* وزير الخارجية يطالب بإعادة النظر في المعونات باعتبارها مرحلة مؤقتة يجب الاستغناء عنها * عمرو: أزمة منظمات المجتمع المدني من قبل الثورة.. ومصلحة أمريكا أن يكون لها علاقات سليمة وقوية مع دولة بحجم مصر كتب- حازم الملاح: قال محمدعمرو وزير الخارجية أن السياسة الخارجية المصرية تعمل حاليا فى العديد من الاتجاهات خاصة العلاقات مع دول حوض النيل وكذلك مع الدول الآسيوية للتعلم من تجارب تلك الدول بمكاسبها وخسائرها. وحول الوضع السوري، قال عمرو أن الحل فى المشكلة السورية لا بد أن يتم فى اطار الجامعة العربية بحيث يكون حلا عربيا مشيرا إلى أهمية مهمة مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفى أنان الذى يلتقيه غدا وإعطاء تلك المهمة الفرصة وأكد أن الوضع الحالى فى سوريا لا يمكن قبوله أو السكوت عليه بسبب سقوط العشرات من السوريين قتلى يوميا. وقال إنه لو كان هناك دعم دولي للمبادرة العربية واستمرار الضغط على النظام السورى لربما استطعنا الوصول لحل سياسي منوها بصعوبة تطبيق فكرة نشر قوات داخل سوريا لأن ذلك الأمر يحتاج لموافقة الجانب السوري. وأكد على أهمية وقف العنف وسحب القوات المسلحة من المدن وتشكيل حكومة ائتلاف وطنى وبدء حوار لتحقيق مطالب الشعب السوري. وقال عمرو فى محاضرة ألقاها مساء أمس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأدارها السفير نبيل فهمى عميد كلية الشئون الدولية والسياسة العامة أن أزمة منظمات المجتمع المدني الأجنبية لم تكن وليدة بعد الثورة لكنها مشكلة قديمة مشددا على أن العلاقات المصرية الأمريكية لا يجب اختزالها فى تلك القضية. وقال إن البلدين تعلما من هذه التجربة حتمية بناء علاقات على أسس جديدة وصحيحة تسمح بمساحة اختلاف مشيرا إلى أنه فى الوقت الذى تكون فيه العلاقات غير معتمدة على المعونات، ستكون علاقات سليمة لأن المعونات تشوه العلاقات على حد قوله. وحول تأثير التيار الإسلامى فى السياسة الخارجية المصرية أكد وزير الخارجية أنه على اتصال دائم مع لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشعب وأن هناك التزاما بثوابت السياسة الخارجية المصرية وأن ما يثار عن التنافس بين القومية العربية والتوجه الإسلامى أمر سيحسمه الحوار المجتمعي. وردا على سؤال حول العلاقات مع إيران قال وزير الخارجية أن هناك اتصالات مستمرة وأنه سيتم تطوير العلاقات عندما تكون الظروف مواتية فى إطار حل نقاط الخلاف. وحول الأزمة فى العلاقات المصرية الأمريكية بسبب موضوع المنظمات غير الحكومية الأجنبية قال محمد عمرو إنه لابد من التفرقة بين البعد القانونى لأنه لا تزال القضية منظورة أمام القضاء ليس مناسبا الخوض فيها وبين قضية تلك المنظمات. وأشار إلى أن منظمات المجتمع المدني هى جزء من المجتمع الديمقراطي وأداة للتأثير على صناع القرار وهى أدوات لا تنشأ من فراغ بل تنشأ فى مجتمع تحكمه قوانين متغيرة تتغير بتغير الظروف لكن يجب الالتزام بها وأكد أن مشكلة المنظمات لم تكن وليدة اليوم أو مع الثورة بل ورثناها من قبل. فبعض تلك المنظمات يعمل منذ أكثر من 6 سنوات وإحداها تعمل منذ أكثر من ثلاثين عاما فى مصر بدون ترخيص ولكن بعد الثورة زاد نشاط تلك المنظمات التى تعمل خارج الشرعية القانونية وأثيرت العديد من التساؤلات حول عملها وعمل منظمات أخرى وتم تشكيل لجنة تقصى حقائق حول مدى التزام تلك المنظمات بالقوانين المصرية التى تحكم عملها وهو أمر قائم فى كل دول العالم. ونتيجة لتقرير اللجنة أحال مجلس الوزراء القضية للقضاء.. وكان من الطبيعى أن تحاول بعض الدول التى لها رعايا فى تلك القضية التدخل خاصة وأن فيها دول كبيرة قوية تدخلت بطريقة مكثفة، وكان موقفنا كوزارة خارجية أنه طالما أحيل الأمر للقضاء فلا سلطة للجهاز التنفيذى فى تلك القضية. وأضاف أنه كان هناك تأثير بالطبع لتلك القضية على العلاقات المصرية مع كل من الولاياتالمتحدة وألمانيا مؤكدا أن تلك العلاقات هى