وجدت.. ''بوسترات'' أبو إسماعيل في كل مكان .. حقا شئ غريب.. لايوجد طابق في العمارة غير معلق فيه بوسترات لأبو إسماعيل.. ماذا حدث ؟؟ .. الشوارع كلها وأنا في طريقي للمترو غارق في بحر من صور الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل.. وكعادتي وقفت بمحطة المترو في آخر الرصيف لأستقل آخر عربة في القطار.. وعندما جاء المترو.. جاء ما لا استطيع أن أقول إنه مفاجأة بعد كم ما رأيته منذ أن استيقظت هذا الصباح.. لايوجد باب في المترو لا يوجد عليه بوسترا ل ''أبو إسماعيل''. لم استقل المترو.. وخرجت من المحطة فأشرت لتاكسي فوقف، فوجدت من الخلف بوسترا للشيخ حازم أبو إسماعيل، فلت له '' نجع حمادي'' .. فقال لي '' انته بتستهبل يا استاذ'' وانطلق مغادرا.. حمدت الله بالطبع لإنه لم ينزل ليضربني. أخيرا .. وجدت ميكروباص لا يوجد عليه بوستر لأبو إسماعيل.. الحمد لله .. جلست في المقعد الأخير .. وللأسف رن هاتفي ''يسقط يسقط حكم العسكر'' وكان صديق لي برادعاوي مثلي يتصل بي ليسألني لمن حررت توكيل من مرشحي الرئاسي.. فأجبته :'' انا عملت توكيل للدكتور محمد البرادعي عشان اقوله شكرا، واحنا معاك يا دكتور في قرارك بعدم الترشح ''.. وبعد ان انتهاء المكالمة وجدت راكب ملتحي يقول : '' سامع تليفونه .. بيقول يسقط حكم العسكر'' .. فرد عليه آخر :'' تبع البرادعي يا عم .. والله ما عارف العيال دي بتجيب الفلوس اللى معاها دي منين.. والبوسترات اللى بيطبعوها دي مين بيدفعلهم فلوسها منين''.. فقال المتلحي : ''بكره نسر الأمه الشيخ حازم بأقل الامكانيات والفلوس هيجي رئيس ويعلمهم الأدب'' الحمد لله وصلت لمقر الجريدة .. صعدت السلالم مسرعا لأحكي للزملاء ما رأيته اليوم من كم هائل من البوسترات للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، فوجدت على كل جهاز “لاب توب” بوستر لأبو إسماعيل.. سقطت في الأرض مغشيا على . '' إسلام .. إسلام .. قوم يا ابني المنبه بتاعك بيرن .. يلا عشان تلحق تروح الجرنال'' ... ياه .. الحمد لله حلم .. ''هذا حلم ليلٍ سيءٍ ما أقبحه هل يملك أبو إسماعيل اصلا فلوس يعمل كل البوسترات دي ''.. وفتحت عيني.. ووجدت صورة البرادعي التي اعلقها في حجرتي من عام 2010 المكتوب عليها ''وقع على بيان التغيير'' الفكرة لا تموت.. الثورة مستمرة