أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، الجدول الزمني التفصيلي للانتخابات الرئاسية، وكافة الإجراءات والقرارات للمنظمة للعملية الانتخابية, وقام رئيس الهيئة، خلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد أمس الاثنين, بدعوة الناخبين لانتخاب رئيس الجمهورية، وبعد موافقة مجلس إدارة الهيئة الوطنية للانتخابات بجلسته المنعقدة بتاريخ 8 يناير 2018، قرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية في الخارج أيام 16 و17 و18 مارس 201, وفي الداخل 26 و27 و28 مارس 2018. وتتلقى الهيئة طلبات الترشح يوميًّا من الساعة 9 صباحًا حتى الساعة 5 مساء، عدا اليوم الأخير حتى الساعة 2 ظهرًا، وذلك خلال 10 أيام، ابتداء من يوم السبت 20 يناير إلى الاثنين 29 يناير 2018. وتعلن القائمة المبدئية لأسماء المرشحين وأعداد المزكين أو المؤيدين لكل منهم بصحيفتي الأخبار والأهرام يوم 31 يناير 2018, كما أعلنت أنه من شروط الترشح أن يزكى المرشح على الأقل عشرون عضوًا من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده مالا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في خمس عشرة محافظة على الأقل، بحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها, يبدأ في تجميعهم من يوم الإعلان. وأكد سياسيون أن شرط حصول المرشح للانتخابات الرئاسة على تزكية 20 عضوًا بمجلس النواب، فضلاً عن جمع 25 ألف توقيع للمواطنين بمختلف محافظات الجمهورية، خلال 20 يومًا، تحدٍّ كبير وصعب تحقيقه بالنسبة للمرشحين المنافسين للرئيس عبد الفتاح السيسي، وخاصة في ظل الظروف السياسية الصعبة الراهنة ودحر الأحزاب والحركات المعارضة من قبل الدولة بشكل مستمر، ومنعها من ممارسة العمل السياسي في الشارع المصري، بالإضافة لإعلان أغلب أعضاء البرلمان دعمهم لترشح الرئيس السيسي لفترة رئاسية أخرى. كما أنه خلال الفترة الماضية انطلقت عدة مبادرات وحملات في كافة المحافظات، وعلى رأسها "علشان تبنيها"، لجمع توقيعات من المواطنين لدعم وتأييد ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية، وتلك الحملات يدعمها عدد كبير من كبار رجال الأعمال والمسؤولين بالحكومة ماديًّا ومعنويًّا، وعلقت الآلاف من اللافتات والبنرات الخاصة بالحملة في الطرق الرئيسية والشوارع والميادين، لحث المواطنين على التوقيع على الاستمارات. وقال نبيل زكي، المتحدث الرسمي لحزب التجمع، إن من يرغبون في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي سيواجههم العديد من العقبات والتحديات الصعبة، حتى لو نجحوا في جمع توقيعات 20 عضوًا من مجلس النواب و25 ألف توقيع من المواطنين بالمحافظات. وأضاف زكي ل"البديل" أن المنافس المحتمل حتى الآن وهو خالد على لا يملك المال الكافي لعمل حملة انتخابية ضخمة تشمل كل المحافظات، ولا يتلقى دعمًا كبيرًا من رجال أعمال لكي يستطيع أن ينفق الملايين على الدعاية والمؤتمرات الانتخابية والسفر بمختلف المحافظات، مشيرًا إلى أن الحملات والمبادرات التي تدعم الرئيس السيسي أصبحت تمتلك مقرات لها بمختلف المحافظات، وتنفق الملايين على الصور والبنرات الداعمة للرئيس. ويتوقع السفير معصوم مرزوق، القيادي بالتيار الديمقراطي، أن السياسة المتبعة من الدولة خلال الفترة الماضية والحالية؛ لقمع الأحزاب السياسية المعارضة والتضييق عليها؛ لكي لا تعمل في الشارع المصري، أثرت بشكل سلبي على الاتفاق لطرح منافس يخوض الانتخابات الرئاسية لعام 2018، ويستطيع أن يتحرك في المحافظات خلال الأشهر الماضية؛ حتى يعرفه الناس ويكسب دعمهم، إذا رغبوا في اختياره لخوض انتخابات الرئاسة. وقال مزوق ل "البديل" أن الرئيس السيسي لا يحتاج إلى دعاية انتخابية أو حملات، لأنه خلال الأشهر القليلة الماضية ظهرت أكثر من 5 حملات لدعمه بمختلف المحافظات، فضلاً عن الدعم والتأييد من قبل أعضاء مجلس النواب، موضحًا أنه من الصعب أن يتحرك شخص يرغب في الترشح لانتخابات الرئاسة خلال 20 يومًا لجمع توقيعات المواطنين من 15 محافظة في مصر، متسائلاً: "هل يستطيع أحد أن يأخذ توقيع 20 عضوًا بالبرلمان الذي يرغب أغلب أعضائه أن يتولى الرئيس السيسي فترة ثانية بالتزكية؟". واستدرك حديثه "أتصور أن الفترة المقبلة ستكشف عن عدة مفاجآت، وسائل الإعلام بدأت حملة انتخابية مبكرة للرئيس عبد الفتاح السيسي قبل إعلان مواعيد الانتخابات بعدة أشهر، واستضافة أشخاص مؤيدين فقط في برامج التوك شو".