تتميز مصر بإنتاج النباتات الطبية والعطرية؛ لمناخها المناسب لنمو النباتات النادرة والمهمة، وتقدر المساحات المنزرعة منها نحو 80 ألف فدان من إجمالي المساحة الزراعية التي تتعدى 8 ملايين فدان، تتركز أغلبها في محافظات الوجه القبلي "المنيا، وبني سويف، وأسيوط، والفيوم، وسيناء"، وتعتبر مصدرا هائلا للثروة، منها 350 نوع نباتي ذو استخدام طبي أو عطري. وتستخدم النباتات العطرية في صناعة الأدوية والعقاقير الطبية لعلاج كثير من الأمراض لاحتوائها على الزيوت الطيارة والجليكوسيدات، ذات الأثر النافع، والتي تلعب دورا مهما في زيادة فاعلية هذه النباتات، وتدخل في صناعة المستحضرات الطبية المختلفة، حسب استعمالها طبياً كمنبهات، ومطهرات، ومقويات، ومسكنات ومراهم علاجية أو لخفض ضغط الدم وغيرها من الاستخدامات الطبية. وفي الآونة الأخيرة، تم استخدام النباتات الطبية والعطرية كبدائل للمبيدات الكيماوية، في حماية الإنتاج النباتي من الأمراض التي تسببها الكائنات الفطرية والبكتيرية والفيروسية والنيماتودية وتصيب مختلف المحاصيل الحقلية والبستانية، وتسبب خسائر كبيرة للاقتصاد القومي، حيث أثبتت فاعليتها في تقليل الفاقد الناتج عن الإصابة، سواء أثناء موسم الزراعة أو في مرحلة ما بعد الحصاد؛ لمواكبة الاتجاهات الحديثة في مقاومة الأمراض. ومن النباتات الطبية والعطرية التي تزرع في مصر وبصورة منتظمة؛ الريحان والنعناع البلدي والنعناع الفلفلي وحشيشة الليمون والثوم والشطة السوداني "الحمراء" والزعتر وغيرها، ومن النباتات الطبية والعطرية التي تنمو إما كنباتات زينة أو بصورة برية، اللانتانا والدفلة والخطمية والكافور والداتورة، وكلها يمكن استخدام مستخلصاتها "مائية، كحولية، مسحوق" في مقاومة العديد من الأمراض النباتية؛ بمعاملة البذور قبل الزراعة أو أثناء التخزين أو تستخدم في معاملة المجموع الجذري أو الرش على المجموع الخضري، سواء قبل أو بعد الإصابة. وتستخدم النباتات الطبية والعطرية أيضا، كمبيدات حشرية طبيعية لقتل أو طرد الحشرات، مثل النييم، وتستخدم في مكافحة الفطريات والبكتريا الضارة بالنباتات، وكذلك الأمراض الضارة بالإنسان والحيوان بصورة طبيعية غير ضارة بالبيئة. وقال الدكتور صابر فايز، أستاذ النباتات الطبية والعطرية بالمركز القومي للبحوث، إن المساحة المزروعة بالنباتات الطبية والعطرية تتراوح بين 60 – 80 ألف فدان سنويا، ويتم تصدير 90 – 95% من إنتاجها، لكن لا يوجد حتى الآن سقف تصديري لها، موضحا أن عائد البيع منها في آخر إحصائية بلغ 172 مليون جنيه، لافتا إلى أن مصر تحتل المركز الحادي عشر على مستوى الدول المصدرة، بنسبة 2.23% من حجم السوق العالمية، كما نجحت الصادرات المصرية في اختراق ما يقرب من 40 سوقا دولية، وتعتبر فرنسا أكبر سوقا، تليها الولاياتالمتحدةالأمريكية خاصة الياسمين، والورد والبنفسج. وأكد فايز ل"البديل"، أن التوسع في زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية بالأراضي الجديدة والصحراوية، يعتبر من الأهداف الاستراتيجية المهمة نظرا لتحمل الكثير منها الظروف الصحراوية، مثل الجفاف والملوحة ودرجات الحرارة المرتفعة والتغيرات المناخية، موضحا أن خطة الدولة تستهدف التوسع في المساحات المزروعة، لتصبح 250 ألف فدان بحلول عام 2030. وأوضح أن تسويق النباتات الطبية والعطرية أحد المعوقات التي تواجه التوسع في زراعتها؛ حيث يعتمد على سلسلة طويلة تسبب العديد من المشكلات؛ بداية من تجار مستلزمات الإنتاج مرورا بالمزارعين، وتجار الجملة، والمصنعين، وتجار التجزئة وصولا إلى المستهلك، ويبيع المنتج المحصول عادة للتجار المحليين بعد إجراء عمليات تجهيز أولية التجفيف الشمسي، والغربلة، والخلط، وفرز اللون، والتعبئة، وهي تؤدي إلى تلوث منتجات النباتات الطبية والعطرية بالميكروبات، مثل "السالمونيلا، الشيجلا، بكتريا القولون والخمائر"، كذلك تلوث المنتج بقطع البلاستيك والمخلفات الصلبة والكيميائية التي من شأنها التقليل من المادة الفعالة للنباتات.