هويس سوهاج الأثري ينتظر «اعتمادات» التطوير

يعاني هويس سوهاج، الذي يعد أبرز المشروعات المائية الأثرية بالصعيد، من الإهمال بشكل ملحوظ، ورغم مرور 16 عامًا على إدراجه ضمن المناطق الأثرية رسميًا، تضربه المخالفات من جميع الأنحاء لعدم وجود رقابة عليه.
158 عامًا عمر الهويس العتيق، الشاهد على الطرازه المعماري الفريد، إذ كان يساهم في مرور المياه إلى عشرات المناطق والترع المتفرعة بحي غرب سوهاج، إلى أن توقف بعد أعمال التطوير بالري في العقود الماضية، ليظل شامخًا دون العناية به، حتى تحول إلى وكر للحيوانات الضالة والقمامة.
أبرز ما يهدد المنطقة الأثرية حاليًا، إحاطتها بالعشوائيات، إذ يقع الهويس وسط منطقة سكانية تضربها العشوائية، بالإضافة إلى خطر كبير، يتمثل في مرور السيارات من أعلاه بصورة كثيفة، الأمر الذي يهدد حالته الإنشائية، وقد يؤدي لتهالك أعمدته وحجارته ويصيبها بالشروخ، إلا أن هيئات الطرق والكباري والمرور، لم يمنعا تحويل مسار السيارات لمناطق أخرى لعدم وفرة الكباري بالمنطقة.
وقال طارق عبد الفتاح، مدير عام آثار سوهاج الإسلامية، إن الهويس يعد من أبرز المنشآت الأثرية المائية الموجودة في المحافظة حاليًا، إذ أنشأ منذ أكثر من 150 عاما، ضمن أعمال أبناء محمد علي باشا للنهوض بالزراعة والري في عصر مصر الحديثة، ويتمثل بتخطيطه الجيد، وقوامه المتين، إلا أن قلة الاعتمادات المادية حالت دون تطويره حتى اليوم.
وأضاف عبد الفتاح ل"البديل"، أن أعمال التطوير، التي أعلن عنها محافظ سوهاج في وقت سابق لم تتحدد بعد، إذ أنها تتم من خلال ميزانية المحافظة وليس قطاع الآثار، بينما يؤدون هم الدور الإشرافي وتحديد الأعمال التي ستجرى فقط، وفور إعلان المحافظة عن توفير المبالغ المالية الواردة من منحة لأحد البنوك، سيتم العرض على اللجنة الدائمة والبدء فورا.
وعن أبرز الأضرار التي يشهدها الهويس حاليًا، قال مدير عام آثار سوهاج الإسلامية، إن كثرة مرور السيارات بكافة أنواعها أعلى الهويس يهدد بقاءه، مشيرًا إلى أنهم تقدموا بطلب إلى المحافظ لبحث الأمر ومنع مرور السيارات، إلا أن الأمر مازال محل دراسة الطرق والكباري وإدارة المرور، وفي حالة بدء التطوير سيتم النظر في تغيير مسار السيارات حفاظًا عليه، مع رصف سطحه لتجميله.
وأشار عبد الفتاح إلى أن أعمال التطوير المرتقبة ستتمثل في تنظيف الهويس من المخلفات الكثيرة التي طالته، وعمل حدائق في حرمه الأثري لتجميل مداخله أمام السائحين، وكذلك عمل كافتيريا قريبة منه، مع دراسة تحويل مبنى مستودع البوتاجاز القريب منه لمقر للتفتيش الأثري، بعد نقل المستودع حتى لا يمثل خطورة على الأثر.
كان الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، أعلن عن وضع خطة للحفاظ على الهويس، وقال إنه كلف الوحدة المحلية لمركز ومدينة سوهاج وحي غرب بضرورة البدء فورًا في إزالة الأتربة والمخلفات والتعديات الموجودة عليه، مؤكدا أن تطوير المناطق الأثرية بأبيدوس وأخميم، ومنطقة مقابر الحواويش والشيخ حمد بمركز سوهاج، وافتتاح متحف سوهاج الإقليمي، سيساعد على وضع المحافظة على الخريطة السياحية الداخلية والخارجية، إلا أن أعمال التطوير مازالت تبحث عن التنفيذ.