* المجلة: روسيا بدأ صبرها ينفذ وحزب الله تحول من المدافعين عن بشار إلى المطالبين بحلول وسط من الجانبين * وحشية النظام في التعامل مع المعارضين دفع المسلحين للانتقام وسمح بتزايد وجود المتطرفين المدعومين بسلاح من سنة العراق * إيكونوميست: من تداعيات الانتصار الظاهري لبشار الأسد استمرار تدهور الجنيه السوري وارتفاع مخيف في معدل التضخم كتب – أحمد شهاب الدين نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريراً يسلط الضوء على ما أسمته “انتصار شكلي بشار الأسد”، وتقول المجلة أن تكتيكات الأسد الوحشية ضد أكثر المناطق تمردا خففت عنه عبئاً كبيراً، فالقوات الحكومية أظهرت أنها لا تتورع عن قتل المئات من المدنيين في الشهر الماضي في اصطدامها مع الجيش المتمرد في بابا عمرو، ثالث أكبر مدينة سورية ذات الأغلبية السنية، وتضيف المجلة أنه من حينها والقوة المتمردة غير المنظمة التي تسمي نفسها الجيش السوري الحر وبدأت تسحب نفسها من المدن الأخرى حتى تتجنب الدمار، ولم يثبت المتمردون حتى الآن إمكانية صمودهم في وجه القوات الحكومية لفترة كافية لحماية أي إقليم. وتشير المجلة إلى أن الأسد يبدو في الظاهر أنه استخدم استراتيجيته مؤثرة، ولكن الحقيقة أن حكمه بدأ يتفكك وعزلته السياسية تتزايد، حتى روسيا حليفته تعلن أن صبرها بدأ ينفذ، وتحولت روسيا في مجلس الأمن في 21 مارس إلى جانب المنتقدين لسوريا، في بيان غير ملزم يطالب بوقف سريع للقتال والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول، وهددت باتخاذ “خطوات أبعد” من سوريا إن لم تمتثل لذلك، وحزب الله بمليشياته الشيعية المدعومة من إيران في لبنان والذي كان يردد دعاية النظام، يدعو الآن الجانبين في سوريا إلى اتخاذ حل وسط . وتنتقل المجلة إلى الظروف على الأرض السورية حيث المعارك بين الجانبين، ترى المجلة أن النصر الاستراتيجي الذي يحققه بشار ضد فرق من المتمردين سيئي التسليح يدفع في الحقيقة ” رؤوس الأفعى أن تخرج من مكان آخر ” وعلى الرغم من الضرب العنيف لحمص؛ فهي لاتزال متمردة وهدأ القتال في منطقة دمرتها القوات السورية حول مدينة أدلب شمالا قرب الحدود التركية، وانتقل إلى الرقة البلد الهادئة في وسط سوريا، وكذلك في البلاد على امتداد نهر الفرات. وتستمر المجلة في رصد تداعيات الانتصار الظاهري لبشار الأسد فلقد ألقت الحكومة القبض على تجار للعملة، فسوريا لم تتوقف عن خسارة الجنيه السوري بفقدان نصف عملتها لقيمتها الحقيقية في الأشهر الأخيرة، وهذا مما غذى ارتفاعا مخيفا في معدل التضخم. وتقول المجلة أن لعناد الأسد أيضا تأثيرات أخرى في خضم العنف المتفشي في سوريا، حيث لقى 8000 مدني حتفه و 2000 من رجال الأمن قتلوا أيضا بعد ذلك، ومن الصعب في ظل هذه الظروف تحديد الجناة بدقة، والمناطق المحررة من “الاحتلال العسكري” يقوم المحتجون بتأمين أنفسهم والقيام بمهام الشرطة في الحفاظ على الأمن، وعلى الرغم من ذلك فإن الفرق المتمردة المسلحة اختارت أن ترد بانتقام متزايد وبشع ضد مؤيدي النظام، وقد تم توثيق بعض هذه الجرائم التي ارتكبوها مثل الإعدام والتعذيب من قبل “هيومان رايتس ووتش” وهي مجموعة ضغط أمريكية، يقول أحد المنشقين من دمشق “إنها لم تعد مسألة متعلقة بالجانبين، ولكنه شيء أكبر منا وخارج سيطرتنا”. والذي يثير القلق بشكل خاص هو المشاركة المتزايدة من المتطرفين الإسلاميين، فلديهم خبرة في العراق ويحصلون على إمدادات من المناطق السنية في العراق التي تتسم بالفوضى، وتضيف المجلة أن دورهم في بداية الثورة كان هامشيا ولكن تأثيرهم بدأ يتسع الآن وفقا لما يردد سكان تلك المناطق من شكوك الدبلوماسيين الأمريكيين.