* الموقع : بعد مشروع إس إس بي لن تقف منظمات حقوق الإنسان شاهدة فقط ولكنها ستساهم في منع الانتهاكات * مشروع القمر الصناعي الحارس يهدف إلى توثيق جرائم حقوق الإنسان من خلال الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية
كتب – أحمد شهاب الدين نشر موقع “ميل آند جارديان” الإخباري تقريرا حول تفاصيل مشروع “إس إس بي” للفنان جورج كولوني، والذي يستعد القائمون عليه لتنفيذه في مناطق الربيع العربي بعد جنوب السودان خاصة في المناطق التي لا تعترف بحقوق الإنسان ولا تجري فيها التحقيقات حول الانتهاكات الحقوقية. يقول موقع “ميل آند جارديان” أن ناثانيل ريمون أول من صرح بوصفه “أنا أحصي عدد الدبابات من الفضاء لجورج كلوني” قال ذلك في مؤتمر وأمامه خريطة المنطقة السودانية جنوب ولاية كردوفان. الخريطة تحوي تفاصيل لمواقع قوات الجيش السوداني وأماكن اللاجئين في المحافظة المنتجة للنفط التي تشهد اضطرابات، حيث يشن الجيش السوداني حملات قمع وحشي. وبجوار ريمون نرى حائط مرسوم فيه سلسلة من صور التقطتها الأقمار الصناعية، مع إمكانية إستعراض صور صغيرة جدا لدبابات وعربات عسكرية، ويشير الموقع أن هذه الدبابات صورتها الأقمار الصناعية من فوقها بمئات الكيلومترات. ريمون هو مدير مشروع القمر الصناعي الحارس والمعروف ب إس إس بي، ويهدف إلى استخدام صور الأقمار الصناعية المتطورة لرصد انتهاكات حقوق الإنسان المحتملة في السودان، وهي فكرة كولوني، والتي حولته من مجرد هوليوودي ليبرالي مهتم بالحيوانات الأليفة إلى خبير وناشط في السودان، وشاركه في الفكرة الناشط جون برندرجاست، وقد دخل كولوني سرا إلى السودان أكثر من مرة لتوثيق القصف العشوائي على المدنيين وغير ذلك من الفظائع. عاد كلوني الشهر الماضي بعد رحلة إلى جبال النوبة، ومعه لقطات مريعة صورت جثث، وأطفال فقدوا أيديهم في القصف، وقرية أجبر أهلها أن يعيشوا في كهوف، يقول كولوني أنه أطلع الفيلم على لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في واشنطن ونال الثناء من السياسيين جميعا، ثم قبض عليه في مظاهرة احتجاجية أمام السفارة السودانية. وظهرت صور كلوني مكبل اليدين في صحف العالم ومدوناتها، وكان لعمل كلوني الدؤوب في مشروع القمر الصناعي الحارس تأثيرا ملموسا، جاءته الفكرة وتحدث إلى جوجل وشركة ديجيتال كلوب للأقمار الصناعية، لمساعدته على إنجاز المشروع، وتبرع كلوني نفسه بأموال ضخمة لتمويل المشروع. ويقول الموقع أن الوضع في السودان معقد وعنيف، منذ أن حصل الجنوب السوداني على استقلاله عن الشمال التي يسيطر عليها العرب، ونشبت نزاعات حدودية العام الماضي خاصة حول موارد البترول في المنطقة، وحينها أعربت شخصيات نافذة في الشمال السوداني عن خوفها من أن جيران الجنوب على طول الشريط الحدودي قد تفكر في التحرر من الخرطوم. وتهدف الحملة الأمنية على عدم تشجيع هذه الآمال، أو تقضي على أي محاولة لتغيير هذا المزيج العرقي لصالح جماعات تريد ان تتخلص من الخرطوم. يلقي موقع “جارديان آند ميل” الضوء على هذه المنظمة، مقرها في موقع غريب عبارة عن مكاتب قرب ميدان هارفارد في ضاحية بوسطن من جهة كامبريدج، يرأس ريمون فريق صغير من الموظفين والطلبة المتطوعين، يراقبون الأحداث على أرض الواقع في منطقة الحرب، يواجه ريمون وموظفيه كل يوم الأخبار والتقارير الواردة من جنوب السودان يحللونها فيما يطلق عليه “غرفة العمليات”، ويقارنون صور الأقمار الصناعية مع قاعدة البيانات المأخوذة من صور سابقة، تبحث عن تغييرات حدثت كالطرق العسكرية الجديدة أو المخيمات .. أنشأت منظمة إس إس بي في البداية لجمع الأدلة التي يمكن استخدامها في محكمة جرائم حرب التي قد تستغل في تقديمها لمحكمة جرائم الحرب في المستقبل ضد القادة السودانيين، ويقول الموقع أن الصور الملتقطة كانت دقيقة للغاية بحيث يمكنها رصد ادعاءات حول المجازر والمقابر الجماعية، وقد كشفت تلك الصور ما وصفه شخص على أرض الواقع وصف مشاهد الجثث المدفونة في بستان المانجو بمدينة كادوقلي، ووثقت إس إس بي ما حدث من موقعها في الفضاء، وكشفت المنظمة أيضا مناظر لأكياس جثث ملقاة في حفر بمكان آخر لنفس المدينة. وكذلك أظهرت الصور القوات السودانية وهي تحيط بالمدن والقرى المحروقة، في واحدة من الصور المذهلة، وكذلك صورت طائرة نقل من طراز أنتونوف والتي تستخدمها السودان بانتظام لإلقاء القنابل، الطائرة واقفة في الجو وأعمدة الدخان تتصاعد من القنابل التي ألقيت على أهداف مدنية. ويقول الموقع أن الأمر لم يعد يقتصر على المراقبة فقط ولكن أصبح لهم تأثير على ما يحدث في أرض الواقع، كيف ؟ يقول الموقع أنه في سبتمبر العام الماضي، كشفت تحليلات حول مجموعة من الصور عن الهجوم الوشيك على مدينة كرمك في ولاية النيل الأزرق، وكشفت صور فوتوغرافية عما لا يقل عن ثلاثة آلاف جندي مزودين بالدبابات والمدفعية، وطائرات الهيلوكبتر، وذلك جعل منظمة إس إس بي تصدر تحذير وأعطت فرصة للكثيرين أن يتمكنوا من الفرار. وينقل الموقع عن ريمون قوله ” لا أحد يفعل ما نقوم به الآن” وشبهها باللحظة “الذرية” الفارقة لجماعة حقوق الإنسان، ويرى تجربة الكرمك السابقة الذكر، تحمل شعورا كبيرا بالخطر والمسؤولية إن حدث وحصلوا على المعلومات والاستنتاجات الخطأ، فيمكن أن يتحمل النتيجة السكان المدنيون. ويقول الموقع أن هناك مشاورات أن تجرى تلك الأساليب في سوريا وإلى مناطق أخرى تطالها الاضطرابات التي أطلقها الربيع العربي، خاصة الدول التي تلغي فكرة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان.