طرحت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية اليوم الخميس فكرة إنشاء ما أسمته “منظمات غير حكومية للقتلة” كأفضل سبيل للقضاء على تنظيم القاعدة وتدمير خلياته في البلدان التي يتخذها التنظيم ملاذا له. واعتبرت المجلة -في تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت -أن الولاياتالمتحدة في حاجة إلى صياغة فكر جديد في حربها على التنظيم القاعدة،لافتة الى أن القاعدة لا تعدو كونها “منظمة غير حكومية” وأنه يتعين على واشنطن العمل للتوصل إلى أفضل السبل لمواجهتها دون إشعال فتيل حرب إقليمية كبرى في كل مناسبة تتمكن فيها الاستخبارات الأمريكية من كشف خلية للتنظيم في دولة ما. ولفتت المجلة إلى أن العراق لم يكن أبدا ليكون ملاذا للقاعدة لولا الغزو الأمريكي له الذي أشعل حربا أهلية أثقلت كاهل البلاد وخلقت حالة من الفوضى العارمة لتفسح الطريق أمام عناصر القاعدة لتنفذ هجماتها. وأوضحت المجلة أنه على الرغم من أن تفادي تكرار حدوث هجمات إرهابية على غرار هجمات الحادي عشر من سبتمبر كان يعد الشغل الشاغل لكل من إدارتي الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش والحالي باراك أوباما، غير أن الإدارتين لم تتمكنا بعد من صياغة استراتيجية محكمة للتعامل مع المخاطر التي باتت تحدق بالامن القومي الامريكي. وأوضحت المجلة أن “منظمات القتلة غير حكومية” والتي سيتمحور نشاطها لملاحقة عناصر القاعدة ستستند في بنيتها الاساسية على مجموعات من السكان الأصليين للمناطق التي يدير التنظيم من خلالها عملياته ليعملون على إيصال رسالة محددة تؤكد رفض أي تدخل أو نفوذ لمتشددين إسلاميين من الخارج. وأردفت الصحيفة تقول أن تلك المنظمات قد تحتاج مساعدة عناصر عسكرية ذات كفاءة عالية، مشيرة الى أن وجود كوادر صغيرة من المقاتلين الماهرين يجتمعون على هدف واحد، سيمكن المنظمات من الحاق هزيمة نكراء بعناصر القاعدة. وألمحت المجلة إلى إمكانية أن تحتاج تلك المنظمات أو الجماعات ذراعا تنمويا يوفر لها الإمدادات الطبية والتعليمية والغذائية بالإضافة إلى وسائل إعلامية، تعمل بدورها على الترويج للأهداف من وراء إنشاء المنظمات وإعلاء قيمتها، فيما تقوم بتشويه صورة تنظيم القاعدة وأتباعه في أنحاء العالم. ونوهت المجلة إلى أن “منظمات القتلة غير حكومية” تختلف تماما عن جماعات المرتزقة والقتلى المأجورين مثل شركة “بلاك ووتر” مشيرة الى أن المرتزقة يعملون بما يخدم مصالحهم المادية ويتلقون أموال مقابل خوض معاركهم وليس إيمانا منهم بمبادىء معينة. وفي ختام تعليقها،أكدت فورن بوليسي أن العمل على تشجيع ودعم تلك المنظمات يعد أحد أهم الأدوات التي يمكن للولايات المتحدة أن تدرجها ضمن استراتيجيتها في هذا الشأن، موضحة أنها لن تكبد الامريكيين الكثير فحسب بل ستحد من حجم الأخطار التي تحدق بحياة الجنود الأمريكيين.