في أجواء ودية، بدأ الرئيس اللبناني، ميشال عون، زيارته بالأمس، إلى العراق، والتي تنتهي اليوم، حيث كان في استقباله نظيره العراقي، فؤاد معصوم، الذي فاجأ نظيره اللبناني بتقديم قالب حلوى مزين بعلمي العراقولبنان، بمناسبة عيد ميلاده ال83، وحضر الاحتفال، الذي جرى بعيدا عن أعين الصحفيين، نائبا الرئيس العراقي إياد علاوي ونوري المالكي، وكذا الوفد المرافق لعون. وحملت زيارة الرئيس اللبناني إلى العراق في طياتها العديد من الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية المشتركة بين البلدين، الأمر الذي انعكس في الوفد المرافق لعون والذي ضم وزير الصناعة حسين الحاج حسن، ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، ووزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، ووزير السياحة أواديس كدنيان، إضافة إلى النائب آغوب بقرادونيان، ووفد استشاري وإداري وإعلامي، كما ينضم إليهم سفير لبنان لدى العراق علي حبحاب، كما التقى الرئيس اللبناني، برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ونائب رئيس الجمهورية إياد علاوي. وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم في العاصمة العراقيةبغداد، قال عون إنه بحث مع نظيره العراقي أهمية توحيد الموقف العربي قبيل انعقاد القمة العربية المرتقبة في السعودية، والتي من المفترض أن تعقد في الأسبوع الأخير من شهر مارس 2018 في الرياض. الهاجس الأمني، أحد القواسم المشتركة بين لبنانوالعراق، كان حاضرًا في زيارة الرئيس عون، فلبنان المنتشي بطرد الإرهاب من على حدوده، كان في زيارة للعراق المنتشي أيضا بطرد تنظيم داعش من المساحات الكبيرة الذي كان يسيطر عليها، حيث قال عون خلال المؤتمر الصحفي "أجرينا محادثات بناءة تعكس روابط الأخوة والتاريخ بين بلدينا وشعبينا"، وأضاف "كانت لدينا في لبنان معاناة مماثلة من قوى الظلام التي ربضت على حدودنا الشرقية، فكان القرار بمواجهتها حتميَا، ونجحنا في الانتصار عليها في معركة مشرفة في خريف العام الماضي"، بعدما تمكن الجيش اللبناني من طرد داعش وجبهة النصرة من منطقة عرسال على الحدود مع سوريا. وشدد الرئيس اللبناني على "ضرورة بذل جهود عربية ودولية مشتركة لمكافحة الإرهاب بطريقة فعالة ونهائية، ترتكز ليس فقط على القضاء على الإرهابيين، بل أيضًا على مكافحة الأسباب والعوامل المسهِّلة لنشوء الفكر الإرهابي وتنظيماته"، وتطرق عون إلى "التهديدات الإسرائيلية التي يتعرض لها بلدنا، والتي ارتفعت حدتها بوتيرة متسارعة في الفترة الأخيرة". القواسم المشتركة بين لبنانوالعراق، امتدت أيضًا إلى الحالة السياسية والدستورية، فبعد سقوط نظام صدام حسين في العراق، تبنت بغداد دستورًا في عام 2006 مرفق بتوافقات سياسية كالتي في لبنان، توزع بموجبها السلطات الثلاث بصيغة أن تكون الرئاسة للأكراد، ورئاسة الوزراء للشيعة، والبرلمان للسنة، ما يشبه النموذج اللبناني الذي يعطي الرئاسة للمسيحيين ورئاسة الوزراء للسنة ورئاسة البرلمان للشيعة. وفيما يتعلق بالملف الاقتصادي، تم تناول الجانبان العلاقات الاقتصادية، والتعاون في المجال خصوصا بالنسبة للصناعة اللبنانية، مع التأكيد على ضرورة تسهيل وصول المنتجات اللبنانية إلى العراق، حيث أثيرت خلال المباحثات الصعوبات التي تواجه نقل البضائع اللبنانية إلى الخارج بسبب إغلاق المعابر البرية، كما أعرب الرئيس اللبناني عن "استعداد الشركات اللبنانية بما تملكه من خبرات واسعة، والمستثمرين اللبنانيين؛ للمساهمة في ورشة إعادة إعمار العراق". ومن جهته، أعرب رئيس الوزراء العراقي عن رغبة بلاده في مساعدة لبنان في مختلف الظروف التي يمر بها، مؤكدا "حرص العراق على تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها، واستعداد الحكومة العراقية لبذل أي جهود ممكنة يطلبها لبنان في سبيل ذلك". كما تناولت الزيارة ملفات اقتصادية عالقة بين البلدين، حيث تناولت البحث موضوع العراقيين النازحين في لبنان، وحقوق بعض الشركات اللبنانية التي قامت بأعمال في العراق ولم تتلق حتى الآن مستحقاتها. ويرى مراقبون أن زيارة عون للعراق من شأنها إثارة القلق الإسرائيلي؛ فعون مدافع شرس عن سلاح المقاومة اللبنانية، والعراق تربطه علاقات قوية مع النظامين الإيراني والسوري، ألد أعداء الكيان الصهيوني.