أكبر وأعمق وأهم بكثير من أن تختزل فى موضوعات مثل تمويل منظمات المجتمع المدني. سواء كان هذا الأمر يتم عبر القانون الحالي أو أن القانون الموجود سيتم النظر فيه لأن تلك العلاقات تم استثمار الكثير من الحهد فيها وهى تعمل لصالح الطرفين وليس طرف واحد. وأشار إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية فى الفترة الأخيرة قائمة على فرضية أن تدور في إطار كامب دافيد. وأن مصر دولة ملتزمة بالسلام مع إسرائيل بل والحفاظ على السلام فى المنطقة.. وفى مقابل ذلك هناك علاقات قوية ومعونات أمريكية إلى مصر.. وأكد محمد عمرو أن هذا الإطار قد تعداه الزمن ويجب أن تبنى العلاقات على أسس جديدة أهم ما فيها المعطيات ما بعد الثورة فى مصر والتي فى طريقها لأن تصبح الدولة الديمقراطية القائمة على أسس سليمة فى المنطقة.. وستكون مصر المثال الذى تتبعه الدول الأخرى.. ولابد أن تكون النظرة الأمريكية لمصر أن من مصلحتها كدولة عظمى أن تكون لها علاقات سليمة قوية مع دولة كبيرة فى المنطقة. وأشار الى أن المعونات يجب أن ينظر لها على أنها مرحلية وأن تكون هناك خطة ممنهجة للانتهاء من هذه المعونات فى وقت ما.. وأكد أنه فى الوقت الذى تكون فيه العلاقات غير معتمدة على المعونات ستكون العلاقة سليمة وصحيحة لأن المعونات تشوه العلاقات. وحول الاختلاف فى اللهجة بين حديث وزير الخارجية عن العلاقات مع الولاياتالمتحدة وأحاديث لمسئولين مصريين آخرين تتسم بالسلبية قال محمد عمرو إن الاختلاف يكون أحيانا مطلوبا، مؤكدا أن مصر لا تقبل بالضعوط ولكن أسلوب الخارجية هو التفكير بعقلانية معربا عن تفهمه لبعض العواطف التى ظهرت مؤخرا. ونحن نقدر تلك العواطف التى ظهرت وبعضها لديه الحق. وحول التوجه المصرى الجديد فى السياسة الخارجية المصرية أشار الى أن التوجه الخارجى المصرى فى الفترة الماضية اقتصر لحد بعيد على النظر شمالا أوروبيا وأمريكيا .. وهو توجه مهم لكن لا يمكن اختزال الدور المصرى فيه.. ولابد من توجه مصر جنوبا وشرقا وغربا.. وأكد أنه خلال السنوات العشر الأخيرة تم اهمال البعد الأفريقى مؤكدا أن إحدى أولى زياراته بعد تولى منصبه كانت لأثيوبيا بعد أن فترت العلاقات إلى حد بعيد فى السنوات الماضية.. حيث التقى مع رئيس وزراء أثيوبيا وتحدثا بكل صراحة عن كل الهواجس.. وحدث توافق كبير. وتحدث عمرو عن زيارته للجزائر ولقائه المطول مع الرئيس بوتفليقة والاتصالات المستمرة مع نظيره الجزائرى ..كما نفى أن تكون مصر قد تأخرت فى دعم الثورة الليبية مؤكدا أنه كان هناك إمداد للثوار بكل العون من كهرباء وإنترنت وإمدادات وهو ما ذكره الثوار بأنفسهم بعد انتصار الثورة. وأكد أن التعاون مستمر وأن مصر تقدم كل ما يمكن لبناء القدرات الليبية، وأضاف أن العلاقات المصرية التونسية تتقدم وأنه على اتصال بنظيره التونسى بشكل يومي منوها بزيارته القادمة لتونس يومي 15 و16 مارس الحالي والنظر فى أوجه التعاون بين ليبيا وتونس ومصر.. وهى دول متشابهة لوجود ثورات بها لتنمية العلاقات والاستفادة الاقتصادية.. وأشار إلى أن هناك اهتماما أيضا بالعلاقات المصرية الليبية السودانية أو ما يطلق عليه المثلث الذهبي.. وأن تلك الدول مهيأة تماما لتكامل اقتصادى وهناك مشروع لزراعة مليون و250 الف فدان فى السودان من المياه الجوفية.. وهناك اجتماعات مستمرة مع نظيره السوداني.. ونوه كذلك إلى اهتمام مصر بتنمية علاقاتها شرقا مع دول آسيا خاصة الصين والهند.. وأشار إلى زيارة وزير خارجية الهند الأخيرة لمصر حيث تم بحث التعاون فى مشاريع التكنولوجيا وإنشاء المعاهد التكنولوجية ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ونوه وزير الخارجية بزيارته للصين واليابان وكوريا فى وقت لاحق الشهر الحالى وأشاد بتجربة الصين برفع مئات الملايين من تحت خط الفقر الى الطبقة المتوسطة وهى تجربة نريد أن نتعلم منها. وقال إنه زار فى الفترة الماضية نحو 12 دولة أوروبية خاصة أوروبا الشرقية.